الجنسنغ يتفوق على العقاقير في إعادة النشاط لمرضى السرطانواشنطن – وجد الباحثون من معهد مايو كلينيك للأبحاث في دراسةٍ مبدئيةٍ تم عرضها في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري، أن الجرعات العالية من نبات الجنسنغ على مدى شهرين استطاعت التقليل من أعراض التعب المرتبط بالسرطان.
واجريت على 340 مريضاً، أكثر من نصفهم من مريضات سرطان الثدي، إما أنهوا تلقي علاج المرض أو أنهم لا زالوا يتلقونه، وأُعطي البعض منهم كبسولات تحتوي الواحدة منها غرامين من جذور الجنسنغ المطحونة على شكل بودرة، أما الآخرون فلم يتلقوا مثل هذه الكبسولات.
وتذكر الباحثة في مركز مايو كلينيك الدكتورة ديبرا بارتون “المكملات الحاوية على نبتة الجنسنغ والموجودة في الصيدليات تتم معالجتها أحياناً باستخدام الإيتانول (الكحول) والذي يكسب هذه النبتة بعض الخواص الكيماوية المشابهة هرمونياً للاستروجين، مما قد يضر بمريضات سرطان الثدي”.
وبعد أربع أسابيع من المراقبة، لم يلاحظ الباحثون سوى تحسن طفيف على حالة المرضى الذين تلقوا الجنسنغ، أما بعد شهرين فقد طرأ تحسن ملحوظ على حالة التعب التي كان يعاني منها هؤلاء المرضى.
والتعب المرافق للسرطان حالة لا تعرف أسبابها طبياً بشكل واضح بعد، فأحياناً تُعزى للسرطان الذي ينمو في الجسم وينافس الخلايا السليمة على المواد المغذية وأحياناً تُعزى للعلاج الذي يتلقاه المريض والذي يؤذي الخلايا السرطانية والسليمة على حد سواء.
وتذكر الدكتورة بروتون “شاهدنا تحسناً لدى المرضى قدرناه بعشرين نقطة على مقاييسنا التي استخدمناها لقياس التعب والتي تكونت من مئة نقطة”.
والجنسنغ نبات معروف منذ القدم كان يستخدم في الطب الصيني الشعبي كمصدر طبيعي لمنح الطاقة والنشاط للجسم، واليوم يستخدم كمكمل غذائي لتحسين صحة القلب والأوعية وتنشيط الجهاز المناعي للجسم وتقوية الذاكرة، وقد أشارت دراساتٌ سابقة إلى أن له خواص مضادة للسرطان كالدراسة التي قام بها باحثون من معهد لينوس باولينغ في ولاية آريغون الأميركية والتي حلصت نتائجها إلى أن الجنسنبغ بجرعات عالية يملك خواص قاتلة لخلايا سرطان الثدي في أنابيب الاختبار، كما لوحظ انخفاض معدل الإصابة بسرطاناتٍ معينة لدى شعوبٍ آسيوية تستهلك هذه النبتة بكثرة، لكن هذه هي الدراسة الأولى التي تشير إلى فوائد الجنسنغ لعلاج التعب الذي يعاني منه ما لايقل عن 90% من مرضى السرطان.
ويحاول الباحثون تفسير نتائج هذه الدراسة بأن مادة الجينسينويد، إحدى المواد الفعالة الأساسية في نبتة الجنسنغ، تقلل من إفراز السيتوكينات (وهي مواد يفرزها الجسم في حالة الإصابة بالسرطان كرد فعل دفاعي) وتنظم إفراز الكورتيزول (هرمون التوتر في الجسم، والذي يضطرب إفرازه لدى مرضى السرطان) وهاتان الحالتان اُتهمتا بكونهما مسؤولتين عن التعب الذي يصيب مرضى السرطان.
ووفقاً للدكتورة بارتون فإن السرطان هو “حالة شدة مزمنة قد تستمر عشر أعوام بعد تشخيصها وإنهاء علاجها” وتضيف بأنها تنوي في الخطوات التالية دراسة تأثيرات الجنسنغ بشكل نوعي على مؤشرات معينة خاصة بالتعب خاصة بالتعب وتقول “إذا تمكنا من مساعدة الجسم بشكل طبيعي على أن يقوم بتنظيم ذاتي أفضل خلال علاج السرطان عبر استخدام الجنسنغ فقد نتمكن من منع حودث هذا التعب الشديد طويل المدى”.