الأقباط يصوتون ضد ثورة يناير تأييدا لأحمد شفيق فأحدثوا الفارقالرأي العربي ـ القاهرة _ أظهرت النتائج الأولية للانتخابات المصرية أن الأقباط قد
اختاروا التصويت للفريق أحمد شفيق.
فالصوت المسيحي اختار أن يكون مع بقايا
نظام مبارك. ومن المعروف أن الكنيسة المصرية والبابا الراحل شنودة الثالث
كانا من أهم حلفاء الرئيس المخلوع حسني مبارك. وقد سانداه حتى اللحظة
الأخيرة.
والمسيحيين الذين شاركوا في ثورة 25 يناير 2011، كانوا في معظمهم
من الخارجين عن الكنيسة القبطية.
في الحقيقة أن نظام مبارك قد جعل من
الكنيسة القبطية دولة ضمن الدولة بالرغم من بعض الخلافات التي تنشب هنا
وهناك إلا أن الإطار العام كان اتفاق بين الطرفين تحصل من خلاله الكنيسة
على امتياز السيطرة على المسيحيين والتعبير السياسي عنهم بالمقابل يستفيد
نظام مبارك من دعم البابا والكنيسة من جهة ومن جهة أخرى يستفيد من الفتنة
بين المسلمين والمسيحيين.
الكنيسة أثبتت خلال الانتخابات الرئيسية أنها لا تريد الدولة
المدنية التي دعت إليها خلال الفترة الماضية وإنما تريد الحفاظ على
امتيازاتها تجعلها دولة ضمن الدولة.
لو كانت الكنيسة تريد الدولة المدنية
لكانت انتخبت حمدين صباحي أو حتى عبد المنعم أبو الفتوح الذي يمثل فارقا عن
الاخوان المسلمين.
الكنيسة من حيث أرادت استرجاع نظام مبارك فإنها دفعت
جماعة الأخوان المسلمين ، لأن المصريين من غير جماعة الاخوان المسلمين
أصبحوا أمام خيارين السيء والأسوأ.
وبالتالي على الأغلب أن الكثير من
المصريين سوف يذهبون باتجاه التصويت لمرشح الاخوان محمد مرسي.
ليس من مصلحة
الكنيسة الانحياز إلى جانب قوى سياسية آفلة وليس لها مستقبل سياسي بعد
ثورة 25 يناير، حتى وإن كانت ما تزال تصارع لتبقى على قيد الحياة.
خيار
الكنيسة سوف يسيء للأقباط لأنه سوف يعزلهم عن الجماعة الوطنية ، خيار
الأقباط وهم جزء أصيل من الشعب المصري والجناح الأخر في المجتمع المصري هو
خيار المواطنة وليس خيار الدكتاتورية والأنظمة الفاسدة.