على مر الأزمان والعصور، عُرفت المرأة الشرقية بين كل نساء العالم بأنها صاحبة العيون " الكحيلة " المتسعة والأهداب الطويلة شديدة السواد ، فتغنى الشعراء لتلك العيون الكواحل وسحرها واعتبروها مصدرا للإلهام ، ورمزا للجمال، وأسهبوا في وصفها ..
وهي تعتز بذلك وتفتخر .
فنجدها لا تدخر جهداً في تكحيل عينيها وإطالة أهدابها ،
إن هذا السحر لا يكتمل من دون الكحل ، فقد تستغني المرأة ، خصوصا العربية ، عن جميع أدوات التجميل إلا قلم الكحل الأسود ، الذي لا زال صامداً أمام أقلام الكحل المستوردة الملونة الزرقاء والخضراء.
وقد كان الكحل يدخل في معظم الوصفات الخاصة بالعيون في عهد الفراعنة ، كما كان شائع الاستعمال عند العرب رجالا ونساء..
وبالرغم من ان طرق وضع الكحل تختلف بين امرأة وأخرى وبين بلد وآخر، الا ان عنوان جمال عيون المرأة العربية هو هذا الكحل الذي لا يبارح اي منزل او حقيبة.
فما هو السر في هذا الكحل؟ ومن اين يأتي ؟ وكيف يصنع؟
يعود تاريخ استخدام الكحل إلى العصر البرونزي أي حوالي العام 3500 قبل الميلاد.
كما أن الكحل كان معروفا لدى الفراعنة وكانوا يستخدمونه فتظهر عيونهم واسعة وجميلة.
ولقد كان لاستخدام الكحل أسباب عديدة فمنها حماية العين من أشعة الشمس القوية في المناطق الصحراوية والحارة حيث أنه كان منتشرا لدى البدو لتأثيره القاتل للجراثيم وإنبات الرموش.
الإثـمـــــد ..هو معدن حجري الكحل الأسود و يضرب إلى الحمرة ،
يؤتى به من أصفهان وهو أفضله ، وأجوده اللامع ذو التركيب الرقائقي بلون أبيض فضي والهش
السريع التفتيت الذي لفتاته بصيص ، وداخله أملس ليس فيه شئ من الأوساخ.
والجدير بالذكر.. أن الاثمد الأصلي رمادي اللون و تختلف درجات دكانته ، إلا أنها لا تصل للسواد...
أما الكحل الأسود فهو مصبوغ ..
التركيـــبهوالمسحوق النقي لحجر الاثمد الطبيعي المكون من مركبات الانتموان \ Sb Antimony \ ،
ثالث سلفور الانتموان ( الاثمد الأسمر) و خامس سلفور الانتموان( الاثمد الأحمر) .
فالإثمد من أشباه المعادن ورمزهSb ويدعى بالأنتموان Antimony. ويوجد في الطبيعة بشكل حر ولكن الأغلب وجوده بحالة سولفيد أو أكسيد أو أوكسي سولفيد
وشكله بحالة سولفيد هو المصدر الرئيسي للمعدن. وهو معدن هشّ سريع التفتت، لامع ذو تركيب رقائقي بلون أبيض فضي
عندما يكون نقيّاً وبلون سنجابي عندما يكون مرتبطاً وعندمايفرك بين الأصابع ينشر رائحة واضحة
[هذا التعريف عن الإثمد منقول عن كتاب Rewington ]
" منقول عن نشرة طبية"
أجود الأنواع افضل نوع من هذا الحجر يؤتى به من بلاد الحجاز ، وايضا من أصفهان كما يوجد منه في المغرب
والإثمد الجيد هو ذلك الذي يتفتت بسرعة وفي فتاته بصيص، وداخله أملس ليس فيه شيء من الأوساخ ، وهو معدن لامع ذو تركيب رقائقي بلون أبيض فضي عندما يكون نقيّاً وبلون سنجابي عندما يكون مرتبطاً وعندما يفرك بين الأصابع ينشر رائحة واضحة.
الفوائـــدإن فائدة الاثمد في تكحيل العين مثبت قديماً حيث يعود استخدامه إلى مئات السنين الماضية. و قد أتى العلم الحديث ليؤكد فوائد استخدامه.
( و قد تبين أنه يدخل في معظم وصفات العيون الفرعونيه) . إضافة لعدد من الأحاديث النبوية التي تتكلم عن فوائده.
