إنانا Admin
عدد المساهمات : 3510 تاريخ التسجيل : 03/10/2011
| |
إنانا Admin
عدد المساهمات : 3510 تاريخ التسجيل : 03/10/2011
| موضوع: رد: أصول الشيعة - د. راغب السرجاني الجمعة نوفمبر 25, 2011 11:33 pm | |
| ولقد مات محمد الباقر أخو زيد بن علي قبل أخيه بثماني سنوات (في سنة 114هـ)، وترك ابنًا عالمًا جليلاً هو جعفر الصادق ، وهو أيضًا من العلماء الأفذاذ، وكان فقيهًا بارعًا، وكان يقول بكل عقائد الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين.
وفي أواخر عهد الخلافة الأموية قامت الحركة العباسية بنشاط لتجميع الناس للانقلاب على الخلافة الأموية ، وتعاونت هذه الحركة مع المجموعات التي انشقت عن زيد بن عليٍّ . تم إسقاط الخلافة الأموية سنة 132هـ ، وقامت الخلافة العباسية بقيادة أبي العباس السفَّاح ثم أبي جعفر المنصور ، وشعر المتعاونون معها بخيبة أمل ؛ إذ كانوا يريدون أن تكون الزعامة في أحد أحفاد علي بن أبي طالب . ومن جديد قام هؤلاء بالانقلاب على الخلافة العباسية مكوِّنين جماعة عُرفت بالطالبيين (نسبة إلى علي بن أبي طالب ) في مقابل العباسيين المنسوبين إلى العباس بن عبد المطلب . وإلى هذه اللحظة ليست هناك مخالفات عقائدية وفقهية ، اللهُمَّ إلاَّ قضية الحكم على أبي بكر وعمر ؛ لأنَّ فريقًا من هؤلاء - وهم الذين انشقوا عن زيد بن علي - كانوا يرفضونهما، بل لا يخفون لعنهما! توفِّي جعفر الصادق سنة 148هـ، وترك ابنًا اسمه موسى الكاظم، الذي كان عالمًا أيضًا، ولكن ليس على مستوى أبيه ، وتوفِّي أيضًا في عام 183هـ، تاركًا مجموعة من الأولاد منهم علي بن موسى الرضا. ولقد أراد الخليفة العباسي المشهور المأمون أن يستوعب فتنة الطالبيين، الذين يطالبون بالحكم لفرع علي بن أبي طالب ، وليس لفرع العباس ؛ فولَّى علي بن موسى الرضا ولاية العهد ، وأثار هذا جدلاً واسعًا في العباسيين ، غير أن علي بن الرضا مات فجأةً سنة 203هـ، فاتَّهَم الطالبيون المأمون بقتله ، ومن جديد توالت ثوراتهم على العباسيين كما كانت على الأمويين.
مرت السنوات ، وهدأت جذور الثورات نسبيًّا ، وإلى هذه الفترة لم يكن هناك مذهبٌ ديني مستقل يُعرَف بمذهب الشيعة ، إنما كانت حركات سياسية للوصول إلى الحكم ، والاعتراض على الحكام لأسبابٍ كثيرة ، ليست منها الأسباب العقائدية التي في مناهج الشيعة الآن.
ومن اللافت للنظر أن هذه الدعوات الانشقاقية عن الحكم وجدت لها صدًى واسعًا جدًّا في منطقة فارس (إيران حاليًا)، وكان الكثير من سكان هذه المناطق على مدار السنوات يشعرون بالحسرة لذهاب مُلك الدولة الفارسية الضخمة ، وانصهارها في داخل الدولة الإسلامية ، وكانوا يرون أنفسهم أعلى نسبًا ، وأفضل عرقًا ، وأعمق تاريخًا من المسلمين .. لذلك ظهر فيهم ما يسمَّى بالشعوبيَّة ، وهي الانتماء لشعب معيَّن وليس للإسلام ، وأظهر بعضهم حبًّا جارفًا لجذوره الفارسية بكل ما فيها ، حتى النار التي كانوا يعبدون. ولما كان هؤلاء لا طاقة لهم بمفردهم للخروج على الدولة الإسلامية ، ولما كانوا مسلمين على مدار عِدَّة عقود من السنوات، فقد وجدوا في ثورات الطالبيين حلاًّ بديلاً .. فهم سينضمون إليها ليسقطوا الخلافة الإسلامية التي أسقطت دولتهم قبل ذلك ، وهم في نفس الوقت لن يتركوا الإسلام الذي اعتنقوه منذ سنوات طويلة ، ولكنهم سيحرِّفونه بما عندهم من تراث الدولة الفارسية ، وسيطعِّمونه بما يضمن استمرارية الوضع المضطرب في الأُمَّة الإسلامية، وهم لن يكونوا على قمة الهرم ، بل سيأتون بالطالبيين الذين ينتمون إلى علي بن أبي طالب ، وهم جزء من آل بيت النبي ، ولهم مكانة في قلوب الناس ، ومِن ثَم سيُكتب لمثل هذه الدعوة الاستمرار. وهكذا اتحدت جهود الشعوبيين الفارسيين مع طائفة من الطالبيين من آل البيت، لتكوِّن كيانًا جديدًا بدأ يتبلور ككيان مستقل، ليس سياسيًّا فقط بل دينيًّا أيضًا .
وعودة إلى سلسلة الطالبيين نجد أنه بعد وفاة علي الرضا الذي اختاره المأمون وليًّا للعهد ، ظهر ابنه محمد الجواد ثم توفِّي في سنة 220هـ، ليظهر ابنه علي بن محمد الهادي الذي توفي سنة 254هـ، ليظهر أخيرًا الحسن بن علي الملقَّب بالعسكري، الذي توفي فجأةً سنة 260هـ، ولم يترك إلا ابنًا صغيرًا عمره 5 سنوات اسمه محمد. في كل هذه السنوات السابقة كانت هذه الحركات الانفصالية ، والتي تضمُّ طرفًا من آل البيت وطرفًا من الشعوبيين الفارسيين كانوا يعطون قيادة هذه الفرقة الانفصالية إلى الابن الأكبر لكل واحدٍ من قيادات الطالبيين ، بدءًا من علي الرضا وانتهاءً بالحسن العسكري. أما من سبق علي الرضا مثل أبيه موسى الكاظم ، أو جَدِّه جعفر الصادق ، أو أبي جَدِّه محمد الباقر فلم يكن لهم قيادة ثورية على الحكم الأموي أو العباسي. ولكن عند وفاة الحسن العسكري سنة 260هـ وقع هؤلاء الثوريون في حَيْرة كبيرة، فمَن هذا الذي يتولى أمرهم ؟!! وقد ترك الحسن العسكري طفلاً صغيرًا، ثم زاد الأمر اضطرابًا عندما توفِّي هذا الطفل الصغير هو الآخر فجأة ؛ لتنقسم هذه المجموعات الثورية إلى فرقٍ كثيرة جدًّا تختلف بعضها عن بعض في المبادئ والأفكار، بل في الشرائع والمعتقدات. وكان من أشهر هذه الفرق التي ظهرت "الاثنا عشرية"، وهي الفرقة الموجودة الآن في إيران والعراق ولبنان وهي أكبر فرق الشيعة في زماننا المعاصر. وبدأ قادة هذه الفرقة يضيفون إلى الإسلام ما يناسب الموقف الذي يتعرضون له الآن ، وما يضمن لفرقتهم أن تُكمِل المشوار في ظل غياب قائد لهم..
لقد أضافوا عدَّة بدعٍ خطيرة إلى الدين الإسلامي ، وزعموا أنها جزء لا يتجزأ من الإسلام ، وأصبحت هذه البدع بالتالي جزءًا من عقيدتهم وتكوينهم؛
| |
|
BADIS المراقب العام
عدد المساهمات : 333 تاريخ التسجيل : 03/11/2011
| موضوع: رد: أصول الشيعة - د. راغب السرجاني السبت نوفمبر 26, 2011 12:35 am | |
| موضوع رائع ومعلومات جد قيمة تشرح بالتفصيل مدهب التشيع القائم على خالف تعرف.
شكرا برشا برشا على المجهود المميز ا | |
|
إنانا Admin
عدد المساهمات : 3510 تاريخ التسجيل : 03/10/2011
| |