"" القصيدة تطرح أسئلتها "" من روائع نزار قباني السياسية ..!!
كاتب الموضوع
رسالة
إنانا Admin
عدد المساهمات : 3510 تاريخ التسجيل : 03/10/2011
موضوع: "" القصيدة تطرح أسئلتها "" من روائع نزار قباني السياسية ..!! الجمعة يوليو 13, 2012 2:40 pm
بعد قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " التي نشرت لأول مرةٍ عقب نكسة حزيران 1967 فى مجلة "الآداب" اللبنانية .. يقول في بعض منها:
السرُّ في مأساتنا صراخنا أضخمُ من أصواتنا وسيفُنا أطولُ من قاماتنا جلودُنا ميتةُ الإحساسْ أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ
ولمّا ذاع صيتها وانتشرتْ ، أحدثتْ رُدود فعلٍ قوية وعنيفة أدت إلى مصادرة المجلة ؟!! ورداً على هذه القصيدة ، فقد كتب الشاعر اللبنانى خازن عبود قصيدة بعنوان "يا شاعر الدانتيل والفستان" قال فيها: "لأنك ابتعدت عن قضية الإنسان يا شاعر الدانتيل والفستان لأنك ابتعدت عن قضية النضال وعشت فى شعرك للذات والنساء والسيقان فشعرك انحلال يا شاعر النهود والكئوس والشراب أفسدت فى أمتنا الشباب".
رأى فيه بعضهم ، أنه ليس وطنياً ، ولكن مدعى الوطنية مستغلاً نكسة حزيران 1967 م وأن ولادته بعد ذلك كشاعر ثورى كانت ولادية غير طبيعته!!
كما أنه أثار حفيظة الأنظمة العربية ، وكانت أشدها وأقساها فى الموقف الرسمى المصري ، فتبارت أقلام كثيرة تدعو بمنع دخول نزار قبانى مصر، ومنع أغانيه فى الإذاعة المصرية ، وتشير من طرف خفى وتستعدى عليه جمال عبد الناصر والإيحاء بأنه هو المقصود بهذه الهوامش!! فكان لهم ما أرادوا حتى بعث شاعرنا برسالة إلى الرئيس جمال عبدالناصر فى 30 تشرين الأول/أكتوبر 1967م ، والتى تُعتبر فى حد ذاتها قطعة فنيّة وأدبية رائعة ، تنضح كلماتها وتقطر حُزناً ولوعة ؛ لأنه أُسيء فهمه !! الذي أمر بما يلي: - تُلغى كل التدابير التى قد تكون اُتخذتْ خطأً ، بحق الشاعر ومؤلفاته ، ويُطلب إلى وزارة الإعلام السماح بتداول القصيدة. - يدخل الشاعر نزار قبانى إلى الجمهورية العربية المتحدة متى أراد ويُكرّم فيها كما كان فى السابق.
ولكنه لا يأبه بهذه الهجمة الشرسة التى تناوشه بلا رحمة، ويتصدى لها متلذذاً بالرعب والخوف الذى يجتاح ويسكن بعض النفوس الذليلة
أترككم مع رائعته
القصيدة تطرح أسئلتها يسرني جداً.. بأن ترعبكم قصائدي وعندكم, من يقطع الأعناق.. يسعدني جداً.. بأن ترتعشوا من قطرة الحبر.. ومن خشخشة الأوراق.. يا دولةً.. تخيفها أغنية وكلمةٌ من شاعرٍ خلاق... يا سلطةً.. تخشى على سلطتها من عبق الورد.. ومن رائحة الدراق يا دولةً.. تطلب من قواتها المسلحة أن تلقي القبض على الأشواق ...
***
يطربني .. أن تقفلوا أبوابكم وتطلقوا كلابكم خوفاً على نسائكم من ملك العشاق .. يسعدني أن تجعلوا من كتبي مذبحةً وتنحروا قصائدي كأنها النياق .. فسوف يغدو جسدي تكيةً.. يزورها العشاق
***
يقرؤني رقبيكم .. وهو يسن شفرة الحلاقه .. كأنما رقيبكم -في أصله- حلاق .. ليس هناك سلطةٌ يمكنها أن تمنع الخيول من صهيلها وتمنع العصفور أن يكتشف الآفاق فالكلمات وحدها.. ستربح السباق ..
***
ستقتلون كاتباً .. لكنكم لن تقتلوا الكتابه .. وتذبحون, ربما, مغنياً لكنكم لن تذبحوا الربابه .. تسعٌ وتسعون امرأة .. تقبع في حريمكم فالنهد قرب النهد .. والساق قرب الساق .. وكل شيءٍ جاهزٌ وثيقة النكاح.. أو وثيقة الطلاق .. والخمر في كؤوسكم والنار في الأحداق وتمنعون دائماً قصائدي حرصاً على مكارم الأخلاق!! إنتظروا زيارتي.. فسوف آتيكم بدون موعدٍ كأنني المهدي.. أو كأنني البراق... إنتظروا زيارتي.. فلست محتاجاً إلى تأشيرةٍ ولست محتاجاً إلى معرفٍ فالناس في بيوتهم يعلقون صورتي.. لا صورة السلطان.. والناس, لو مررت في أحلامهم ظنوا بأني (قمر الزمان) ...
***
حين يمر موكب الخليفه في زحمة الأسواق يبشرالأطفال أمهاتهم لقد رأينا .. (طائر اللقلاق) ...
***
إنتظروني .. أيها الصيارفه يا من بنيتم من فلوس النفط .. أهراماً من النفاق .. يا من جعلتم شعرنا .. ونثرنا.. دكانة اترزاق..
***
إنتظروا زيارتي .. فالشعر يأتي دائماًً من عرق الشعب, ومن أرغقة الخبز, ومن أقبية القمع.. ومن زلازل الأعماق.. مهما رفعتم عالياً أسواركم لن تمنعوا الشمس من الإشراق ..
"" القصيدة تطرح أسئلتها "" من روائع نزار قباني السياسية ..!!