سوريا تستفتي على الدستور الجديد .. وتواصل الهجوم على «مدن الاحتجاج»
كاتب الموضوع
رسالة
بيسان عضو سوبر نشيط
عدد المساهمات : 190 تاريخ التسجيل : 12/02/2012
موضوع: سوريا تستفتي على الدستور الجديد .. وتواصل الهجوم على «مدن الاحتجاج» الإثنين فبراير 27, 2012 9:28 pm
سوريا تستفتي على الدستور الجديد .. وتواصل الهجوم على «مدن الاحتجاج»
تتواصل عمليات التصويت في سوريا في استفتاء على مشروع دستور جديد للبلاد حيث تستمر اعمال العنف حاصدة 30 قتيلا، لا سيما في حمص التي يستمر قصف عدد من احيائها ومحاصرتها منذ ثلاثة اسابيع.
رواية السلطة السورية
وفتحت مراكز الاقتراع صباحا ليدلي اكثر من 14 مليون سوري تجاوزت اعمارهم الـ 18 عاما، باصواتهم. وذكر التلفزيون السوري الرسمي ان «عمليات الاستفتاء تتواصل بزخم في جميع المراكز على امتداد الوطن». واوضح مراسل
من دمشق ان مواطنين كانوا ينتظرون امام مراكز الاقتراع للادلاء باصواتهم قبل السابعة، وان «الاقبال كبير». وقال بسام حداد رئيس احد مراكز الاقتراع في دمشق ان الاقبال فاق التوقعات. ووصلت سماح تركماني الى مركز اقتراع بصحبة أبنائها وقالت نها اتت لتصوت للاسد. وداخل احد مراكز محافظة حلب، قال احد المقترعين للتلفزيون «انصح كل مواطن بالتصويت على الدستور لانه مستقبل سوريا ولانه يعطي حقوقا لكل الناس».
وادلى الرئيس السوري بشار الاسد وزوجته اسماء بصوتيهما في الاستفتاء في مبنى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون الذي يقع في ساحة الامويين وسط دمشق .وقال الاسد عقب الادلاء بصوته «ان الهجمة علينا اعلامية، الاعلام مهم لكنه لا يتفوق على الواقع». واضاف «قد يكونون أقوى في الفضاء لكننا على الارض اقوى ... ومع ذلك فنحن سنربح الارض والفضاء»،
وشهدت ساحة السبع بحرات وسط العاصمة مسيرة حاشدة ضمت مئات المشاركين الذين تجمعوا للتعبير عن ولائهم للرئيس السوري وتاييدهم لمشروع الدستور الجديد. واستمرت وسائل الإعلام السورية الرسمية منذ أيام وإلى الآن بالدعوة المستمرة للسوريين للإقبال بكثافة على الاستفتاء كما أعلنت قيادة حزب البعث الحاكم في بياناتها الخطية إلى كوادرها وإلى الشعب السوري بضرورة الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد.ووصلت دعوات على الهواتف الجوالة إلى السوريين للمشاركة في «مسيرات للموالاة» والتجمع في الساحات العامة بغية دعم التصويت بـ «نعم» على الدستور وإقامة مهرجانات خطابية تشد من أزر الموالاة والسلطات.
بدوره، صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال الإدلاء بصوته بأن مشروع الدستور الجديد سينقل سوريا إلى مرحلة جديدة ، معتبرا أن مواقف المعارضة منه ليست على صلة بمصالح الشعب السوري. وشهدت مراكز الاستفتاء إقبالا متواضعا من الصباح الباكر خاصة في الضواحي التي تشكل المعارضة طيفا كبيرا من سكانها، بينما شهدت بعض المراكز في وسط المدينة، والتي يحسب فيها السكان على الموالاة، إقبالا مقبولا نسبيا. وقال شهود عيان في دمشق إن نساء يرتدين قمصانا بيضاء أوقفن سيارات وقمن بتوزيع منشورات مكتوب فيها: «صوتك ضروري من أجل سيادة سوريا».
وضع المعارضة في المقابل، أفاد ناشطون بأن نسبة المشاركة في الاستفتاء في ريف دمشق كانت ضعيفة وفي بعض الأماكن من الريف كانت شبه معدومة أيضا. وقال معارضون إن «عدم المشاركة هي رسالة واضحة بأن المعارضة لم تشارك في صياغة مشروع الدستور»، معتبرين أن كثيرا من المراكز لاسيما في المناطق المشتعلة لم يدخلها أحد وبقيت فارغة. وأعلنت كل
قوى المعارضة مقاطعتها لهذا الاستفتاء «لأنه ملطخ بالدم وهو صنيعة النظام البعثي القائم إضافة إلى أنه يأتي والسلطات ضاغطة على زناد النار» على حد وصفها.و دعت المعارضة الى مقاطعة الاستفتاء على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011» على موقع «فايسبوك»، وتحت شعار «مقاطعة الاستفتاء»، كتب امس «نظام بلا شرعية، دستور بلا شرعية».
وفي اسفل الاعلان، وتحت عبارة «من اجل سوريا نظيفة»، تشاهد يد تحمل صورة الاسد والدستور الجديد وترميهما في سلة المهملات.
ومن حمص، اكد عضو الهيئة العامة للثورة هادي العبدالله خلو الشوارع في عدد من المناطق «الهادئة نسبيا» التي جال فيها صباحا «من المارة»،مشيرا الى «اغلاق المحال التجارية وخلوها من مراكز الاقتراع»، مضيفا «فكيف بالاحياء التي تشهد قصفا؟». وقال العبد الله «الاستفتاء هو نوع من الحوار ولا حوار مع القاتل»، مضيفا «ليس هناك منزل في حمص الا وفيه قتيل او جريح او مفقود او معتقل، فكيف يمكن لافراده الذهاب الى الاستفتاء؟».
