hope star
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ثقافي شامل
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 علمانية الإسلام ... دراسة موضوعية بقلم : رياض درار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
إنانا
Admin
Admin
إنانا


عدد المساهمات : 3510
تاريخ التسجيل : 03/10/2011

علمانية الإسلام ... دراسة موضوعية بقلم : رياض درار  Empty
مُساهمةموضوع: علمانية الإسلام ... دراسة موضوعية بقلم : رياض درار    علمانية الإسلام ... دراسة موضوعية بقلم : رياض درار  Emptyالثلاثاء مايو 15, 2012 10:31 am

علمانية الإسلام ...

بقلم : رياض درار


مايو 14، 2012 nidaasyria



مقدمة :


الخطاب السياسي المعاصر مارس السياسة لا كخطاب يواجه الواقع السياسي القائم على حد تعبير الجابري بل كخطاب يبحث عن واقع آخر 0 فهويقف على الواقع رغم أنه يدعي تحليل الواقع ويجيب على الأسئلة المعاصرة من ماضي الاسلام المجيد أو من الحاضر الأوربي المتمدن 0 وهذان القطبان جذبا المفكر المعاصر بوجهيه السلفي والليبرالي، وكأنما يمارس هذا الخطاب السياسة في موضوعات غير سياسية

بمعنى لا علاقة لها بعلاقة السلطة بالمواطن، والمواطن بالسلطة 0 أي مشكلة الدولة والمجتمع والعلاقة بينهما 0
أي أن الخطاب السياسي المعاصر هو خطاب غير مباشر، غير صريح ، مرة يلجأ للماضي ، وأخرى يلجأ للرمز على طريقة كليلة ودمنة يتكلم على لسان الحيوانات ، أو من خلال الحكم والأمثال ، دون أن يتناول قضايا مباشرة وهذا حال السلفي 00
وأخرى يلجأ إلى التعميم ، ويبتعد عن مجابهة الواقع بشكل مباشر ويضرب أمثلته من مجتمع غيره ، بدءاً بالطهطاوي الذي وصف لنا مجتمع التمدن الفرنسي ، ونهايةً بكل وجوه الماركسية التي شرعنت للاشتراكية بوجوهها السوفيتية والصينية ، المثالية والعلمية ، أو هي شرعنت لمجتمعاتها من خلال الليبرالية الغربية ، وهذا هو حال الليبرالي ، القومي والمادي العلمي ... الخ

في موضوع العلمانية .. وعلاقته بالإسلام نحتاج لحديث موضوعي بعيد عن الانفعالات ، ثم هو حديث مباشر لا يلجأ للتعميمات ولا للرمز ذلك أننا لا نحاول هنا أن نتحدث عن علاقة بين موضوعين متشابهين أو مختلفين ، إنما حديثنا يحاول أن يوضح أن العلمانية صيغة متضمنة بالإسلام ، بمعنى أنها لا تختلف عنه وكل خلاف معه غير مبرر ومصطنع .

وحتى لا يعتبر أحد قولي هذا بدعا من الأقوال، أرجو أن تذكروا فترة تحدث فيها المتحدثون عن ثورية الاسلام في عهود سيادة الثورات والتغيرات الجذرية ومفاهيمها ، كونها لفظة مستوردة وقد فعل ذلك القوميون والاسلاميون معا .. إذ لـ عماد الدين خليل كتاب باسم "الانقلاب الإسلامي" ولـ نديم البيطار كتاب "الايديولوجيا الانقلابية"

وفي عهد سؤدد الحركات الاشتراكية تحدث المتحدثون عن اشتراكية الاسلام ، وكم رددت أم كلثوم من شعر أحمد شوقي

"الاشتراكيون أنت إمامهم" 00 حتى قال عبدالناصر: "كانوا يصفقون لأم كلثوم وهي تردد الاشتراكيون أنت إمامهم ولما طبقنا الاشتراكية حاربونا"
وللدكتور مصطفى السباعي كتاب "اشتراكية الاسلام" من أجود الكتب التي أنصفت الاشتراكية والاسلام معا 0000 وعن الديمقراطية كتب كثيرون باسم الاسلام 00 منهم عباس محمود العقاد كتب "الديمقراطية في الاسلام" ودكتور عثمان خليل كتب "الديمقراطية الاسلامية" ود 0 عبد الحميد الانصاري كتب "الشورى وأثرها في الديمقراطية"

وكذلك أحاديث العمل وقيمته الانسانية في عهود نهضة الطبقات العمالية ، وسيادة البروليتاريا ومفاهيمها 0

ومن ثم أحاديث وكتب عن الاقتصاد الخاص والخصخصة في ظل الاسلام 00 وذلك في المجتمعات التي سادتها أنظمة حكم تتمثل الأنظمة الرأسمالية 0

ولم تتوقف أحاديث العلم وقيمته في الاسلام إثر موجة العلم العاتية التي طفح بها العالم 00 وصارت مجالا للتباهي والتعالي لدى الغرب على العالم الاسلامي ، حتى قام من فسر القرآن تفسيرا علميا 0 (جوهري طنطاوي) 0

وها نحن اليوم في عهد تعالى الحديث عن المجتمع المدني الحديث والمناداة بالقيم الحضارية المعاصرة المتمثلة بالعقلانية والديمقراطية ، ندلي برأي عن مفهوم العلمانية في الاسلام ، ولا نعتقد أننا بذلك نخالف واقعا أو نتجاوز حقائقا 0

فالإسلام 00 وبكل الاحتمالات التي توضع في طريقه ، يبقى العباءة التي تغطي كافة القيم المحتملة ، ويبقى الاسلام هو الاسلام مادة حضارية متجددة ، لا تتوقف على جيل من الأجيال ولا على رؤية من الرؤى 0 فهو الشامل وهي الخاصة 00 وهو الكلي وهي الأجزاء 00 وهو لكل زمان وهي نتاج فترة من الزمان 00 وهو لكل مكان وهي حاجة مكان من الأمكنة 0
فيبقى الاسلام وتذوب كل الظواهر الأخرى وتندرج الشعارات تحت ظله ، وتصبح اسلامية المضمون مادامت تعمل على خدمة الإنسان 00 لأن الإنسانية شعار المسلم 00 وكل حركة لا تخدم الإنسان تناهض الاسلام وتحاربه وإن ادعت الانتماء إليه 0


الحاجة الماسة للعلمانية في اللحظة المعاصرة:

إذا كان السلطان الديني غائبا في المجتمعات الاسلامية ، وإذا وجدنا التوازن قائما بين الحاجات المادية والمعنوية والروحية في العقيدة الاسلامية ، فهل يعني ذلك غياب الحاجة لطرح مشكلة العلمانية؟
00 إن ذلك يبدو تنكرا لحقيقة موضوعية يعيشها المجتمع وهو يبني علاقاته السياسية ، ويسعى لإعادة بناء وهيكلة المجتمع العربي 0

إن تأويلات متعددة ومتباينة للمواقف والقيم الدينية والسياسية مما يبدو منها أنها بداية صدام بين الدين والسياسة. هذه التأويلات تدفع للقول بوجود حاجة للحديث في موضوع العلمانية في بلادنا. ولكنه حديث من نوع خاص، وليس حديثا على النمط الأوربي.

