السعودية ودعمها الغير محدود للمخططات الاسرائيلية ؟؟!!.. بقلم : سيد حسين
كاتب الموضوع
رسالة
إنانا Admin
عدد المساهمات : 3510 تاريخ التسجيل : 03/10/2011
موضوع: السعودية ودعمها الغير محدود للمخططات الاسرائيلية ؟؟!!.. بقلم : سيد حسين الأربعاء يونيو 13, 2012 4:33 am
السعودية ودعمها الغير محدود للمخططات الاسرائيلية .. سيد حسين
أن انحناء القادة العرب أمام المخططات الإسرائيلية والأمريكية بدأت عندما أطلق ملك السعودية الحالي "عبد الله" مبادرته السلامية عام 2004، وإصراره لاحقا عليها ، والذي وصل إلى حد تكليف بعض الإعلاميين والصحفيين العرب بترويجها على هيئة إعلان مدفوع الأجر أو مقالات مدفوعة الثمن رغم علمه وعلم هؤلاء جميعا أن إسرائيل قد رفضت هذه المبادرة جملة وتفصيلا ، رفضتها عمليا باجتياح جنين عام 2004 بعد المبادرة بيومين ، ثم بالاغتيالات المستمرة والمذابح الدائمة وأخرها مذبحة غزة ، على الرغم من أن هذه المبادرة السعودية لصالح إسرائيل بالأساس ، وليست لصالح العرب والفلسطينيين إذ يكفى أنها ضمنت لإسرائيل تطبيع رسمي عربي عام ، بما في ذلك أن يرفرف علمها ونجمتها السداسية في قلب الرياض ، وربما بعدها في مكة المكرمة ، وضمنت لها لاحقا عضوية جامعة الدول العربية.
لقد بدأت السعودية بنصب شرك مبادرات السلام الوهمية وأصرت عليه ، الأمر الذي أغرى "تل أبيب" بالاستعداد للعدوان الموسع على غزة ، وأعطاها غطاء عربيا واسعا حين بادرت الدولة المسئولة عن مقدسات المسلمين "السعودية" بالتسليم لها بكل مطالبها دون مقابل جدي
ثم زاد الإغراء أكثر عندما تولت الرياض حملة سياسية وإعلامية عنيفة ومركزة ضد حماس وسوريا وإيران في الأسابيع السابقة على المجزرة ، بهدف تمهيد النفوس والعقول لقبول تلك المجزرة ، وإلقاء اللوم على حماس ، وهو ما جرى تحديدا بعد ذلك عندما وقعت الواقعة ، ولم تفلح بيانات الشجب والإدانة الورقية والوهمية في مدارة حقيقة المؤامرة السعودية على أهل غزة والتي شاركها فيها غالبية الأنظمة العربية التي تزرف الآن دموع التماسيح على الفلسطينيين ؛ وفي أجواء المجزرة ، وبعدها ظل المواطن العربي والفلسطيني بخاصة يسأل "أهل المبادرة العربية" أين جيوشكم؟!.. وأين طائراتكم التي أنفقتم فيها تريليونات النفط، والتي إن لم تُستخدم في هذا التوقيت ، فمتى تستخدم؟!.. ورغم أن السؤال ظاهره عاطفي، إلا أن جوهره ، وبالعمق: إستراتيجي وواقعي للغاية ، فالسعودية على سبيل المثال أنفقت في الـ25 عاما الماضية على شراء السلاح وتخزينه – حتى صدأ - ما لا يقل عن ثلاثين تريليون "ألف مليار" دولار ! ومن لا يصدق عليه فقط مراجعة الصحف السعودية الرئيسية "الحياة – الشرق الأوسط – الرياض"، وما نشر بها عن صفقات آل سعود مع الأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين والروس ، منذ عام 1980 وحتى اليوم ليكتشف الأرقام الحقيقة المذهلة والمفترض وفقا لتصريحات المسئولين السعوديين وقتها أن هذه الأسلحة ، تستهدف الدفاع عن الأمن القومي العربي ، والمفترض أن السعودية دولة عربية ، وأن فلسطين كذلك ، إلا أنها لم تستخدم في أية معركة ضد العدو الحقيقي للأمة "إسرائيل" وهذا الأمر صار من البديهيات في السياسة السعودية .. ولكن المؤلم حقا ، هو ليس في عدم مشاركتهم ولو بالكلمة أو بالمال في دعم المقاومة .. ولكن في تآمر البعض على هذه المقاومة بالسياسة والمبادرات السلامية الوهمية.. إذن إن سؤال المواطن العربي والفلسطيني ، عن جدوى هذه الأسلحة المكدسة في مخازن الجيوش السعودية ، أصبح سؤالا مشروعا ، خاصة أنه يذبح أمام أعينهم بل وبتواطؤ سري من ولاة الأمر ، حماة المقدسات المزعومين.
