إنانا Admin
عدد المساهمات : 3510 تاريخ التسجيل : 03/10/2011
| موضوع: بين غياب وطيف / قصة قصيرة من مجموعة (فلسفة البياض) الثلاثاء فبراير 14, 2012 11:14 am | |
| بين غياب وطيف
كزهر اللوز أو أبعد بعبارة إهداء على الصفحة الأولى , وإيقاع لكلمات أجمل حب , آخر ما تبقى لي بعد رحيله ..
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وُجدنا غريبين يوماً
وكما سماء الربيع تؤلف نجماً ونجمة
وكنت أؤلف فقرة حب
لعينيك غنيتها
أكنتُ بحاجةٍ لصفعةٍ قويةٍ كموت درويش لأصدق أنَّ كل شيء قد انتهى ؟ وأنَّ غيابه آخر محطات اللهفة والانتظار؟
يغيب درويش , ويحضر طيفك بقوة, تتردد الكلمات ,يعلو صوت الإيقاع , يتخلَّل دهاليز الغياب ينكأ جرح الذاكرة فتنزف بأدق التفاصيل .
حبيبان نحن الى أن ينام القمر
ويعلــم أن العناق وأن القبل
طعام ليالي الغزل
هنا هدهدت روحي ,وعبثتَ بخصلات شعري حتى غبتُ على صدرك ,وبقي القمر في تلك الليلة ساهراً .
درويش ثالثنا في كثيرٍ من الجلسات , أخذ على عاتقه إطعامنا ثمار الحب بمذاقٍ درويشيٍّ مميز , تذوب لحلاوته أعظم الخلافات , وتخجل من قدسيته كل عبارات العتاب , درويش ذلك الذي عشنا في حضرة غيابه معنى الوطن!
يغيب هو ,ويحضر طيفك بقوة . يعلو الايقاع , يعلو أكثر , نزيف التفاصيل ما زال مستمراً.
صديقان نحن
فكوني بقربي
كفَّـــاً بكـــفّْ
معا نصنع الخبز والأغنيات
هنا تشابكت أيدينا , وتعاهدنا أن نصنع الأمنيات ,فكنت روحَ القصيدة , وطفل المنفى الذي لبس عباءة من خداج الذاكرة , وظننتُني المرأة الأولى وسماء الحلم.
بين غيابٍ وطيف , ولسعات سياط الذاكرة , يأتي نسيانُك لي مُشبَعاً برائحة موتٍ أخير .
ألم تنزف ذاكرتك بالتفاصيل ؟ ألم تدر الأسطوانة مثلي ؟ألم تتذكر؟
أتناول زهر اللوز , أُقلب صفحاته , أتأمل درويش على غلافه , في عينيه بريق اعتذار , فما عاد يُطيق امتهان حراسة العشاق والمنافي !!
أؤمن أنك وحي الفكرة , وسرّ الحياة في الحب ولكن هل يعني غيابك أن كل شيء الى زوال ؟
ألم يجد من رائحتك مايصلح لمواساتي في يوم كهذا ؟ أما من عبارات درويشية يحتال بها عليَّ لأصفح عنه كما كان يفعل ؟؟
آهٍ كم أفتقدك ! ماذا أفعل في غيابه دونك ؟ أريدك اليوم , أريدك اللحظة , أريدك جسداً يُخدِّرُ برائحته آلام فقدي , يُلملم بدفئه ضياعي دونكما .. أنتظر هاتفك تقول لي :' ما زلنا حبيبين حتى ينام القمر' .. أنتظر .. يطول انتظاري , وينام القمر نومته الاخيرة جوار درويش , تاركاً لي زهر اللوز وحيداً على رفِّ المكتبة!!!
| |
|