فعندنا لا توجد مشكلة ظاهرها سيطرة الدين على السياسة ، ولكن المشكلة عندنا في سيطرة السياسة على الدين ، ومحاولة احتوائه وتوظيفه لاستراتيجيتها الخاصة ، ورفضها السماح لغيرها بمثل هذه الممارسة .

فالدولة العربية الحديثة أصبحت ترى في احتكار التفسير الديني عنصرا اساسيا من عناصر ترسانتها المعنوية تماما ، كما يشكل العنف الشرعي عنصرا أساسيا من ترسانتها القانونية والسياسية 00

من هنا 00 فإن المشكلة في السياسة العربية المعاصرة هي مشكلة الصراع بين الأطراف الاجتماعية المختلفة على استملاك الدين وتفسيراته ، وبالتالي تعدد مراكز التعامل مع الدين ، وتعدد تفسيراته ، وتحويل الدين إلى ميدان للصراع السياسي 0

وحتى في حال اطلاق وصف علمانية على دولة حديثة، فإنها تبدو نوعا من دين وضعي للدولة يسعى إلى استقلال الحياة الاجتماعية عن الدين، ولكنه لصالح دين وضعي جديد 0

من هنا فإن نظرية العلمانية التقليدية التي تفترض وجود صدام بين الدين والسياسة سببه هيمنة الدين على السياسة، مثل هذه النظرية لا تستطيع أن تساعدنا كثيرا في تحليل وحل عقدة مصادرة السياسة للفكرة الدينية، أو التسييس الرسمي للدين 0

إن استبداد الدين بالسياسة ينتج الحظر على الاعتقاد، والرقابة على الضمير، الأمر الذي يقود في حالات الانحطاط والأزمة وبشكل متكرر إلى التعصب، والاضطهاد الديني، وإلى المذابح 0

وفي ذلك سواء أن يكون الدين غيبيا:

- النموذج المسيحي 000 الكنيس الكهنوتي

- نموذج المعتزلة 000 وفتنة القرآن

أو أن يكون الدين وضعيا:

- نموذج الدولة الشيوعية 00 وتجازاتها الانسانية

- نموذج الدولة القومية 000 التي تحولت إلى فاشية أو نازية، وقادت إلى التعصب القومي والحركة الاستعمارية في عصر النهضة الأوربية 0

وفي كلا الحالين يقود الاستبداد إلى محاكم التفتيش أو محاسبة الناس على الاعتقاد، ومحاكمة الضمير 0

وبالمقابل 00 فإن سيطرة الدولة والسياسة على الدين ينتج مقرا لسلطة سياسية سيادية قاهرة ، ويمنع وجود سلطة سيادية منافسة دينية أم غير دينية ، مما يخلق ولادة التعددية المذهبية في الدين ، وبالمثل كل سلطة اجتماعية أخرى (أحزاب أو جمعيات) تجد شروطا مناسبة للتعددية فيها بمعنى الانقسام 00 والصراع 00 والتفتت في الداخل 0 وهذا ما نجده في الانقسامات الحزبية المستمرة للأحزاب التي تعمل تحت هيمنة دولة مركزية 000 وهذا سبب وجود الطائفيات المتعددة (السياسية والدينية )

0 فحيث وجدت الأنظمة الشمولية والهيمنة المطلقة ، والتعسف السياسي ، قامت التعددية الدينية ، والتعددية السياسية ، بمعناها السلبي الذي يعتمد العصبية الجزئية ضد العصبية القومية ، والنظرة السياسية المصلحية والقريبة المنال على حساب النظرة الشاملة 0

الخلاصة والقصد:

إن المشاكل الناجمة عن سيطرة الدولة والسياسة على الدين ليست أقل خطورة على الدين من سيطرة الفكرة اللاهوتية ، ولكنها ليست نفسها ، ولا يمكن معالجتها بالطريقة نفسها 00
الاشكالية واحدة 0 صحيح! 00 فهي تتعلق بعلاقة الدولة بالدين ، علاقة السلطة الدينية بالسلطة السياسية والمشاكل التي يثيرها الخلط بينهما ، وإن كانت النتائج مختلفة 0

لقد اعتقد المصلحون في بداية القرن أن الاسلام هو دين علماني بمعنى أن مصطلح العلمانية معناه: الزمانية 00 أي الدنيوية، وهو المعنى الذي استخدمه الاستاد الإمام محمد عبده في حواره مع فرح انطون وهذا المصطلح قاد إلى النظرية العلمانية التي ستفرز السلطة القانونية، والسلطة المدنية lebrasseculair0
إلا أن خروج الأمر من يد هؤلاء المصلحين قاد إلى التالي:

1 - سيطرة الدولة المطلقة باسم العلمانية الحديثة على الدين والسياسة وعدم تطورها من دول متحررة من سيطرة الدين إلى دولة قانونية 0

2 - ابتعاد المصلحين واخلاء ساحة العمل السياسي منهم ، خاصة تيار الجامعة الاسلامية (الذي قدم أكثر تصورات العصر دقة وعمقا وجرأة للإسلام ، الاسلام الذي يقتحم مشكلات العصر باحثا عن حلول لها 0

3 - ظهرت التيارات الدينية المتزمتة بشكليها "السلبي الصوفي" كامتداد للتيارات الدينية في العهد العثماني، أو "الإيجابي الثوري" المقلد للنزعات الثورية الحديثة كالماركسية والشيوعية في الشرق والغرب 0

4 - ظهرت بوادر الاعتقاد بضرورة التجديد في نظرية العلمانية نتيجة للفشل والعصيان المدني والانقسامات الدينية والسياسية ، فأطلت على ساحة العروبة نظريات الليبرالية الجديدة ، والتصحيح الماركسي ، والعودة لقراءة الدين 0 إلخ 00

هذه النتائج برزت على ساحة العمل السياسي بسبب غياب تقاليد سياسية في الدولة الحديثة، هذا الغياب هو الذي منعها من أن تترجم مفاهيم كبرى في حياتها مثل (البيعة والشورى والولاية) من مبادئ أخلاقية وسياسية إلى مؤسسات سياسية وعملية حية وفاعلة 0
كما أن الدولة العربية الحديثة لم تستطع تحقيق تراكم حقيقي للتقاليد السياسية ، فهي متقلبة ، متقطعة تظهر وتموت وتتجدد من دون توقف ، ولكنها باستمرار دولة تابعة واتباعية تتحكم فيها الإرادات الفردية للمتنفذين في شؤون ادارتها 0

هذا الواقع الجديد هو الذي دفع إلى اعادة النظر بمفهوم العلمانية بعد قيام عديدين بنقدها وتحميلها أسباب الفشل والنكوص 00
يقول هاشم صالح: (بعد ان خاض الغرب تجربته في العلمنة والتحرر لمائتي سنة وتطرف في الاتجاه المعاكس "المادي والدنيوي" أصبح يشعر بالحاجة إلى إعادة التوازن 00
ومع أن علمانيين تصدوا للدين لتحميله أسباب العجز والتراجع وعدم التطور
فإن المسألة الحديثة اليوم حتى في الغرب هي / كيف يمكن أن ندمج كلا الموقفين اللذين ظهرا في التاريخ حتى الآن: موقف التصور الديني للعالم ، وموقف التصور اللاديني للعالم 0
كيف يمكن أن ندمج بين النظرة العلمية والتاريخية للعالم وبين البعد الروحي أو الرسالة الروحية للإنسان ، بمعنى كيف يمكن أن نصل إلى إيمان جديد يكون بحجم حداثة العالم
)