إذن المجزرة في غزة تمت وفق مخطط صهيوني ثابت لم يتحول ، وهذا أمر مفروغ منه ، ومعلوم للكافة ، ولكنه أيضا - وهذا ما ينبغي أن نكشفه ونفضحه - أنه تمّ بغطاء عربي ، إن لم يكن بتآمر عربي مفضوح ، ومن أصحاب المبادرة العربية ، السعودية الأصل ..!!!
فقد اتفقت إسرائيل والسعودية مع بعض الدول العربية التي لها علاقات إستراتيجية مع أمريكا ، فلجأت إسرائيل للحصار الخانق على غزة بمباركة الجميع ، وتحت سمعهم وبصرهم ، من أجل الضغط على حماس أملا في أن تكون أقل نتائجه رضوخ حماس ، وفى أعلى النتائج أن تحصل عمليه تفجير من الداخل ، أي ينقلب أهل غزة على حماس بسبب الجوع ويتم التخلص من سلطة حماس .. لكن الصمود الأسطوري لأهل غزة وحماس ، كذلك الضغوط الشعبية على الأنظمة العربية وأيضا ظهور إسرائيل على مرأى العالم بوجهها القبيح ، جراء هذا الحصار ، إضافة إلى ما هو أهم وهو نفاذ الوقت المتبقي لاستحقاق الرئاسة الفلسطينية .. كل هذا عجل بالعملية العسكرية الإسرائيلية ضد غزة بتخطيط إسرائيلي ، ومباركة سعودية وعربية ، حيث التقى الجميع على أهداف واضحة ومحددة تتمثل في هدفين لا ثالث لهما وهما بترتيبهما ، إضعاف حماس تماما ، عن طريق تدمير قوتها العسكرية وبنيتها التحتية وعدم تقديم أي دعم عربي لها بما يسمح بممارسة الضغوط عليها وموافقتها على التمديد لمحمود عباس ، وفق شروط إسرائيلية أولها: التهدئة التامة وترك خيار المقاومة ، وربما الاعتراف بإسرائيل في مرحلة تالية ، وترك عباس يتفاوض ويوقع على ما تريده إسرائيل ؛ .
لقد بات واضحاً الآن ، أن الدبلوماسية السعودية ذات الطبيعة السريّة التي سعت لاستثمار العدوان الصهيوني على غزة ، وتصفية الحسابات مع إيران والمقاومة العربية في المنطقة ليست مقطوعة الصلة عن ترتيبات مستقبلية مأمولة ، بل إن التحالف القائم بين إسرائيل والسعودية قد بدأ أولى خططه العملية على الأرض ، ابتداءً من غزة .. ولم يكن الحصار الشامل المفروض على غزة قبلها بسنتين على الأقل ، إلا جزء من خطة التحالف الجديد ، والذي انتقل إلى مرحلة الحرب العسكرية ، بعد أن استكمل الحصار مهمته وما رفض السلطات السعودية لحجاج بيت الله الحرام القادمين من غزة من خطة الحصار الشامل ، إلا جزء من مخطط عدواني يراد منه تصفية المقاومة الفلسطينية لبدء التسوية بالشروط الأمريكية الإسرائيلية فضلا عن لقاءات الأمير بندر بن سلطان، مستشار الأمن الوطني السعودي مع مسئولين إسرائيليين في عمان وواشنطن بحضور مسئولين أمنيين وسياسيين أردنيين وفلسطينيين تندرج في إطار خطة ما بعد تصفية حركة المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها في غزة ، وإعداد الأرضية لعودة سلطة محمود عباس ؛ لكن صمود المقاومة الفلسطينية لاثنين وعشرين يوما ، قد أحبط المؤامرة السعودية – الإسرائيلية للقضاء على المقاومة الفلسطينية خلال ثمانية وأربعين ساعة حيث أصبحت العملية العسكرية التي اتفق عليها