العجين النيء.. سمّ أم طعام ؟!؟

تقول الدكتورة Karen Neil الاختصاصية بالوبائيات في مركز مكافحة الأمراض في
الولايات المتحدة الأمريكية: "إن التوصيات العامة تقضي بالامتناع عن تناول
العجين النيء حتى من قِبَل صانعها سواءً كانت منزلية أو تجارية الصنع،
فهذا أكثر الإجراءات أماناً لتفادي الإصابة بالأمراض الهضمية".

كان التركيز لعدة سنوات يدور حول فكرة البيض النيء وما قد يحويه من جراثيم
(ومنها السلمونيللا المسؤولة عن الحمى التيفية)، أما في هذا البحث فإن
الباحثين أرادوا إيجاد أنواع مختلفة من البكتيريا ومنها العصيات الكولونية
المنتجة لسم "شيغا" (STEC).

قام الباحثون بالتركيز على سؤال المرضى حول تناولهم لعجين نيء وأدهشهم أن
الكثيرين تناولوا عجيناً غير مطهي بل ومعظمهم ذكر نوعاً تجارياً محدداً.
وبعد عدة تحريات تمت عملية فحص لعينات من العجين وتبين وجود 3 سلالات
مختلفة من جراثيم العصيات الكولونية المنتجة للسم غير تلك المسؤولة عن
حالات التفشي التي حدثت.
نُشرت مجموعة من الحالات المرضية أظهرت أن 33 من أصل 35 مريض تناولوا
العجين النيء وذلك مقارنة بــ 36 شخص في المجموعة المعيارية ليس لديهم أي
إصابة مرضية.
وتعل'ق Neil بالقول: "إن نسبة 11% مقابل 94% هي اختلاف كبير وبحساباتنا استطعنا التأكد بأن هذا الاختلاف ليس مجرد صدفة".

".

إن معظم مكونات عجين الكعك – بما فيها البيض والسكر والزبدة والخميرة – تمر
بما يسمى "مرحلة القتل" للقضاء على الجراثيم والعوامل الممرضة.
لكن – والقول هنا للدكتورة Neil – "لا يمر الطحين بهذه الخطوة، وإن كنا لا
نحاول إثبات تورطه إلا أننا نتحدث عن المشتبه بهم في تلوث منتجات العجين ".
وتضيف: "إن تناول العجين النيء ممارسة شائعة وخاصة لدى الفتيات، إذ تلجأ بعضهن لشراء هذه المنتجات خصيصاً لتناولها نيئة".
ومن هنا تم اقتراح بأن تقوم الشركات المصنعة بتعديل عملية الصنع بحيث يصبح
المنتج أكثر أماناً وجاهزاً مباشرة للأكل، بالإضافة إلى توفير تثقيف فعال
للمستهلك حول المخاطر المرتبطة بتناول العجين النيء.
فإذاً للوهلة الأولى قد تظنون أن عجين الكعك هو طعام بريء ولذيذ ..
لكن صدقوا أو لا تصدقوا فهو ســــم