مثل هذا التطلع الكبير يحتاج لإلقاء نظرة على واقع العلمانية عبر تفحص جذورها حيث نشأت وامتدت، فلننظر إلى جذور العلمانية 0

جذور العلمانية:

تمد النظرية العلمانية جذورها في بنية الفكر المسيحي الأول ، الذي قام على التمييز الصارم والدقيق بين مملكتين مختلفتين ومتعارضتين // مملكة الله والروح ، ومملكة الدنيا والجسد // وهو الذي عبرت عنه العبارة الشهيرة للسيد المسيح: (دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله)

ولكن هذه البنية الفكرية الاولى لم تنتج التاريخ السياسي والاجتماعي الذي ستولد فيه الفكرة العلمانية

ولعل الجذور الحقيقية لنشوء الميول العلمانية كامنة في صيرورة تكون الدولة نفسها في المجتمعات الغربية ، بسبب سيطرة الكنيسة في الميدانين الزمني والروحي .

فالعلمانية لم تظهر بسبب وجود الدين أو الكنيسة أو الهيئة الدينية ، ولكنها قامت بسبب تسلط الكنيسة على شؤون الدولة والسياسة ، وحرمانها المجتمع من بناء الدولة ، أي تأسيس نفسه سياسيا.

من هنا يمكن أن نفهم قول هيجل: (لا يكفي أن يقول لنا الدين دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله .. لأنه يتبقى علينا أن نعلم على وجه الدقة ، ما هي الأشياء التي لقيصر، وما هي الأشياء التي لله).

ثم يطالب للدولة بحقوقها المتمثلة بكونها هي التي تعلم ما يتعلق بالحقوق والقوانين والمؤسسات ، وما يتعلق باعتقادها الديني ، وبذلك فأن هيجل يحول الدولة إلى مركز قداسة وتوظيف أخلاقي بديل للدين .

فالعلمانية كقاعدة إجرائية لم يكن لها من معنى في المجتمعات الغربية لو لم يكن هناك بالفعل سلطان روحي ، أي لو لم يكن لدى الكنيسة كمؤسسة في مواجهة الدولة قدرة على التدخل في القرار الجماعي ومصادرة قرار الدولة ، ولو لم يكن لدى رجل الدين الحق في مصادرة حرية العقل والضمير باسم الحفاظ على الايمان الصحيح وصيانته.

وفي الواقع قامت جماعتان في جماعة واحدة ، جماعة تحتكم للدين وجماعة تسعى للاحتكام على مستوى السياسة المدنية. وبالتالي قامت دولتان، وحقيقتان متنافستان، على توجيه أفعال الناس واعمالهم.
وكان لابد من تنظيم العلاقة بينهما بشكل دقيق يحدد مواقع الفصل بينهما فكانت العلمانية تعني: "مذهب فك الاشتباك بين السلطانين الماديين القائمين في المجتمع ، والمانعين لوحدة القرار فيه".

فلم تكن العلمانية بالمعنى الدقيق للكلمة فصلا بين الدين والساسة ، أو استبدالا لثقافة دينية أو اجتماعية بثقافة أخرى لا دينية ، بقدر ما كانت حلا للفصام المدني الذي أنتجه تناقض سلطتين وتنافسهما في فضاء سياسي وثقافي واحد ، ومن ثم العمل على تجاوزه إيجابيا.

ولكن هذا الحل لم يكن قابلا للتحقيق في الواقع إلا بسيادة احدهما على الاخرى ، وهنا برز سلطان الدولة وهيمنتها ، وقبلت الكنيسة العمل في اطارها ، اذ لا شيء يمنعها من ذلك وفق القاعدة الشرعية النابعة من مقولة السيد المسيح: (دع ما لقيصر لقيصر .... الخ )

ثم تم تعاون فعلي وحقيقي فيما بعد بين الدولة والكنيسة في كل البلاد المسيحية باعتبار ان تشكيل الروح وتوجيه النفس يعد جزءا اساسيا من العلم التربوي العام للمجتمع.

وبهذا التصالح ولدت الدولة الوطنية بما فيها من مواطنين احرار متساوين.

وهكذا اصبحت العلمانية في الدولة الحديثة رمزا للنزاهة السياسية، وحيادية الدولة، وترفعها فوق الاحزاب حتى تبقى مركز ولاء عام، وتتحول إلى مؤسسة مستقلة عن اعتقادات الذين يقومون بتسييرها، لها منطقها الخاص وطرق ادارتها، واهدافها ووسائلها بحيث لا يؤدي تغيير الطاقم الحاكم إلى تغيير الدولة أو زعزعتها

....

العلمانية ودخولها المجتمع العربي:

لم يرتبط دخول الفكرة العلمانية في الوعي العربي الحديث بدوافع خارجية أو بأسباب خارجة عن ارادته أو نابعة من الضغط الاستعماري والتغريب الثقافي .
فهي انطلقت من مفكرين وسياسيين وطنيين ادركوا بحسهم العميق انحلال الروابط الاجتماعية العامة في مجتمعاتهم ، وعجز المفاهيم التقليدية السياسية المشتقة من الرؤية التي كانت سائدة للدين ، عن تكوين العصبية الضرورية لإعادة لحم التضامن وترسيخ علاقات الاخوة الوطنية التي لا بد منها لتسير أي مجتمع مدني ، بمعنى ان هؤلاء الرواد تعاملوا مع العلمانية من حيث تطورت إلى مفاهيم حققت التقدم المدني ، واسست للوحدة الوطنية ، وصنعت التقدم العلمي ومعطياته.

يقول الافغاني: "ولا ملجأ للشرقي في بدايته أن يقف موقف الأوربي في نهايته ، بل ليس له الا أن يطلب ذلك"
فهؤلاء الرواد نظروا إلى العلمانية على إنها الوسيلة لتجديد الأسس الأخلاقية والروحية للاجتماع المدني الاسلامي والعربي ، ولإعادة بناء السياسة وأخلاقها كنشاط متميز في مجتمعات خمدت فيها الروح ، روح الوطنية والعصبية الجامعة من أي نوع .

والتقت هذه الفكرة - في ذهن المفكرين المسلمين المتحدثين - مع العقيدة الاسلامية التقليدية التي ترفض الكهنوتية ، وترتبط بتأكيد حرية العقل وحقه في الاجتهاد ، وما كان لها أن تثير لديهم مشكلة ضميرية أو دينية ،
بل على العكس ، فقد اعتبروها من الامور التي سبق بها الاسلام المجتمعات الغربية الحديثة ، ولم يشعروا أن تناقضا يمكن أن يحصل بين الاسلام وبين مبدأ الفصل بين السلطتين الزمنية والروحية.


