قادة مجموعة الثماني يريدون بقاء اليونان ضمن منطقة اليورو
قال قادة مجموعة دول الثماني الصناعية، التي تمثل اقوى الاقتصادات في العالم، انهم يريدون لليونان التي تواجه ازمة مديونية ضخمة البقاء ضمن منطقة اليورو.
على الرغم من اعترافهم بأن "الاجراءات الصحيحة المطلوبة ليست واحدة أو متماثلة في جميع الدول" بل تتباين فيما بينها.
وكان ايجاد مخرج ممكن لليونان من ازمتها الاقتصادية الخانقة في مقدمة جدول اعمال القمة، لاسيما بعد الانتخابات اليونانية الأخيرة التي لم تكن حاسمة في جلب حكومة جديدة تتخذ قرارا في اليونان بشأن سبيل الخروج من ازمتها.
منطقة يورو قوية
وقد التقى السبت زعماء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان وروسيا وكندا في قمة بمنتجع كامب ديفيد بولاية ميريلاند الامريكية.
وقال البيان الصادر عن القمة "نتفق على اهمية وجود منطقة يورو قوية ومتماسكة بالنسبة للاستقرار والتعافي الاقتصادي العالمي، ونشدد على اهتمامنا بأن تبقى اليونان في منطقة اليورو مع احترام التزاماتها".
واضاف البيان "اظهر تعافي الاقتصاد العالمي علامات تقدم، الا أنه ما زالت هناك رياح معاكسة".
وكان زعماء مجموعة الثماني منقسمين بين مواصلة الاجراءات التقشفية او دعم اجراءات تحفيز النمو الاقتصادي بدلا عنها.
اذ تفضل المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الاجراءات التقشفية بينما يقف الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند الى جانب اتباع سياسات تشجيع نمو اقتصادي اكبر.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دعا في وقت سابق الى تقليص العجز الذي تواجهه ميزانيات دول المنطقة.
اذ قال للصحفيين في كامب ديفيد "ثمة شعور متنام بالحاجة الملحة لاتخاذ فعل، كما ثمة حاجة لوضع خطط للطوارئ وتقوية المصارف والحكومات، ونحتاج الى وضع كل هذه الاشياء موضع التفيذ بسرعة كبيرة".
وكان الرئيس الأمريكي المضيف ناقش مع المشاركين في القمة يوم امس الجمعة ملفات البرنامج النووي الإيراني والعنف المستمر في سوريا وكوريا الشمالية.
وقال اوباما للصحفيين عقب اجتماعه بالرئيس الفرنسي هولاند في البيت الابيض يوم الجمعة إن هدف القمة الترويج للانضباط النقدي و"لبرنامج نمو."
أزمة اليورو تهيمن على اعمال القمة
وقال الرئيس الامريكي "نتفق الرئيس هولاند وانا على ان هذه قضية على قدر كبير من الاهمية ليس لسكان القارة الاوروبية فحسب بل للاقتصاد العالمي ايضا."
من جانبه، قال الرئيس هولاند، الذي تسلم مهام منصبه الاسبوع الماضي، إنه يشارك الرئيس اوباما "نفس القناعة بوجوب بقاء اليونان ضمن منطقة اليورو."
إجراءات حاسمة
وكانت حكومة لتصريف الاعمال قد نصبت في اليونان في وقت سابق من الاسبوع الجاري، وذلك عقب انتخابات عامة لم تفرز ائتلافا قويا يتمكن من ادارة امور البلاد. وسيتوجه اليونانيون الى صناديق الاقتراع مجددا في السابع عشر من الشهر المقبل للمشاركة في انتخابات قد تقرر مصير برنامج التقشف الذي يصر دائنو اليونان الدوليون عليه كشرط لمواصلة الدعم المالي الذي يقدمونه للاقتصاد اليوناني.
ويخشى المستثمرون من ان يؤدي تراجع اثينا عن تنفيذ ما اتفق عليه من خفض في الانفاق الحكومي الى خروج اليونان من مجموعة الدول الـ 17 المتعاملة باليورو.
ففي هذه الحالة، قد تتعرض دول اخرى تعاني من عبء الديون، كاسبانيا وايطاليا، الى ضغوط شديدة مما قد يؤدي بدوره الى اضطراب كبير في منطقة اليورو باسرها او حتى الى ازمة مالية دولية تنافس في شدتها ازمة عام 2008.
وقد اجتمع الرئيس الفرنسي في مقر السفارة البريطانية بواشنطن برئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، الذي قال إن على اليونان ان تقرر ما اذا كانت ترغب في البقاء ضمن مجموعة اليورو.
وقال كاميرون "نحن بحاجة الى اجراءات حاسمة من جانب دول مجموعة اليورو فيما يخص تعزيز المصارف وعزل الازمة التي تحيق باليونان."
وكان مكتب رئيس الوزراء اليوناني المؤقت قد قال في وقت سابق إن المستشارة ميركل المحت الى ان على اليونان اجراء استفتاء حول بقاء البلاد ضمن منظومة اليورو، ولكن مكتب ميركل وصف هذه الاقوال بأنها "كاذبة."كما اتفق زعماء دول الثماني يوم الجمعة على فرض اجراءات جديدة لعزل كوريا الشمالية في حال "مواصلتها اتخاذ اجراءات استفزازية،" وان على الحكومة الايرانية اثبات سلمية برنامجها النووي، وانه ينبغي المضي قدما في تنفيذ خطة السلام الدولية في سوريا.
ومن المقرر ان يتوجه معظم الزعماء، بعد اختتام القمة مساء السبت، الى مدينة شيكاغو لحضور قمة للدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي يومي الاحد والاثنين حيث سيناقشون الشأن الافغاني.