مقدمة في مفهوم طاقة المكان والانسان .. والسيطرة على حياتنا !!!
كاتب الموضوع
رسالة
إنانا Admin
عدد المساهمات : 3510 تاريخ التسجيل : 03/10/2011
موضوع: مقدمة في مفهوم طاقة المكان والانسان .. والسيطرة على حياتنا !!! الجمعة ديسمبر 16, 2011 10:22 pm
مقدمة في مفهوم طاقة المكان والانسان .. والسيطرة على حياتنا !!!
لماذا نشعر أحياناً أننا فقدنا السيطرة على حياتنا ، أو أنها تسير في طريق غير الذي نحلم أو نرغب به ، وأن كل ظروفنا اليومية تسير عكس ما نريد؟!
هل تعلم أنك أنت الذي تصنع حياتك التي تعيشها؟
"هناك مثل قديم يقول: "حيث يذهب الاهتمام تذهب الطاقة" .. أي أن الطاقة تجري في الاتجاه الذي نصب فيه اهتمامنا . والجيد في الموضوع أننا قادرون في كل لحظة على اختيار وتحديد هذا الاتجاه حسب طريقة تجاوبنا مع ظروفنا وحسب خبرتنا وتجاربنا في الحياة.
إن هدفنا الذي نسعى إليه يبدأ من اختيارنا في هذه اللحظة .. وهذه اللحظة تصنع الحالة في اللحظة التي تليها .. وهكذا ... وهذا كله هو ما يصنع مجرى حياتنا ..
لكي نصنع ذلك التغيير في حياتنا بوعي وإدراك يجب علينا أن نبدأ بتغيير أفكارنا .. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. وعلم طاقة المكان والإنسان هو العلم الذي يساعدنا على تحقيق ذلك التغيير عبر التعامل مع أشياء ضمن محيطنا .. والوصول إلى هدفنا بأن نجعل المكان المحيط بنا يتوافق مع ذلك التغيير.
اسم هذا العلم: "الفنغ شوي" كلمة من أصل صيني قديم، وتعني حرفياً (رياح وماء)، ويعود ذلك العلم إلى آلاف السنين. وقد استُخدم كثيراً في هندسة وتصميم البيوت عند العرب القدماء وحتى عصرنا هذا، بكثير من الوعي أحياناً، وكثير من العفوية والفطرة أحياناً أخرى ، سواء كان داخل البيوت أم خارجها. وإذا تناولنا بعض الأمثلة من أبنيتنا القديمة المألوفة، نجدها تتوافق مع بيئتنا إلى حد بعيد كي توفر لساكنيها أفضل شروط العيش في تلك البيئة.
مبدأ العلم يعتمد على الطاقة وجريانها. ومنه نجد أن الفراغات المستطيلة مثلاً تختلف عن المربعة، تختلف عن المستديرة منها أو المثلثة بحسب جريان الطاقة في تلك الفراغات، وكذلك هو الحال بالنسبة لارتفاعاتها والمواد التي بُنيت منها، والألوان التي استُعملت فيها.
وأما بيتُنا، فهو بيئتنا الصغيرة التي تحنو علينا وترعانا بقدر ما نرعاها، وتعطينا بقدر ما نعطيها... ذلك الفراغ الصغير ليس فراغاً فحسب ، بل هو مرآةٌ تعكس مَن نكون .. لكننا نحن أيضاً مرآة له ، يؤثر بنا وبحياتنا .. لذلك نستطيع أن نحدث التغيير الذي نريده بمجرد أن نطبق على محيطنا التغيير الذي يتوافق مع ما نسعى إليه إن كان في مجال الصحة ، العمل ، الأسرة ، حياتنا الاجتماعية أو المال ... الخ.
هل خطر لنا يوماً أن نسأل أنفسنا لماذا نشعر بضيق في مكان ما؟! أو براحة في مكان آخر؟! أو بحاجة إلى إجراء بعض التغييرات في المكان ، وإعادة توزيع الأشياء حولنا إلى أن نحصل على راحة أكبر؟! هذه كلها ترتبط بطاقتنا والطاقة المنبعثة من كل شيء حولنا ، ومدى توافق هذه الطاقات وانسجامها مع بعضها البعض أو عدمه. والتوافق هنا يعني التوازن...
علم طاقة المكان والإنسان ، هو العلم الذي يجعل الطاقة المحيطة بنا تجري بتوازن وانسجام .. وإذا طبقنا مبدأ التوازن على أعظم ما هو حولنا أو أبسطه ، لوجدنا أنه كلما كانت الأمور حولنا متوازنة كلما كانت حياتنا مستقرة ومثمرة. فكل ما هو حولنا يقوم على مبدأ الثنائية : أنثى وذكر، حياة وموت ، ظلمة ونور ، سالب وموجب ، لا وجود لشيء دون الآخر ، ففي التوازن تكامل...
وعلينا أن نتذكر جيداً .. رغم أننا نعيش في عالم الأشياء ، إلا أننا لسنا فقط المخلوقات الحية الوحيدة التي لها طاقة أو هالة تحيط بها .. وعلينا أن ندرك أيضاً أن أي تغيير في ما هو حولنا يؤثر بنا ، لأن طاقة كل الأشياء الحية وغير الحية تؤثر وتتأثر ببعضها البعض. فلنتخيّل أنفسنا ضمن كرة من الطاقة تمتد حتى ثلاثة أمتار .. ما إنْ نتنقّل عبر المكان حتى تتداخل كرات طاقتنا مع طاقات مَن هم حولنا من أشياء وأشخاص .. لذلك تتجاوب طاقتنا مع الطاقة المتداخلة إنْ كان سلبياً أو إيجابياً ، والعكس بالعكس.... فيتم التواصل في الأفكار والمشاعر بين الأشخاص عبر حقول الطاقة المحيطة بهم. لذلك مثلاً نستطيع أحياناً أن نقرأ الحالة العاطفية أو الانفعالية للأشخاص المحيطين بنا من خلال إحساسنا بهم .. أو أننا نشعر بالسلام والطمأنينة إذا ما دخلنا أحد أبنية العبادة وهو المكان الذي صلّى وتعبّد فيه الناس لقرون أو لآلاف السنين.
وما طاقتنا وطاقة ما حولنا إلا بعض من كل ، تتداخل فيما بينها ، فإذا ما تناغمت وتكاملت ارتقت إلى الطاقة الكونية الأعلى ، وذاب المخلوق بالخالق.
علم طاقة المكان والإنسان فيه كثير من المبادئ والتفاصيل ، لكنه يقوم على أسس محددة وبسيطة ترتبط بأجسادنا وبالطبيعة وطاقاتها الواضحة.
بالعودة إلى أنفسنا والتأمل يمكننا اختبار وتطبيق كثير من المبادئ العملية...
وسنستعرض لاحقاً بعض الأسس التي يقوم عليها هذا العلم ، المتجسدة فينا وفي كل ما يحيط بنا.