دمشقنا تخمّر الثورة تنّوراً ..
وتهزّ القنبلة سرير الوطن في الصباح
بدمه يغسل الوطن وجهه
وينشر تحت الغيم ثوبه
يودع صمته...ويطلق الصدى للرياح
في بحر دمه وحيدا يتطهّر
ويخيط بشوك الصبار نزيفا يتفجّر
يسمو على جرحه تكفيراً عما اقترفناه
وعلى حبل بين الشمس والقمر
في الأفق المدمي على مدّ النظر
وقفت دمشق تنشّف دماءها ...
ياسمين فواح باغتنا
شدّ سياج غربتنا...
أنّ فينا.... أرهقنا
مدّت دمشق إلينا جناحيها
حزينة تحلّق في سفح قاسيون
بالنار يدكّ بيوتها الغاصبون
وتحترق في سمائها كل النجوم
والأحرار من كل فج آتون
على جرحهم يعضّون
ويوقعّون فصول المشهد العظيم
دمشق مهلا ...لا تخافي
عضّي على الخنجر ولا تهابي
"كتب الله أن تكوني دمشقا بك يبدأ وينتهي التكوين"
ضفاف النصر تخضبها دماؤك
والنهر في مجراه مصبّه علياؤك
إنّ الألم ثمن النجاة
فتنمّري دمشق ولا تبالي
كوني شرسة ولا تهابي
شرف العذراء لما تغتصب، في الثأر، لا في الحياء
نارك هي الإسراء
والمنتهى بك ضياء
وتباريح ألمك ناي الأغنيات
فلا ضير إن خلعت الياسمين
وتقلّدتِ طوق البراكين
يا دمشق قاتليهم بشدة
لا تعاملي الغزاة بهدنة
فأنت الأسطورة العظمى
تحفة المدائن. أعجوبة البلاد
على دمارها يعلو إرم العماد
تسكب على الظلام عطاياها
دمشق تخوض أكبر المعارك
تشقّ هول الدورب والمسالك
تخطّ التاريخ ملحمة الملاحم
ما تأخرت دمشق في ثورتها
كانت تخمّر الثورة خبز "البواريد"
وتخزّن الآه ثغرا للزغاريد
إنّ الأوطان ليست خرافة
دمشق وإن تأخّر الأوان
تخلع الوهم وتكسر الأوثان
وتحت وقع أنين الرحى
تطحن لبّ الجراح
وتفوّح مسكاً جورياً وردَ نصرِها الفوّاح
بقلم د. سماح هدايا