أين الله؟
رحلة بحث في ما وراء الكون هو ليس كتابا دينيا بالمعنى المتداول عليه أو التقليدي للعبارة.
لم أتطرق خلال كتابته إلى أحداث تاريخية أو شخصيات دينية و لم أستعمل أية إستشهادات من كتب الأحاديث و السنة بل حاولت الإقتصار على المنطق المجرد و التفكير الرياضي البسيط و بعض مستجدات علوم الفيزياء و الكسمولوجيا خاصة.
السبب من وراء إختياري هذا هو أن كتب الأحاديث و السنة متوفرة بشكل كثيف فهي موجودة في أماكن عديدة على شبكة الإنترنت و خارجها و من السهل على كل من يريدها أن يجدها في المكتبات أينما ذهب في الوطن العربي أو خارجه.
لكن السبب الأهم من ذلك هو أنني لا أدعي علما بما لا أعلم فببساطة لست ذا اختصاص تاريخي أو فقهي لذا فلا أظن أنه يجوز لي الحديث عن مثل تلك الأمور في كتابي هذا و الأفضل أن أترك أصحاب الإختصاص يتحدثون عنها حتى تحصل الفائدة.
و الكتاب ليس علميا أيضا بالمفهوم الكلاسيكي الأكاديمي حيث لا يتطرق إلى عرض رياضيات معقدة أو إثباتات حسابية مطولة لكن هذا الأمر و كل الأسئلة و الحوارات العلمية لمن هم من دارسي الفيزياء أو الرياضيات مرحب بها على موقع الكتاب على شبكة الإنترنت و هذا أمر إختياري لمن يريده.
الكتاب هو في شكل حوار من وحي الخيال بين شخصتين إحداهما مؤمن بالله و الثاني ملحد .تتكلم الشخصية الأولى بلسان الكاتب في حين تتكلم الثانية بلسان صديق طفولته العائد إلى أرض الوطن في زيارة لبضعة أيام. تتخلل الكتاب سفرتان خياليان قصيرتان إلى ملسائستان و وقتانستان و هما عالمان خياليان و كذلك بعض القصص و الأمثلة القصيرة لدعم المفاهيم العلمية و الفلسفية الأساسية التي يطرحها.
هذا العمل هو جزء أول من سلسلة كتب أنوي نشرها في نفس السياق كمحاولة متواضعة لتقديم أفكار علمية معاصرة بطريقة مبسطة قدر الإمكان حتى يفهمها القارئ سواء كانت دراسته علمية أو لم تكن. و الكتاب موجه للشباب الباحث خاصة و الذي لا يقبل بالمسلمات و بما يقال من حوله و في القنوات التلفزية و ما شابه من وسائل إعلام و التي و الحق يقال باتت تنقصها الكثير من المنطقية و المصداقية و روح الخلق و الإبداع و المراجعة و التطوير و التجديد. و أنا أشجع كل باحث على البحث مهما كانت خلفيته و درجة إيمانه على عكس ما يروجه كثيرون من أن البحث يوصل الباحث إلى الشك و من ثمة إلى الكفر ناسين بذلك حث الرسول للناس على العلم و العديد من الآيات القرآنية التي تتحدث على منزلة العلماء عند الله عز و جل هذه بعضها
﴿ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ﴾ آل عمران/18
﴿ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ﴾ الزمر/9
فليبحث شريطة أن يكون نزيها مع نفسه و عقله و قلبه و أن يتبع منهجا منطقيا و أن يدرس العلوم بنفسه و أن يجتهد و لا يقتصر على تصديق القيل و القال و لا حتى التسليم بكل الأفكار و التأويلات العلمية أو الدينية التي يسمعها من حوله. الكتاب يسعى أيضا إلى إبراز علاقة العلم الحديث و خاصة الفيزياء النظرية و الكسمولوجيا بمسائل فلسفية وجودية كوجود الله و الوعي و الفضاءات أو العوالم الفوقية أو الفائقة الأبعاد أو العوالم الموازية و الكائنات التي قد تتواجد في تلك العوالم الفوقية الغير مرئية. أفكار لم أرى الكثير من المسلمين يتحدثون عنها أو يدونونها في مقالاتهم و كتبهم بالرغم من أن وجودها يبدو بديهيا في القرآن الكريم من خلال عدة آيات تتحدث و بوضوح على أمور مثل نسبية الزمكان و العوالم الفائقة الأبعاد هذا دون الحديث عن حوادث مثل رحلة الإسراء و المعراج للرسول محمد عليه الصلاة و السلام أو معجزات عيسى عليه السلام و غيرهما من الرسل و الأنبياء.
قررت أن أنضم إلى بعض من تناول مثل هذه المواضيع و أن أعود إلى قلمي العربي لأعبر عن هذه المسائل المثيرة بنفسي عسى أن أقدم و لو بعض الإضافة لكل من رغب في البحث عن الذات الإلهية إستنادا إلى العقل و المنطق و الخيال و بعيدا ، قدر الإمكان ، عن التأويلات البشرية و خاصة لغة الدغمائية و دائرة المسلمات التي حسب رأيي ساهمت بشكل هائل في نفور الكثير من الناس و تهجمهم على العديد من المفاهيم و المعتقدات الدينية و الروحانية عن سوء فهم في معظم الأحيان و لا عن قصد.
فلكم هناك من إنسان قابلته في حياتي قال لي أنه لا وجود لله و أن العقل هو كل ما علينا استعماله في هذا العالم الذي نجهل معظمه لتحسس طريقنا في هذه الظلمة و السكون ثم بعد أن يدور حوار بيننا يتبين لي أن هذا الإنسان لا يقل إيمانا لا بل في بعض الحالات يبدو أقرب إلى معرفة الله من كثير آخرون ممن يتحدثون عن إيمانهم بالله غير أنه لا يعتبر نفسه مؤمنا لأن الإيمان كان يتصوره كما صوره البعض مقتصرا على أمور سطحية مثل اللباس أو اللغة عوضا عن جوهر الأمور و لأنه كان يعتقد أن الخالق له جسم و خاصيات فيزيائية مثله و له عرش كعروش الملوك في القصص و الأساطير البشرية و خلق الكون في ستة أيام كأيام كوكب الأرض.
فكم من الناس ينسون أن الله ليس كلمة تنطقها الأفواه فحسب بل هو ذات قد يستحيل على الكلمات و اللغات البشرية و غير البشرية أن تصفها وصفا كاملا لأن المحدود لا يقدر على وصف اللامحدود وصفا كاملا.
(كريم مختار (كاليفورنيا، سبتمبر 2010
موقع صور الكتاب مع شرحها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]موقع الكتاب الإلكتروني حيث يمكنكم شراؤه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]صفحة الكتاب على الفيس بوك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]صفحة الكاتب على الفيس بوك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]