الفصل لا الانفصال .. بمعنى التمييز بينهما على حد تعبير محمد عمارة وخير من يصف لنا هذا الموقف ويعطينا الدليل الناصع البيان حول هذا الكلام .. الاستاذ الامام "محمد عبده" رائد المدرسة الاصلاحية .. ومؤسس "الجامعة الاسلامية" مع استاذه الافغاني: يقول الاستاذ الامام: (ليس في الاسلام ما يسمى عند قوم بالسلطة الدينية بوجه من الوجوه، فالحاكم هو حاكم مدني من جميع الوجوه، بل إن الاسلام هو الذي قضى قضاء مبرما لم يسبق إليه أي دين، على السلطة الدينية من جذورها، وأنه يمثل بالتالي الدين العقلي من دون منازع).

كذلك فإن الافغاني لم يخف في رده على رينان مثل هذا الموقف ..

ففي النظرة إلى العلمانية والتعامل معها استند المصلحون العرب والمسلمون على قاعدتين اقترحوها من أجل الاصلاح: من الناحية النظرية: الاستناد على الفلسفة العلمانية التي كانت سائدة في عالم نهاية القرن الماضي.

من الناحية العملية: استندت على نموذج فصل الدين والدولة الذي طورته المجتمعات الأوربية، بشكل خاص المجتمع الفرنسي الذي أثر بعد ثورته في القرن الثامن عشر أكبر تأثير في فكر النخبة الاسلامية، وبشكل خاص في تركية، وقد أصبح الحديث عن العلمانية والفصل بين الدين والدولة موضوعا شائعا وفكرة مقبولة لدى المصلحين الكبار من المسلمين (الكواكبي - الأفغاني - محمد عبده - النائيني).

يقول محمد عبده: (أصل من أصول الاسلام، قلب السلطة الدينية والاتيان عليها من اساسها، .. هدم الاسلام بناء تلك السلطة، ومحا أثرها، حتى لم يبقى لها عند الجمهور من أهله اسم ولا رسم).

لم يدع الاسلام بعد الله ورسوله سلطانا على عقيدة أحد، ولا سيطرة على ايمانه، على أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان مبلغا ومذكرا، ولا مهيمنا ولا مسيطرا وليس لمسلم مهما علا كعبه في الاسلام على آخر مهما انحطت منزلته فيه، إلا حق النصيحة والارشاد، فالمسلمون يتناصحون وهم يقيمون أمة تدعو إلى الخير، وهم المراقبون عليها، يردونها إلى السبيل السوي إذا انحرفت عنه، وتلك الامة ليس عليهم إلا الدعوة والتذكير والانذار، ولا يجوز لها ولا لأحد من الناس أن يتتبع عورة أحد ولا يسوغ لقوي ولا لضعيف أن يتجسس على عقيدة أحد، وليس يجب على المسلم أن يأخذ عقيدته أو يتلقى أصول ما يعمل به من أحد إلا عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ويبدو هذا الموقف واضحا أشد الوضوح في برنامج الحزب الوطني المصري الذي صاغه محمد عبده في كانون الأول 1881 حيث يؤكد أن هذا الموقف ليس موقفه فحسب، ولا موقف الحزب .. إنما هو موقف زملاء معه في الأزهر:

تقول المادة الخامسة من البرنامج: "الحزب الوطني حزب سياسي، لا ديني، فإنه مؤلف من رجال مختلفي العقيدة والمذهب، وجميع النصارى واليهود، وكل من يحرس أرض مصر ويتكلم لغتها منضم إليه، لأنه لا ينظر لاختلاف المعتقدات، ويعلم أن الجميع أخوان وأن حقوقهم في السياسة والشرائع متساوية، وهذا مسلم به عند أخص مشايخ الأزهر الذين يعضدون هذا الحزب ويعتقدون أن الشريعة المحمدية الحقة تنهى عن البغضاء، وتعتبر الناس في المعاملة سواء ".

هذا ما عبرت عنه مواقف وأدبيات سادت في بداية العصر عن فكرة العلمانية في الاسلام، وامكان ممارستها في المجتمع العربي الحديث دون أن تتناقض معه، إلا أن بعض الاسلاميين المحدثين، وقف ضد الفكرة العلمانية لأسباب نذكرها دون أن نتعرض لتقييمها:

1 لشعورهم أن لا توجد حاجة تدفع إلى اشكالية علمانية في الحياة السياسية .. فالعلمانية بما هي نموذج تاريخي ثابت لا عادت تنظيم العلاقات التاريخية بين الكنيسة والدولة لا يمكن أن تعني شيئا كثيرا بالنسبة للمجتمعات التي لم تعرف نظام الكنيسة بالأساس.

2 - لشعورهم أيضا بأن العلمانية انتهت إلى صورة دين جديد يدعو للإلحاد ويسعى لتغيير قيم المجتمع، بما تظهر من قيم ومفاهيم ورؤى اجتماعية وكونية متميزة تخالف قيم الثقافة الدينية والتراث التقليدي.

3 - بروز شعار العلمانية مستخدما من قبل احزاب وتنظيمات وحكومات كسلاح يعمل على تشويه المجتمعات العربية، ويصمها بالتأخر والتعصب، والافتقار إلى القيم العلمية والمعايير الكونية والانسانية.

4 - للشعور بأن قيم العلمانية واطروحاتها لم تمنع الاوربيين مبدعي العلمانية من قهر الشعوب وظلم المجتمعات، وممارسة كل ما يناقض ما يطرحون من عنصرية واستبداد وتفرقة بين الشعوب

يقول ناجي علوش: "أما في السياسة فإن العقلانية (احدى قواعد العلمانية ومرتكزاتها) العقلانية التي ولدت نظريات العقد الاجتماعي وفصل السلطات وارادات الشعوب، 0 هذه العقلانية أباحت اتجاهات فيها احتلال المستعمرات ، وتأييد القوى والأنظمة القمعية في العالم الثالث ، ومحاربة القومية في البلدان النامية ، وشن الحروب المقدسة على الشيوعية ، كما ولدت الأفكار العرقية التي تفلسف حكم القوة والاستيلاء على المستعمرا ت ومن ذلك النازية - والفاشية - والصهيونية وشجعت السيطرة على الأسواق العالمية والتفوق في كل الميادين "السلاح - والسلع - والثقافة".

5 - رغم مناداة دول العلمانية وتبنيها لها (الاتاتوركية - الشاهنشاهية - البورقيبية) فإنها بقيت رمزا للفساد ، والاحتكار والاضطهاد الشامل والمعمم للأقليات والأغلبيات على حد سواء للمؤمنين وغير المؤمنين ولم تستطع أن تنشئ اجماعا وطنيا كما انتهت إليه التجربة الأوربية فاختلطت الدولة بالعقيدة الحزبية ولم يتحرر مفهومها من هذه السيطرة ولم تظهر بعد كمبدأ للإنجاز تقف ازاء موضوع الايمان والضمير والفكر موقف الضامن والكافل للحرية والكرامة الشخصية ، لا موقف السياسة الحزبية.