وقال ناشطون ان قوات الامن اوقفت اشخاصا غامروا بالخروج لشراء طعام في حمص وصادرت بطاقات هوياتهم الصادرة من وزارة الداخلية وابلغت ان بامكانهم استرداد هذه البطاقات في مراكز اقتراع معينة . وقال الناشط محمد الحمصي انهم يريدون اجبار الناس على التصويت يما يسمى بهذا الاستفتاء المزيف بأي طريقة كانت.
من جانبه، قال رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أنور البني «قبل ان نناقش مشروع الدستور، نقول ان تحديد الموعد مع استمرار القتل والاعتقال واصوات التعذيب هو رسالة صريحة بأن الرأي سيكون تحت سبطانة المدفع وطلقة البندقية».
على الارض، واصلت الحكومة هجومها على حمص وبلدات اخرى غدا يوم دام راح ضحيته نحو 100 قتيل. وفي شريط فيديو على الانترنت تظهر انفجارات تتعالى سحب دخان اسود من حي بابا عمرو. ويقول صوت مسجل على الشريط «هذا هو الدستور الجديد. من يطلب الحرية يقصف ويرجم بالصواريخ. ها هي بابا عمرو تدك بالصواريخ». واشار الناشط العبدالله ان «احياء جوبر والسلطانية والانشاءات تتعرض لتضييق باطلاق النار على المنازل واقتحامات لمنازل يتم طرد الاهالي منها وسلبها واحراقها»، مشيرا الى ان قوات النظام «دخلت هذه الاحياء من قبل وعادت وخرجت منها». كما اشار الى اقتحام في حي كرم الزيتون في حمص.
بدوره، قال الناشط ابو بكر عبر سكايب من حي بابا عمرو ان «اصوات الانفجارات تملأ المكان»، مضيفا ان «رصاص القناصة يضرب هنا وهناك على كل ما يتحرك». واضاف «البيوت مدمرة ... وكأننا نشاهد نشرة اخبار عن فلسطين او هيروشيما بعد ان تدمرت. لا كهرباء لا ماء ولا اتصالات ولا هواء نظيفا». وقال نادر الحسيني الناشط في بابا عمرو ان هناك مئات من المصابين يزدحمون في المنازل وان الناس يموتون لعدم توفر أكياس الدم ولانه ليس لديهم القدرة على علاج الجميع. وافاد المرصد السوري من جهة اخرى عن «سماع دوي انفجارات عدة في الزور و اصوات انفجارات متقطعة في احياء بحماة» .
وامام هذه الاوضاع المأساوية، شكا نشطاء في حمص من انهم لم يروا اي مساعدة من مؤتمر «اصدقاء سوريا» وقالوا ان العالم تخلى عنهم لتقتلهم قوات الاسد. وقال الحسيني ان زعماء العالم لا يزالوا يعطون الفرص للاسد . وقال طبيب في الزبداني طلب عدم كشف هويته «يمكنني ان اقول لكم ان الناس في الزبداني مستاءون مما حدث في تونس «، مضيفا «اننا نحتاج منهم الى تسليح الثورة. انني لا افهم ما الذي ينتظرونه. هل يحتاجون لان يقتل نصف الشعب السوري اولا».
وفي تفاصيل قائمة القتلى ليوم امس، سقط 12 مواطنا برصاص الامن وقذائف اضافة الى 4 جنود بينهم ضابط في اشتباك مع منشقين في حيي الحميدية وبستان الديوان واحياء اخرى بحمص، بحسب المرصد . وفي درعا، قتل 5 عسكريين في اشتباكات مع منشقين اضافة الى مدنيين اثنين باطلاق نار كثيف من قوات الامن، كما سجل المرصد مقتل مواطن برصاص قناصة في حلب. وفي ادلب، قتل مواطن اثر اصابته باطلاق رصاص من حاجز امني في معرة النعمان، وكانت لجان التنسيق المحلية افادت ان القوات العسكرية قصفت المدينة فجرا بالدبابات.
في الرباط، دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجيش السوري الى وضع مصلحة بلاده قبل الدفاع عن نظام الاسد. وقالت كلينتون «نحث عناصر الجيش السوري على تغليب مصلحة البلاد». واضافت «ما زلنا نعتقد ان الدائرة التي تحيط (ببشار) الاسد قلقة من الهجمات الوحشية الجارية .. وان على كل السوريين ان يعملوا معا من اجل مستقبل افضل».
وذكرت كلينتون بالنقاط الثلاث التي يتعين ان تشكل برايها استراتيجية المجتمع الدولي حيال سوريا، وهي «مساعدة انسانية عاجلة» للمدنيين، و»زيادة الضغوط على نظام الاسد»، و»المساعدة على الاعداد لعملية انتقالية».
اخيرا، استؤنفت صباح امس المفاوضات التي تجريها اللجنة الدولية للصليب الاحمر مع السلطات والمعارضين السوريين لاجلاء جرحى بينهم صحافيان غربيان من حي بابا عمرو. وكشفت مصادر دبلوماسية أنه من المرجح أن تهبط في الساعات القليلة القادمة طائرة سويسرية في مطار دمشق لإجلاء الصحفيين الأجانب القتلى والمصابين من حمص، لم
يتبين حتى الآن تفاصيل هذه العملية ومن هم الأطراف الشركاء فيها.
التاريخ : 27-02-2012
سوريا تستفتي على الدستور الجديد .. وتواصل الهجوم على «مدن الاحتجاج»