في إحدى سهرات قصر الملك عبدالله في العقبة بين القادة الإسرائيليين والعرب وصمم لها أن تكون سريعة ، وتتسم بالسرية والتكتيم الإعلامي .. فضيحة أخلاقية ، وجريمة حرب ، وضعت القضية الفلسطينية من جديد أمام العالم ، وكشفت عن جرائم إسرائيل وقادتها ، كما لم يحدث من قبل ، وعرّت أنظمة عربية أكثر صهيونية من إسرائيل .. فالخطة اتفق عليها بمشاركة والأمير بندر بن سلطان وأولمرت ، بهدف القضاء على المقاومة ، واحتلال غزة بالكامل ، وتسليم قادة حماس إلى الحاكم العسكري "محمد دحلان" ، الذي أعد محاكم عسكرية ميدانية ، كانت تنوي محاكمة قادة حماس بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة ، مكررا سيناريو محاكمة صدام في العراق بل إن السعودية قدمت لإسرائيل معلومات أمنية عن المقاومة في غزة ، ووعدت بتقديم دعم سياسي وإعلامي واسع للعملية العسكرية الإسرائيلية ، وتحميل نتائجها لحماس ، شريطة أن تحسم إسرائيل المعركة خلال ثمانية وأربعين ساعة ، وقبل أن يتنبه الشارع العربي إليها ، تماما كما فعلت حين اجتاحت الضفة ، وهدمت مخيم جنين ، واعتقلت جميع سجناء حماس في سجون جبريل الرجوب .. وهذا يفسر الحملة الإعلامية المفضوحة لمحطة العربية والصحف السعودية ، التي مهدت للعملية قبل يوم واحد من وقوعها بنشر مقابلات صحفية وتلفزيونية "في محطة العربية وجريدة الشرق الأوسط" مع أولمرت وبيريز ونشر عشرات المقالات لكتاب سعوديين أو يعملون في مؤسسات سعودية تهاجم قادة حماس ، خلال الثمانية والأربعين ساعة الأولى للمعركة وبالرغم من أن عباس شعر بالحرج الشديد ، بعد أن تكشفت تفاصيل الخطة ، التي تشمل تدريب قوات فلسطينية خاصة برئاسة محمد دحلان تستعد لدخول غزة بعد تصفية حماس وهو ما اضطر عباس إلى رفض أي مبادرة تقضي بعودة سلطته إلى غزة على حساب تدمير حركة حماس إلا أن عباس وفريقه الأمني يحاول الحفاظ على تماسك السلطة في رام الله ، التي واجهت انقساما حاداً بعد تصاعد الاحتجاج الشعبي الفلسطيني في الضفة الغربية ، وخصوصاً في ظل الأحاديث عن خيار إلغاء مبدأ الدولة الفلسطينية. لقد راقبت "تل أبيب" بقدر كبير من الابتهاج صور الانقسام الخليجي والعربي والإسلامي فبعد ثلاثة أيام من بدء المجزرة في غزة ، لم يكن قادة الخليج المجتمعين في عمان ، عاصمة السلطنة ، على استعداد لإدراج قضية العدوان الإسرائيلي على غزة في جدول أعمال القمة الخليجية مكتفين بمجرد دعوة باهتة للإسرائيليين بإنهاء المجازر بحق الفلسطينيين في غزة ، فيما فشلوا في الخروج بموقف موحّد بشأن الدعوة لقمة عربية طارئة لمناقشة الوضع المأساوي الذي يعيشه سكّان قطاع غزة.. وصدر بيان بعد قمة الخليج يوجّه فيه الحكّام المتحالفون مع الولايات المتحدة اللوم لحركة حماس ، بشأن العنف الذي تقول الدولة الصهيونية بأن الحركة تسبّبته بإطلاقها الصواريخ على جنوب المدن الإسرائيلية ؛ وخلال العدوان الوحشي الصهيوني على قطاع غزة ..