فالاضطهاد التي تمارسه الدولة التي ترفع شعار الدولة العلمانية وضع عقبات كبرى أمام مصداقية العلمانية ذاتها كهموم يرتبط بالديمقراطية والتعددية الدينية والمذهبية والحرية الفكرية

6 - ومن مبررات رفض العلمانية عند بعض الفئات، استخدام دول اجنبية هذا الشعار لوصم المجتمعات والدول العربية الاسلامية ببعدها عن متطلبات التعاون والتفاهم الدولي في اطار بناء حضارة بشرية واحدة.

هذه مبررا ترفض العلمانية لتي رآها البعض وهي مبررات تبدو معقولة - وهي تتمثل فشل العلمانية في تحقيق اهدافها بشكل مطلق حيث فشلت مع شعوب ونجحت مع أخرى .. وفي مظهر آخر بقيت شعارات دون أن تحقق أهدافا مرتجاة.

ولكنها مبررات لا تقوم على نقد لمفهوم العلمانية ذاته وهذا سبب قصورها ، فهي نابعة نتيجة تشويش بعثه استخدام المفهوم استخداما خاليا من أي نقد وبعيدا عن أي حقيقة.

إن ما حصل لمفهوم العلمانية في الدول التي أساءت تطبيقه هو نفسه ما حصل لمفهوم الشيوعية في الدولة السوفيتية .. (من المساس بحرية العقيدة ، وحجز الحرية الشخصية وكل قيمة مستمدة منها ، واعلان محاكم تفتيش جديدة ، بل هي ألغت الأديان ، ولكنها أحلت محلها دينا جديدا ، وقضت على رجال الدين ، واستبدادهم اللهوي لتحل محلهم رجال يستبدون بالمجتمع باسم العلم ووحدة المجتمع وما إلى ذلك)

ومثل ذلك حصل مع العلمانية في بعض وجوهها ، وأبرزه محاولة الداعين لها أن يجعلوا منها مصدرا للقيم ، مما أدخلها ومثليها في محنة أخلاقية تجلت ظواهرها في فرنسا حديثا وهي تواجه مسألة الحجاب الاسلامي في المدارس ، وتواجه قضية سلمان رشدي ، مما دعا أركون"المفكر العلماني" أن يرى مثل هذه المظاهر علامة على تراجع العلمانية .
يقول هاشم صالح ناطقا بلسان استاذه المفكر الجزائري محمد أركون: "وقد ارتفعت في فرنسا مؤخرا بعض الاصوات الداعية إلى المراجعة واعادت النظر، وتشكيل علمنة منفتحة وواسعة ، منها صوت (جان بوبيرو) أحد كبار مؤسسي البروتستانية في فرنسا المعاصرة الذي أصدر كتاب (نحو ميثاق علماني جديد).

فالرفض إذن الذي تجلى هنا وهناك ، ليس قائما ضد مفهوم العلمانية ، .. وهذا يستدعي لحديث في المفهوم ، لنقف على أرضية حوار مشتركة تستوعب مغزى هذا الحديث ، فلا يتحول إلى حوار طرشان !
إذ أن توحيد المصطلح يبعد عن الشطط ويرسى على الشاطئ ويبعد عن لجة البحر وأمواجه المتلاطمة.

معنى العلمانية ، والاشكالية المرافقة لها!

يستدعي الحديث عن العلمانية وفهم مضمونها ومقاصدها وغاياتها ومستقبل العمل بها التمييز مسبقا بين مستويين.

المستوى الأول: مستوى الواقع الذي تسعى العلمانية أو يفترض أن تسعى لمواجهته.

المستوى الثاني: مستوى التركيب النظري لهذا الواقع الموضوعي أي ادراكه وتفسيره والكشف عن قوانين حركته واقتراح الحلول المناسبة للسيطرة عليه.

فكل نظرية اجتماعية هي مزيج من تحليل الواقع كظاهرة خارجية مستقلة عن الوعي ومن الوعي بضرورة تحويل هذا الواقع في الاتجاه الملائم للقيم الاجتماعية السائدة .
فهي تتضمن بالضرورة جانبا معرفيا قابلا للنقاش العقلي . كما تتضمن جانبا قيما يشكل جزء من العقيدة التي تغذيها الآمال والالام والمخاوف والتطلعات والمشاعر المختلفة في كل عصر ومجتمع ..
والخلط المتزايد اليوم في موضوع العلمانية بين ما تمثله من نظرية لفهم الواقع وبين الواقع الاجتماعي والسياسي المتحول نفسه ، هو السبب الذي يدفع البعض (الذي لا يقبل بالأطروحات الفلسفية لهذه النظرية ومسبقاتها) إلى رفض شرعية المشاكل الواقعية التي تطرحها.

كما يدفع البعض الآخر الذي يأخذ بهذه النظرية إلى تشويه صورة الواقع العملي الذي يريد أن يطبقها عليه .. إن منظومة القيم التي تتحكم برؤيتنا للواقع كثيرا ما تمنعنا من رؤية حقيقة ما يجري فيه وتجعل من الصعب التفاهم حول طبيعة التحولات التي نشاهدها معا ..
العلمانية لم تشذ عن هذه القاعدة ..
(ففي الظاهرة الدينية - السياسية الملحوظة هذه الايام يختلف الناس بالنظر إليها بحسب رؤى الذين يحتكمون إليها:

- البعض يرى الدين في نهوض مستمر .. يسعى لاستعادة نفوذه في الواقع الاجتماعي

- البعض الآخر يرى أن القيم الدينية قد فقدت قدرتها في توجيه السلوك البشري ، والسيطرة عليه.

- البعض يرى العودة إلى قيم الدين تعبيرا عن تهافت قيم العلمانية واندحارها

- والبعض الآخر يرى أن ذلك ردة ظلامية تهدف إلى القضاء على الحرية العقلية والسياسية).

وهكذا حكم الاسبقيات في كل عصر .. وعلى أية نظرية .. مع أن صحة النظرية قد لا يثبت وجود واقعة تاريخية .. وبالمقابل إذا أخطأت نظرية في تفسير واقع ما .. فلا يعني ذلك إلغاء الواقعة التاريخية..!
إذاً فأول شروط النظر العلمي هو الاعتراف باستقلال الواقع وتميزه عن العقل ، ذلك أن مفهوم الواقع من أكثر المفاهيم صعوبة وقدرة على التملص من الوعي والهرب امام الإدراك ، لأنه يمثل التحول الدائم والمتناقض والمشعث الذي لايمكن الامساك به ، وتنظيمه إلا بفرض وعي خارجي عليه 0

من هنا يبدأ الحديث عن اشكالية العلمانية ،، فهي نظرية 000 والنظريات ليست عقائد مقدسة ، إنما هي أدوات اجرائية لفك تعقيدات الواقع 0 والأداة تفقد قيمتها إذا ضعف مردودها أو حلت محلها أداة أخرى أقدر على القيام بوظيفتها دون أن يعني ذلك إدانتها 00 لأنها تصبح ممقوتة 00 أو ملغاة منهجيا بسب ولادة ما هو أصلح منها 0

