واصلت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الجمعة الثاني من مارس/آذار، متابعة تطورات الشأن السوري، فتناولت الإندبندنت خبر نجاح القوات النظامية في السيطرة على حي بابا عمرو في حمص وتراجع قوات الجيش السوري الحر، وربطت الصحيفة بين هذا النجاح والخلاف القائم بين المعارضة السورية على خلفية سعى رئيس المجلس الوطني السوري "برهان غليون" إلى توحيد المقاومة المسلحة تحت قيادة موحدة لتجنب انزلاق البلاد إلي حرب أهلية في أعقاب إزاحة الأسد. وطرحت الديلي تلجراف عده سيناريوهات محتملة للأزمة السورية وخلصت إلى أن سوريا تسير على درب البوسنة وقد تواجه نفس المصير، بانزلاق البلاد إلى حرب أهلية طويلة الأمد، ودور المجتمع الدولي في تغذية هذا الصراع. ومن ناحية أخرى اهتمت الفاينانشيال تايمز بالتوتر القائم على الحدود بين السودان ودولة جنوب السودان على خلفية أزمة رسوم مرور نفط الشمال في أنابيب النقل في جنوب سودان عبر ميناء بورسودان.
الاندبندنتسوريا: أهالي حمص يخشون انتقام الأسدالقوات النظامية تسيطر على حي بابا عمروتقول الإندبندنت أن أهالي حمص المحاصرة أصبحوا تحت رحمة القوات النظامية التي نجحت في السيطرة على حي بابا عمرو أمس واستطاعت التقدم فيما أعلنت قوات الجيش السوري الانسحاب من المنطقة بسبب الوضع الإنساني الكارثي والإمدادات الضئيلة من الذخيرة.
وتزامن مع تراجع قوات الجيش السوري الحر، صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي بما في ذلك روسيا والصين، عن الأوضاع في سوريا وللمرة الأولى منذ سبعة شهور، أعرب فيه مجلس الأمن عن أسفه لتزايد تدهور الوضع الأمني في البلاد، ومن الجدير بالذكر أن التحالف السوري-الروسي-الصيني قد نجح حتى الآن في عرقلة تبنيى أي إجراء حاسم لمجلس الأمن حيال الأزمة السورية، وحث بيان الأمس حكومة الرئيس بشار الأسد على السماح لرئيس المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة برئاسة البارونة أموس، الدخول إلى البلاد على الفور.
وفي أعقاب تراجع قوات الجيش السوري الحر، الذي كان يمثل خط الدفاع الوحيد للسكان الـ 4000 الباقين في المدينة، انهال وابل من الصواريخ وقذائف المدفعية والهاون على المدنية، كما سمح الرئيس السوري للجنة الدولية للصليب الأحمر من دخول الحي الذي مزقته الحرب، إلا أن الثلوح حالت دون وصول شاحنات الإغاثة إلى المدينة لكن من المتوقع أن يسمح لهم بالدخول اليوم.
وتوجد مخاوف في أوساط الناشطين السوريين من أن تلجا القوات النظامية إلى شن حملة انتقامية ضد الأهالي خاصة بعد التصريح الأخير لمسئول سوري عن نية النظام تطهير المنطقة أن هذا الشهر هو شهر الحسم.
ووفقا للناشطين والأهالي في حمص، أصيبت الليلة الماضية صحفية غربية مستقلة تدعى "إديث بوفير" فرنسية الأصل، وقد دخلت الأراضي السورية قادمة من لبنان بصبحة المصور الفرنسي "وليام دانيالز"، وقد أصيبت "إديث" خلال القصف العنيف الذي شنته القوات النظامية على بابا عمرو، وكان الحي كذلك شاهداً على مقتل كل من مراسلة صنداي تايمز "ماري كولفين"، والمصور الفرنسي "ريمي أوشليك" الأسبوع الماضي.
ومن ناحية أخرى أدعى ناشطون في دمشق أن قوات الأمن قد فتحت النيران على مظاهرة خرجت نصرة لحمص، ولتأكيد أن السيطرة على حي بابا عمرو لن يخمد الثورة، وهو ما أسفر عن مقتل خمسة شباب.
