صورة أرشيفية
كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن ملفات زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن بعد عام من مقتله، وتقول إن هناك وثائق تم العثور عليها بمنزله تؤكد وجود علاقة وثيقة بين كبار قادة القاعدة والملا عمر، زعيم حركة طالبان، شملت مناقشات متكررة حول عمليات مشتركة ضد قوات الناتو فى أفغانستان، والحكومة الأفغانية وأهداف فى باكستان.
وأوضحت الصحيفة أن الاتصالات أظهرت محادثات ثلاثية بين بن لادن ونائبه أيمن الظواهرى والملا عمر، والذى يعتقد أنه كان فى باكستان بعد فراره من أفغانستان بعد الغزو الأمريكى عام 2001.
ونقلت الصحيفة عن مصدر فى واشنطن مطلع على هذه الوثائق قوله إنها تشير إلى درجة كبيرة جدا من التقارب الأيديولوجى.
وتعتقد الجارديان أن هذه الأخبار من شأنها أن تقوض الآمال المعلقة على التوصل إلى سلام يتم التفاوض عليه فى أفغانستان، حيث إن الجدل الأساسى الذى يدور بين المحللين وصناع السياسة هو ما إذا كانت طالبان، التى يراها البعض تتبع أجندة وطنية أفغانية، ربما تقدم من جديد ملاذاً آمنا للقاعدة أو المسلحين الذين يتبنون فكرها، أما إذا كان من الممكن إقناعها بالتخلى عن الإرهاب.
ويقول الخبراء إن أحد الاحتمالات هو أنه بالرغم من أن الملا عمر أقام علاقة قوية مع بن لادن والظواهرى، إلا أن كبار قادة طالبان الآخرين يرون فى التحالف الوثيق مع القاعدة أو التعاون معها مشاكل جمة.
ويقدر مسئولو المخابرات الغربية أن أقل من 100 من المقاتلين المرتبطين بالقاعدة موجودين فى أفغانستان، وفى العام الماضى قسمت الأمم المتحدة عقوبات قائمة على الفصل بين طالبان والقاعدة.
وتشير الصحيفة إلى أن بن لادن على ما يبدو كان على صلة بجماعة بوكو حرام فى نيجريا والكثير من الحركات المسلحة. وكان السؤال المتعلق بما إذا كانت بوكو حرام التى نفذت الكثير من الهجمات الانتحارية والتفجيرات خلال العام الماضى على صلة بالقاعدة أم أنها مجرد تابعة لها. وتظهر الوثائق أن قادة الجماعة النيجرية كانوا على صلة بقيادات عليا فى القاعدة على مدار الأشهر الثمانية عشر الماضية.