فالعلمانية كنظرية بدأت من مصطلح بسيط: علماني يساوي دهري ، دنيوي وزماني 00 بمقابل مفهوم "راهب" أي رجل دين ولاهوت 000 وهي مقابلة مثلما نقول: مدني مقابل عسكري 0 ولايعني هذا اخراج العسكري من وظيفته ، فهو يعرف اسرارها ، ويملك شرعية التعامل معها 00 ولكنه "أي العسكري" عليه أن يترك وظيفته السياسية للمدنيين! 00 أو ينخرط في جو السياسة العام متخليا عن وظيفته حتى لا يفرض جوا على جو الافضاء على فضاء 0

وهذا التقابل في العصور الحديثة تمثل بالدولة كممثل للوجه الزمني، والكنيسة كممثل للوجه الروحي 0

وقد قادت التطورات العنيفة لقيام فصل عنيف بين الدولة والدين خلال فترة محددة نلكنها عادت بعد ذلك لعلاقة التفاهم بين ما هو زمني وما هو روحي 0

في هذه الحالة تمثل الموقف الصحيح لمقولة (دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله) 0 بمعنى المفهوم المتجدد لتطوير العلاقة بين ما هو زمني وما هو روحي باستمرار ، بغاية عدم سيطرة أحدهما على الآخر 00 وليس بغاية الفصل بينهما 000 وهذه الحالة المثالية وهي حالة عرفها الاسلام الأول ممارسة 00 وهي من صلب موضوعه فلسفة 0 أي التحرر السياسي عما هو ديني ، والقصد منه تحرر الدولة لا الأفراد ، لأنه لا يمكن بحال من الأحوال ان يتحرر الأفراد من الدين ، حتى الملحد فإن دينه الإلحاد 00 وهو دين اختاره المرء بحريته وعلى مسؤوليته، لذلك فإن الدين حق خاص تحميه عدالة الدولة 0

أما التحرر السياسي فهو حق يتعلق بالإنسان الواقعي الفرد المواطن في دولة 00 00 دون أن يقضي ذلك على التدين الفعلي للإنسان أو التقليل من شأن الدين 0

والتحرر السياسي يتطلب استقلالا عن السلطة الدينية. بمعنى ترك الحياة للدين وترك السياسة لدنيا. أي استقلال السلطة الزمنية عن السلطة الدينية. وهذا نوع من الفصل بين السلطات تحقيقا للتوجه الديمقراطي القائم على أساس العقلانية.

وهنا تبرز العلمانية كروح للمجتمع المدني وكما يقول أركون "إن العلمانية هي موقف للروح أزاء قضايا الوجود، قضايا العمل والمعرفة قبل كونها نظاما سياسيا اجتماعيا يقوم على فصل السياسة عن الدولة"

هنا يبرز دور الاسلام في موقفه من العالم ومن الآخر وفي عقلانيته السياسية فهو يمثل هذا التوجه في مصدره ونصه الأول. وأن انحرف به التطبيق فيما بعد نحو استبداد الدولة الدينية \ نحو الحكم المطلق باسم الدين \ ظاهرة الخوارج نموذجا

إن العودة إلى الاصول والمصادر الاولى تجعلنا نستبعد قيام دولة اسلامية بالمفهوم الديني، وإذا صح التعبير يمكنا قبول التوجه العلماني في الفصل بين السلطات مع الاحتكام للأخلاق التي يوجهها الدين من غير أن يكون الحكم دينيا، إنما هو حكم يدير العلاقات في المجتمع وفق المنظور العلماني الذي رأيناه في الصحيفة \ الدستوري المدني العظيم \ وعلى قاعدة لا إكراه في الدين .. من غير أن ننسى أن النص الاول يوجهنا إلى مسألة التفريق بين ما هو ديني وما هو سياسي على قاعدة ما لله لله وما لقيصر لقيصر

وفي الحديث النبوي توجيه إلى هذا الموقف حيث يقول: (إنكم سترون أثرة بعدي وأمور تنكرونها، قالو فما تأمرنا يا رسول الله قال: أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم) حديث رواه ابن مسعود في البخاري ومسلم

وكما نرى فرسول الله يقول: بعدي ..... لأنه نبي معصوم قادر على دمج السلطتين السياسية والدينية بيده دون أن يزل أو يخطئ .. ولكن من يضمن للرجال بعده ألا يزلوا .. (أقصد الحكام وأن أنثوا).

لذلك أرسى الرسول (ص) مفهوم الفصل بين السلطتين احتياطا حتى لا يختلط ما لقيصر بما هو لله .. وما لله بما هو لقيصر. وحتى لا يتحول الأمر إلى استبداد وباسم الدين كما حصل في دولة الملك العضوض.

وفي تنبيه آخر لهذا الفصل روى ابو نعيم في دلائل النبوة عن رسول الله (ص) قال: "ألا أن رحى الاسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار، ألا أن كتاب الله والسلطان سيختلفان فلا تفارقوا الكتاب".

علمانية الاسلام:

تطورت عبر التاريخ علاقة خاصة بين العقيدة والحياة في الوعي الاسلامي، جعلت من الدين إطارا أوسع بكثير من الهداية، تحت اشراف الدولة رمزا للسياسة أيضا. إن كلمة دين لا تعني مجرد سلطان الوحي وقد سبة الكلام الإلهي ، ولكنها تعني وبقدر ما أصبح الدين مركز بلورة الاجتماع المدني كله في السياسة والاقتصاد والثقافة .. بناء واسعا صاغ أساسه النص القرآني الثابت ، ولكنه يضم كل الاجتهاد الانساني والفكري والمادي ، كالفقه والعلم والجهاد .. فالدين الجزء الأكبر منه بناء عقلي انساني .
(كل المنظومات الفقهية والعقائد والاجتهاد عمل عقلي على أرضية الوحي) وبهذا المعنى أصبحنا نتحدث عن الاسلام باعتباره دينا ودنيا أي وحيا وعقلا روحا ومدنية ، تربية وحضارة ..

وهذا الشمول هو الذي أوحى لحسن البنا ومن قبله للمودوري برفع شعار (الاسلام دين ودولة)

فالإسلام يعني هنا - أي كدولة - الجماعة الاسلامية نفسها التي لا يمكن أن تمارس اسلامها إلا إذا حققت الدولة، أي صانت استقلالها .. ولكن هذا لا يعني أن الدولة الواجبة للجماعة الاسلامية هي دولة دينية.
أو بالأحرى لا يشتق من لزوم نصب السلطة .. أن تكون مبنية على الدين أو حتى واجبة دينيا ..

إن الامر يتعلق بالشرعية السياسية .. وهي تتعلق بالاطار القانوني والخارجي الشكلي للسلطة لا بينية لسلطة نفسها ..

والحقيقة الاوسع تأكيدا .. والتي جرى تحريفها في العصر الحديث إلى كلمة (الاسلام دين ودولة) .. هي عبارة (الاسلام دين ودنيا).

فالعبارة الأولى (الاسلام دين ودولة) في ذهن المعاصرين جعلت الاسلام في نظر أتباعه يلحق كل ما في الدنيا من رغبات ومصالح أجتماعية وبشرية بالعبادة والايمان وبالتالي إلحاق مصالح الناس ومعاملاتهم في الدنيا برجل الدين .." وهذا ما حرص الاسلام على تجاهله وتجنبه .. " عندما حدد العارفون به أفاقه عبر مقولة (الاسلام دين ودنيا) بمعنى استخدام العقل والعلم .. وممارسة السياسة والصناعة وكل الأعمال البشرية الطبيعية. مما يعادل مفهوم الحضارة وما انتج ما يسمى في العالم (الحضارة الاسلامية).