ويرى محللون إن نجاح القوات النظامية في السيطرة على الحي ودحر قوات الجيش السوري الحر، يعد نتيجة للخلاف الذي تصاعد أمس بين المجلس الوطني السوري، وهي المعارضة السياسية الأساسية في البلاد، وقوات الجيش السوري الحر، حيث أعلن المجلس عن إنشاء الجناح العسكري لتوجيه الأسلحة والتمويل للمتمردين الذين يقاتلون القوات النظامية، بهدف ضم كل قوات المعارضة المسلحة تحت لواء منظمة واحدة، ويهدف الإجراء كما جاء على لسان وليد البني مدير العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الأعلى، إلى منع انزلاق سوريا إلى حرب أهلية بعد تنحية بشار.
وتضيف الصحيفة أن محاولة "غليون" توحيد فصائل الحركة المتباينة قد أتى بنتائج عكسية حيث عبر العقيد "رياض الأسعد" رئيس الجيس السوري الحر عن استيائه لأنه لم يكن طرفاً في النقاشات التي أفرزت هذا القرار.
وعن الموقف العربي أعرب وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، عن دعمه لتسليح المعارضة السورية، وأقر مجلس النواب الكويتي أمس قرارا يدعو الحكومة لتوجيه السلاح إلى هيئة الرقابة المالية التابعة للمجلس الوطني السوري.
وأعرب "كريس دويل"، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني: عن قلقه من الأوضاع في سوريا قائلاً: "الآن النظام ليس لديه مراقبين أوالصحفيين وانخفض عدد الدبلوماسيين، ويمكن لبشار الأسد أن يتصاعد جنونه ويقدم على المزيد من القتل والتدمير".
فاينانشيال تايمزتوتر سودانينشرت صحيفة الفاينانشيال تايمز تقريرا عن تفاقم التوتر على الحدود بين السوادن وجنوب السودان، حيث وجهت دولة جنوب السودان حديثة النشأة اتهاما إلى الخرطوم بقصف بئرين للنط شمال، فضلاً عن تحريك قواتها العسكرية وآلياتها الحربية إلى قاعدة عسكرية على الحدود بين الدولتين، وهو الاتهام الذي نفته الخرطوم.
ومن الجدير بالذكر أن جنوب السودان اوقف انتاج النفط، على خلفية النزاع المتصاعد مع حول السودان بشأن رسوم نقل النفط، فضلاً عن اتهام كل طرف للآخر باشعال النزاع في المناطق الحدودية.
وهددن حكومة جنوب السودان باللجوء للامم المتحدة بعد أن ذكر أحد مسئوليها أن طائرتي ميج سودانيتين القيتا ست قنابل على حقول النفط في ولاية الوحدة يوم الاربعاء في انتهاك لمعاهدة عدم اعتداء بين البلدين تم التوصل اليها قبل شهر، وهو ما نفاه متحدث عسكري سوادني.
ديلي تلجرافالتلغراف: سوريا ومصير البوسنةأفردت صحيفة الديلي تلجراف افتتاحيتها للأزمة السورية فكتبت تحت عنوان "هل يصبح مصير سوريا كمصير البوسنة؟
وتشير الصحيفة إلى ان سوريا تتجه نحو الانزلاق في صراع دموي طويل الامد يشابه ما حدث في البوسنة، وهو ما ينذر بحرب أهلية إثنية دينية، وترى الديلي تلجراف أن توافر السلاح لدى كافة الأطراف ودعم المجتمع الدولي لأطراف الأزمة سيذكي الصراع.
وانتقدت الصحيفة الحلول التي تبناها المجتمع الدولي والمتمثل في تسليح المعارضة المسلحة، حيث تراه غير متاح نظراً لحظر السلاح الى سوريا من ناحية وعدم معرفة حجم التمرد ولا حتى القبول بممارساته، فضلاً عن عرقلة الصين وروسيا لأي تدخل حاسم في الأزمة.
وانتهت الصحيفة إلى ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي على التسريع بإسقاط النظام، من خلال آليتي التدخل الإنساني والضغط الاقتصادي حيث ان الصين وروسيا قد تؤيدان صدور قرار من مجلس الامن لفرض التدخل الانساني والسماح بدخول الاغاثة إلى سوريا، وطالبت الصحيفة كل من تركيا، ولبنان، والعراق، بتضييق الخناق على النظام السوري، في محاولة لتجنت سيناريو البوسنة الذي يظل أقرب السيناريوهات المحتملة في ضوء المعطيات الراهنة، وفقاً لرؤية الصحيفة.
الرئيسية 