واستكمالا للمخطط التآمري السعودي على أهل غزة ، وصف رئيس المجلس الأعلى للقضاء في السعودية "الشيخ صالح اللحيدان" المظاهرات التي تقوم بها الجماهير في العديد من الدول العربية ؛ تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، بـ"الفساد في الأرض" ، مبررا رؤيته بأن المظاهرات "تصد عن ذكر الله ، حتى ، وإن لم يحصل فيها تخريب ، وأن أول مظاهرة شهدها الإسلام في عهد الصحابي الجليل عثمان بن عفان كانت شرا وبلاء على الأمة الإسلامية بل إنه وصف تعبير الجماهير عن مواقفها عبر التظاهر بأنه استنكار غوغائي !! إذ إن علماء النفس وصفوا جمهور المظاهرات بمن لا عقل له ، وفي ضوء ذلك ، فإن المظاهرات التي شهدها الشارع العربي ضد غارات إسرائيل على غزة تأتي من قبيل الفساد في الأرض ، وليست من الصلاح والإصلاح ، وبرر رؤيته بالقول إن المظاهرات حتى إذا لم تشهد أعمالا تخريبية ، فهي تصد الناس عن ذكر الله، وربما اضطروا إلى أن يحصل منهم عمل تخريبي لم يقصدوه ، فمتى كانت المظاهرات والتجمعات تصلح؟!!.. بل إن المظاهرات مسألة فوضى، فهم يخربون ما يمرون عليه من المتاجر، ويرون أن هذا غضب منهم على العدوان، وهذا مما ينمي العدوان بينهم.
كماوصف مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء "الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ" التظاهرات التي انطلقت في العديد من الدول العربية والإسلامية لنصرة الفلسطينيين في قطاع غزة في ما عرف "بيوم الغضب"، بأنها أعمال غوغائية وضوضاء لا خير منها بل منعت السلطات السعودية أي محاولة للتظاهر على أراضيها تنديداً بالعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور بن سلطان التركي إن المظاهرات من الأعمال التي تشيع الفوضى بالحياة العامة ، وتخلّ بالنظام العام وأن الأنظمة المعمول بها في السعودية تمنع التظاهرات أو المشاركة فيها ، وأن الجهات الأمنية تمنع أي محاولات لإقامة تظاهرات أو مسيرات ؛ فى الوقت الذى قرر فيه إصلاحيون سعوديون الخروج والاعتصام، تضامناً مع سكان قطاع غزة، حتى من دون حصولهم على إذن رسمي من السلطات السعودية.. وقال الإصلاحي خالد العمير" في بيان نشره موقع "آفاق" الالكتروني "في اللحظة التي تنتظر منا الأمة أن نبادر ونعلن عن يوم الاعتصام وندعو الناس إليه بجميع أطيافهم ، دون الإذن من أحد ، بقوة وشجاعة وعزم رجال ، لأننا ببساطة نمارس حقنا الطبيعي في التعبير السلمي عن الرأي ، وإذا بالجمل يلد فأراً ، موجّهين خطاب الخضوع والذلة لمن أصبحنا زبائن دائمين لسجونه يستأذنونه في حقنا في التعبير، أي ذل أكثر من هذا ؟؟؟ وتزامن الإعلان مع طلب رفعه أكثر من 20 إصلاحياً سعودياً إلى وزارة الداخلية ، للحصول على إذن لتنظيم اعتصام سلمي ، تضامنا مع أهالي غزة بل قال شهود عيان إن الشرطة السعودية أطلقت أعيرة مطاطية لتفريق متظاهرين يحتجون على الهجوم الإسرائيلي على غزة ، وأصيب ثمانية أشخاص ، لكن مسئولا حكوميا نفى النبأ . وذكر بعض الذين شاركوا في المسيرة التي نظمت في المنطقة الشرقية المنتجة للنفط في المملكة ، والذين حملوا صورا لجرحى فلسطينيين أصيبوا في الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة ، أن شرطة مكافحة الشغب أطلقت الأعيرة المطاطية عليهم ، بعد أن اشتبك المتظاهرون مع قوات الأمن في منطقة القطيف .. كذلك طالب عدد من علماء الشريعة الإسلامية والمفكرين والدعاة السعوديين ، الحكومات العربية والإسلامية بتوفير