إن الافاق في كلمة الدولة - على كلمة الدنيا ز هو عمل يلحق الواقع الاجتماعي ورغبات ومصالح البشرية، بأجزاء العبادة .. لترتبط نهائيا بأقوال الفقهاء الذين قونوا الدين، ليصيروا بعد ذلك صورة عن رهبان المسيحية الأوائل، مصدر قيم حيث صاروا في أدهان الناس المتأخرين، عناصر شغب على الفهم الديني وفهم النص الديني .. فأدهان العامة والمتعصبين جعلت النص الفقهي البشري مقدسا قداسة النص الإلهي .. وذلك عين الانحراف، وتجميد النص ..

دولنة الدين .. يعني السيطرة على حركة الناس لصالح الفئات الحاكمة أيا كانت

ولو تأملنا مليا في الموضوع لأدركنا أن لا يمكن أن تكون هناك دولة دينية من دولة الاعتراف بمفهوم العصمة، أو المعرفة النابعة من الوحي .. وإلا فأن كل قرار هو قرار بشري، وبالتالي نابع من الاجتهاد العقلي حتى لو قام بها رجل دين هذا هو أصل الكلام الديني في الاسلام.
وهو الذي يفسر الجهود الاستثنائية الذي بذلها المسلمون عبر التاريخ للحفاظ على القرءان وحفظه من التبديل، فهو التجسيد الوحيد للوحي والمعرفة الإلهية، وما عداه كله .. فهو بشري ومدني ..

لم ينظر الاسلام لفكرة رجل الدين .. ولكنه ربط علوم الدين بالعلم عامة ومن هنا جاء اسم العالم والعلامة .. وهو ليس بالضرورة المختص بالشؤون والعلوم الدينية .. والواقع. ان انتفاء القدسية عن أي شيء ما عدا الله .. واعتبار كل سلطة غير سلطته بشرية .. أي مدنية وزمنية، ومنها سلطة رجل الدين بما هي سلطة علمية قائمة على الاجتهاد والتخمين والرأي، ومن ثم عدم الجزم والالزام فيها .. هو أصل اقرار حرية المسلمين .. ومسؤوليتهم الشخصية أمام غيرهم وأمام ربهم في فهم وتفسير وتأويل كتابه وأوامره.

من هنا أخذ القرآن حالة استثنائية في الوعي الاسلامي باعتباره الأثر الوحيد لله .. وقدسيته في هذا العالم ..

ومع ذلك حتى القرآن كأثر مقدس لم يطلق عليه في الاسلام (الكتاب المقدس) ونحن لا نصف أي شيء بالتقديس على الاطلاق ..

إن صفة القرآن .. أنه عظيم .. كريم .. مجيد .. حق .. ذكر حكيم .. كتاب الله .. وقدسية القرآن تأتي من حيث أنه تجسيد لكلام الله.

إن مقولة الاسلام دين ودنيا .. تقابل المفهوم الحقيقي لمعنى العلمانية لا بالمعنى السائد والتقليدي والساذج .. فصل الدين عن الدولة .. وإنما بالمعنى الفلسفي .. من خلال مستوى التركيب النظري التي تسعى من خلاله إلى ادراك الواقع وتفسيره .. والكشف عن قوانين حركته .. ومن ثم اقتراح الحلول المناسبة لسيطرة عليه ..

إنها العمل على تحقيق مصلحة جديدة بين الحياة الدنيا والآخرة بين العقل والوحي، بين الدولة والدين .. بحسب مفهوم علي بن ابي طالب في الحديث الشهير عنه: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، وامل لآخرتك كأنك تموت غدا"

وهذا المفهوم يعيد للإنسان ثقته بعقله، ويصالح بينه وبين الحقيقة الدنيوية، ويطلق قوى العلم والايمان، ويفتح أبوابا جديدة للمستقبل والحياة ويعمل على احياء الامم واحياء الدين.

فليس الدين تمسك شكلي ومظهري أو اقتداء بطقوس .. أو بحث عن تخريجات ​​ومهارب ومسارب وفتاوى .. بل رحيل لتطبيق الشرع وتكاليفه وليس الدين مبالغة في اناشيد الحب الإلهي الواهي. سعيا وراء الصفح والغفران الشخصي، أو عن طريق الاعتراف عند كاهن.

الايمان والدين صدق في المشاعر والاعتقادات والمواقف في أمور الحياة وأمور الدين معا.

والعلمنة بهذا المعنى تسعى لتقنية الشعور الديني، التي تفترضها حرية الضمير، ليعلن جزء من المجتمع موقفه الخاص بشكل مختلف عن رأي الأغلبية. حتى لو كان مناقضا لها. فليس ذلك خسارة حقيقة للدين.

فمن الأفضل للدين أن يخرج منه الكاذبون علانية ، من أن يتحولوا إلى منافقين يتمسحون بالدين ، ويظهرون الورع ، ولا يردعهم رادع عن استخدام الدين لمصالحهم واستغلاله لغير أهدافه.

إن تزايد الرياء والنفاق في الدين لا يسء فقط للمؤمنين الحقيقيين ويدفع إلى إفساد ثقة الناس بالمؤمنين ورجال الدين، ولكنه يهدد أكثر الأخلاق الاجتماعية والضمير العام ذاتيهما ..

إن الصراحة والمكاشفة الدينية التي يجرها موقف الصدق وحرية الضمير تعيد الدين إلى حقيقته وتبرز أهمية الايمان والتصديق في رسالته.

فالموقف العلماني يتيح إعادة بناء وتجديد الضمير الديني الذي لا يمكن أن يكون له قاعدة أخرى غير الصدق ..

والقرآن الكريم يؤكد على هذه القاعدة من خلال خطابه للأعراب:

"قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم"

هذا الخطاب الذي يؤكد ضرورة الانتظار في التعبير عن القيم .. والدخول إلى مجتمع المؤمنين عندما يصبح الايمان منبعا للقيم ، ولإحياء الوجدان المقتول.

وعندما يصبح الدين قاعدة أساسية للأخلاق .. لا ينتظر دعما عبر قانون قهري تفرضه السلطة ..

وعندها يتحول إلى مصدر قيم التضامن والألفة .. والمودة البشرية .. وهذا هو مجتمع المؤمنين .. الذي يرفع الشعار ..

"من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"

فالعلمانية لا تستهدف القضاء على الدين في حقيقتها، بل تستهدف إحياءه وتوسيع دائرة المتعاملين معه، والمستفيدين منه، والقارئين والفاهمين لحقيقته.

وهي بذات الوقت تعمل على إعادة الاعتبار للحياة الدنيا بما تحتاج إليه من عناصر التنظيم والانتظام داخل الدين أو خارجه، وهي المكانة التي أعطاها الاسلام للحياة الدنيا .. ((قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده، والطيبات من الرزق، قل هي للذين أمنوا في الحياة الدنيا خالصة .. وكذلك تفصل الآيات لقوم يعلمون))

كما أنها تعمل على تمجيد المواهب المبدعة، والحث على المغامرة والنظر في كل شيء .. ((قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ...))