قال عليه الصلاة و السلام : " خير أكحالكم الاثمد . يجلو البصر و ينبت الشعر"
أولاً: تأثيره القاتل للجراثيمحيث ثبتت قدرته على قتل زمر جرثومية متعددة , كذلك فقد ثبتت لمركبات الانتموان قدرتها على قتل بعض الطفيليات , و تستعمل مركباته حقناً في معالجة اللشمانيا.
فهو يساعد على المحافظة على سلامة العين و جلائها و قتل الجراثيم المُمرضة التي تتعرّض لها العين بشكل مستمر مما يخفف من حدوث الاحتقانات المرضية و يبقى البصر جيداً.
ثانيـاً: إنبات الرموشإذ توجد في الاثمد خصائص دوائية تؤثر على البشرة و الأدمة فتنبه و تنشط بصلة الشعر مما يكون عاملاً في نموها و ثباتها , و إن هذا التأثير ثابت عملياً ,
فقد أصبحت بعض مركبات الانتموان تستخدم في معالجة بعض السعفات الجلدية و كذلك معالجة بعض حالات الصلع.
و إن إنبات رموش العين يفيد من ناحية صحية و هو إبعاد الغبار و الأوساخ عن العين و له ناحية جمالية إذ يعطي العين جمالاً خاصاً.
اما طرق صـناعة الكحل العربي فتتمّ امّا عبر: 1- طريقة قديمة وفيها يوضع حجر الأثمد على الجمر حتى يتفجر ويتناثر منه الحصى الناعم ثم ينقع في خليط من الماء والقهوة العربية لمدة (40) يوماً ثم يطحن في الهاون حتى تتفكك حباته ويتحول إلى مسحوق ثم ينخل في قماش ناعم وبعد ذلك يعبأ في المكاحل ويكون معداً للاستعمال.
2- وهناك طريقة أخرى وهي أحدث من السابقة ولكنها لا تختلف عنها كثيراً، فالكحل يمر خلالها بنفس المراحل إلا أنه ينقع في مزيج من الماء وورق الحناء بدلاً من الماء والقهوة.
3- وتوجد طريقة ثالثة وفيها يوضع حجر الأثمد في خليط يطلق عليه "النجعة" مكون من ماء ورد +زعفران أو ماء ورد+ ماء لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر حتى يلين الحجر، ثم ينتشل من هذا الخليط، ويدق حتى يصبح ناعماً كالبودرة ثم ينخل كي يتخلص من الشوائب ويكرر ذلك أكثر من مرة حتى يصبح صالحاً للاستعمال.
ومن أضرار الكحل الصناعي انه يؤذي البصر لإحتوائه على نسبة كبيرة من الرصاص حيث تتراوح النسبة في بعض من انواع الكحل تتراوح بين 85 و100 في كل غرام من الكحل.
وأوضح الأطباء أن هذه النسبة من الرصاص تضر بالعيون وخصوصا عند الأطفال بعد أن تبين وجود علاقة بين استخدام الكحل وتسمم الرصاص عند الأطفال ، وما يسببه من اعتلالات دماغية مشيرين إلى أن مثل هذه الاعتلالات تسبب زيادة نسبة الوفيات بين الأطفال إلى 25 ، حسب دراسة سعودية .
ولا تنصح السيدات بإستخدام الكحل الموجود بالأسواق ، والموجود على شكل مسحوق أو حجر يطحن في البيت ، حيث تبين أن هذه المستحضرات ملوثة بنسبة عالية بأنواع البكتيريا ، كما أن أكثرها يحتوي على تركيز عالي من الرصاص .
ويمكن الإستعاضة عن ذلك بمستحضرات التجميل الموجودة على شكل قلم الرصاص، ومن الأفضل أن يكون له غطاء يغطيه معظم الوقت ، كما ينبغي عدم الإشتراك في إستعمال قلم واحد بين أكثر من سيدة.
ومن المركبات الأخرى الشائعة في تكحيل العين غير كحل الاثمد
مثل الهباب الناتج عن حرق الفحم او الزيت..
وهناك ما يطلق عليه اسم الكحل البلدي وهو الكحل المصنوع من( اللبان الذكر) وهو من أفضل الوسائل الطبيعية لتجميل العينين والرموش
أو المصنوع من( نوى التمر) وهو يقوى رموش العينين و غيرها..
و لكن الاثمد هو الوحيد الذي لم تثبت التجارب أية آثار جانبية له أو ضارة سواء على العين أو على الجسم..