جميع وسائل الدعم الممكنة للفلسطينيين ، بما في ذلك الدعم العسكري للدفاع عن أنفسهم ، والتحرك لكسر الحصار الظالم على غزة وفتح المعابر نهائيا .. وأنه يتضح من مجريات الأحداث ، وما يتسرب من معلومات أن هذا العدوان الصهيوني يتم بتواطؤ إقليمي دولي ، يسعى لكسر إرادة المقاومة للمشروع الصهيوني الاستيطاني الاستعماري .. جاء ذلك في الوقت الذي أصدر فيه (66) عالما وقاضيا سعوديا بيانا آخر، طالبوا فيه جموع الأمة الإسلامية بـ"نصرة أهالي غزة ، ومساعدتهم ماديا ومعنويا ، كل بحسبه . يأتى هذا في الوقت الذي اقترحت فيه قطر ، الدولة العضو في مجلس التعاون الخليجي ، عقد قمة عربية طارئة في الدوحة لمناقشة الهجوم الإسرائيلي على غزة اعترضت السعودية على الاقتراح ، بذريعة أن لا فائدة مرجوة من عقد اللقاء ، وأن البيانات الصادرة لا وزن لها ، الأمر الذي أثار استغراب قيادات عربية وفلسطينية ، إلى جانب القيادة القطرية التي حمّلت السعودية بصورة غير مباشرة مسئولية تدهوّر الأوضاع في غزة بسبب ضعف الموقف العربي.
واستكمالا لدورها المشبوه للتآمر على غزة ، وبعد أن فشلت جهودها في تخريب مؤتمر القمة العربي الذي دعت إليه قطر خاصة أن المؤتمر حصل على النصاب القانوني سارعت السعودية لدعوة حكام دول الخليج إلى مؤتمر طارئ في الرياض ، بهدف إفشال مؤتمر الدوحة ، والالتفاف على النصاب القانوني وتقديم دعم سياسي للدبلوماسية الإسرائيلية لإجبار المقاومة الفلسطينية على الاستسلام ، وذلك بقبول المبادرة الإسرائيلية ، التي قدمت تحت غطاء عربي !! وكان ملك السعودية قد مارس ضغوطا على ملك المغرب ، جعلته يسحب موافقته على الاشتراك في قمة الدوحة ، وحاول أيضا مع شيوخ الإمارات ، بعد أن نجح في إقناع الحكومتين العراقية والكويتية بالامتناع عنها .
ومن أهم وأبرز إنجازات النظام السعودي ضد الأمة وضد القضية الفلسطينية ، ما تم الكشف عنه بأن السعودية وقفت خلف قرار تأجيل النظر في "تقرير جولدستون" ، في محاولة منها لإنقاذ إسرائيل من محاكمتها على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ، وجريمة حرب ضد الفلسطينيين في غزة ، وذلك عبر إصدار قرار من الرياض إلى صائب عريقات ثم إلى أحمد خريشة بموافقة الرئيس أبو مازن ، بضغوط من أمريكا وقد صنف القرار بأنه خيانة عظمى للقضية الفلسطينية ولدماء آلاف القتلى والجرحى ، الذين سقطوا دفاعا عن أرضهم .. وهذا القرار السعودي الأمريكي الصهيوني أنقذ رقبة إسرائيل من المحاسبة الدولية ، وأشعل الفتنة بين الفلسطينيين ، حيث صنف من قبل الشعب الفلسطيني بأنه مؤامرة ممنهجة وخطيرة مطالبين بتشكيل محاكمات لفضح كل من تآمر وتواطأ على حقوق الشعب الفلسطيني وفرط بها .. بل إنها بعد أن أعلنت دعمها المالي لقطاع غزة بملياري دولار ، للمساهمة في بناء ما دمرته حليفتها إسرائيل أثناء العدوان على القطاع لكنها عادت وتراجعت عن الوفاء بهذه التعهدات ، لاستمرار الحصار الاقتصادي على القطاع ، وخنق أهالي غزة أكثر وأكثر ، لتنفيذ المخطط الإسرائيلي والأمريكي للقضاء على أي مقاومة في قطاع غزة بل وفي كل الأراضي الفلسطينية المحتلة ، حتى ينعم الصهاينة بما احتلوه واغتصبوه من الأراضي الفلسطينية والعربية الأخرى.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: لماذا السعودية أكثر حرصا على توطيد العلاقة بين إسرائيل والعرب والزج بالأنظمة العربية في مقدمة العلاقة والتشجيع عليها ودعمها بينما هي تكون في الخلف؟!..
ولماذا تريد السعودية جعل وجود الكيان الصهيوني الإسرائيلي على أرض فلسطين واقعًا يجب على العرب والمسلمين الاعتراف والإيمان به والاستسلام له؟!..
ولماذا تتبجح السعودية في الإعلام برفض التطبيع مع إسرائيل والتظاهر الدائم بمعاداة إسرائيل فيما هي الأقرب لها؟!!..
هل آل سعود يدعمون إسرائيل لأن أصولهم يهودية؟!!
إن السعودية وفق ما سبق ضد خيار المقاومة ورفع السلاح في وجه العدو الصهيوني الإسرائيلي فالسعودية ليست لديها مشكلة مع إسرائيل ، والكيان الصهيوني ليس لديه مشكلة مع النظام السعودي الذي يعتبر من أفضل الأنظمة العربية وبالتحديد الدول التي تشكل المثلث العربي المدافع عن المصالح الإسرائيلية الأمريكية ..
بل إنها طوال تاريخ الصراع العربي مع العدو الإسرائيلي لم تدعم خيار المقاومة والعمل المسلح العملي بل هي ضد أي عمل مسلح ضد إسرائيل ، لان سلاح المقاومة هو أفضل سلاح يهدد الكيان الصهيوني..
فهى لا تريد القضاء على إسرائيل ، وهناك وثائق تؤكد هذه الحقيقة ..!! كالوثيقة التاريخية من الملك فيصل بن عبدالعزيز إلى الرئيس الأمريكي "ليندون جونسون" وهى الوثيقة التي حملت تاريخ ٢٧ ديسمبر ١٩٦٦ الموافق ١٥ رمضان ١٣٨٦، كما حملت رقم ٣٤٢ من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودي، أي قبل حرب 1967.. يطلب منه ومن إسرائيل ضرب مصر وسوريا وهذه الرسالة منشورة في كتاب "عقود من الخيبات للكاتب حمدان حمدان" الطبعة الأولى ١٩٩٥ عن دار بيسان على الصفحات من ٤٨٩- ٤٩١..
يقول الملك السعودي: إن مصر هي العدو الأكبر لنا جميعا، ويقترح أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر، تستولي به على أهم الأماكن حيوية في مصر، لتضطرها بذلك ، لا إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن فقط ، بل لإشغال مصر بإسرائيل عنا مدة طويلة ولن يرفع بعدها أي مصري رأسه خلف القناة ، ليحاول إعادة مطامع محمد على وعبد الناصر في وحدة عربية.. ويطالب بضرب سوريا قائلا: سوريا هي الثانية التي يجب ألا تسلم من هذا الهجوم ، مع اقتطاع جزء من أراضيها ، كيلا تتفرغ هي الأخرى فتندفع لسد الفراغ بعد سقوط مصر لابد أيضا من الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة ، كيلا يبقى للفلسطينيين أي مجال للتحرك ، وحتى لا تستغلهم أية دولة عربية بحجة تحرير فلسطين ، وحينها ينقطع أمل الخارجين منهم بالعودة ، كما يسهل توطين الباقي في الدول العربية ..
هذه الوثيقة تظهر مدى ما يكنه النظام السعودي من خيانة وحقد على العرب وما يقوم به من أعمال ضد المصالح العربية .
2010 / 9 / 20
السعودية ودعمها الغير محدود للمخططات الاسرائيلية ؟؟!!.. بقلم : سيد حسين