وهي تعمل على مراعاة حاجات الجسد والروح دون تمييز ..

((إن لربك عليك حقا، وإن لنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه))

كما أنها تدعم مكانة العقل باعتباره المقابل للوحي .. الداعم له .. والمكمل وليس النقيض.

وإن شئت فقل حاء القرآن هاد للعقل وإن شئت فقل إن القرآن امتدح العقلاء حين ذم عديمي التفكير وشبههم بالانعام فقال: "إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا"

وبهذا لم تبرز العقلانية ولا العلمانية ولا الانسانية في الاسلام كمذهب خاصة وقائمة بذاتها، لأنها كانت مندمجة في المنظومة ذاتها وهذا هو أصل العبارة الشهيرة والتاريخية التي يرددها المسلمون (الاسلام دين ودنيا)

والتي يؤكدها قوله تعالى: (ولا تنسى نصيبك من الدنيا ...)

وبهذا يبرز الاسلام كسلطة ودولة ومجتمع .. وسياسة وكسب. واختراع وعمل. وزواج ومتعة وذوق وجمال، وحس عميق بالحياة والتجربة والواقع .. دون تنازل عن المبادئ الكبرى الملهمة ..

"وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة، ولا تنسى نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن الله إليك، ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين"

هذه الآية يشرحها القول الدارج والمثل العربي العميق:

"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا" أي لا تكف عن البناء وبذل الجهد والتمتع بالدنيا اعتقادا أن الساعة آتية غدا .. وإن كان ذلك (فلو كان بيدك فسيل وقامت القيامة فازرعه).

ولا تتوقف عن البناء حتى لا يؤدي ذلك لفناء العالم وانعدامه.

وهذا هو معنى العمران أي بناء واعمار الأرض بكل ما يرتبط فيها من مسرات وآلام، ومعرفة ضرورية للقوانين والقواعد والسبل وبذل الجهد (من الجهاد) والتضحية فيها ..

"واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا" أي اسلك السلوك الملائم على الأرض حسب قواعد الحق والقانون والأخلاق .. ولا تعتقد أن كل ما يخطر بالدهن يمكن تحقيقه دون اعتبار أو مراعاة الآخرين .. فلست وحدك .. وأمامك مسؤولية في الآخرة وعليك رقابة وحساب.

وهكذا من الممكن دفع الانسان إلى بذل الجهد والبناء .. وفي الوقت نفسه ضمان أن يتم هذا البناء حسب قواعد العدل وأن يقود إلى ترسيخ مشاعر الأخوة والتضامن البشري .. وعدم ضياعه.

فالنفس الدنيوية عامل مهم، وهو وراء اطلاق روح المبادرة الحضارية في المجتمعات .. وجزاؤه وراثة الأرض .. إذا تم في سياق شروط التقدم الحضاري، وكفالة الجهد البشري .. وعدم ضياعه.

فوراثة الأرض هي جزاء الجهد المادي كما أن جزاء الجهد الروحي والتعبدي كسب الآخرة .. كما كتب رينا في كتب السماء: "أن الأرض يرثها عبادي الصالحون".

مبادئ العلمانية في الاسلام:

الله حق، مطلق، كامل المعرفة، أرسل تنزيلا من عنده للناس محدودي المعرفة، ..

والانسان وليد مجتمعه، ومعارفه ونظمه، حين يقرأ التنزيل المطلق يفهمه فهما محدودا نسبيا طبقا لنظمه المعرفية، وتطوره الاجتماعي، والاقتصادي ، والسياسي ومن يقرأ القرآن يجد أن خطابه متعدد المستويات بتعدد مستويات المخاطبين فالشريعة السماوية لم تسعى إلى إلغاء تلك التعددية أو القضاء عليها وهذا ما يفتح باب التأويل للبشر كل حسب فهمه.

فخطاب الوحي ليس موجها للصفوة، التي قد تحتكر حق الفهم والتأويل. بل هو خطاب موجه للناس باختلاف وتفاوت مستويات قدرتهم. وهذا يعني أن أحدا لا يملك الحقيقة المطلقة إلا الله. وكل من يدعيها يكون مستبدا فردا كان أو جماعة أو حزبا.

والجدير بالتأمل والاعتبار مما هو وثيق الصلة بالتعددية التي اجازها القرآن بخطابه، هو ذلك الحرص على استحالة وقوع "الاجماع" في المسائل النظرية، وهذا الحرص يكشف بطريقة ضمنية عن اقرار حق الاختلاف بما ينطوي عليه هذا الاقرار من نفي مفهوم امتلاك الحقيقة المطلقة 0

وإذا كان أول مبادئ العلمانية هو هذه الشرعية للاختلاف والتعدد فإن ترك ذلك دون ضابط قد يفضي إلى تحكيم الأهواء والتحيزات فكانت اللغة بقوانينها الصارمة، وسيلة من أهم وسائل الضبط، وعدم الشطط في التأويل 0

يضاف إلى شرعية التعدد والاختلاف، مبادئ أخرى سامية لضمان نفي الاستبداد (وأجملها من كتاب للدكتور محمد شحرور دراسات اسلامية في الدولة والمجتمع)

1 - حق الحياة: وهي هبة من الله، التعامل معها، أخذها أو قتلها لا يتم إلا من خلال نصوص دقيقة في الكتاب، لذلك فهي تخرج من دائرة الفتوى والقياس والاجماع .. ولا يحكمها فقه، وبالتالي فمفهوم الردة هو مفهوم فقهي يجب اعادة الاعتبار في درسه وعدم أخذ الناس به.

2 - كرامة الانسان مصانة فهو اخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق 0
وقد قال تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم" ولم يحدد صفة للمكرمين فالتكريم لكل البرية من غير تفريق 0

3 - حرية المعتقد والاختيار : ( لا إكراه في الدين) شعار المجتمع المسلم ، ومدلول علماني يعني أن حرية العقيدة من المثل العليا في الاسلام ، والصحيفة في يثرب سمحت للمشركين بممارسة حياتهم دون اكراه

4 - حرية التعبير عن الرأي


علمانية الإسلام ... دراسة موضوعية بقلم : رياض درار  Hopestar222
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hopestar.yoo7.com
 
علمانية الإسلام ... دراسة موضوعية بقلم : رياض درار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب " من تاريخ الإلحاد في الإسلام " بقلم عبد الرحمن بدوي
» هل يتخلى الغرب عن نظام بشار الأسد ؟؟ .. دراسة بقلم وليد الحاج
» دراسة ( المجتمع المدنى ) بين المفهوم والماهية والثقافة بقلم الكاتب والباحث // طارق فايز العجاوى
» «مقاصد الفلاسفة» للإمام الغزالي: استعراض الفكر المستورد تمهيداً لهدمه - دراسة بقلم إبراهيم العريس
» تحديث/كتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين.. للايفون والابيود والايباد.. 2.0 v رياض الصالحين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
hope star :: §۞ ۩ ₪» الأقسام العامة «₪ ۩ ۞§ :: ۞ دراسات هامة ومقالات مميزة ۞-
انتقل الى: