تؤكد الدكتورة عطيات صادق خبيرة التنمية البشرية ورئيس مؤسسة الحياة أن السعادة تنبع من داخل الأفراد وليس من خارجهم؛ فمن يبحث عن السعادة فى الحياة الزوجية فليبحث عنها في داخله أولا.
كما تشير لبعض المقومات التي إذا حاول الفرد الالتزام بها استطاع تحقيق مفهوم السعادة والتمتع بها، ومنها الرغبة الصادقة بين الطرفين للوصول للسعادة والتأكيد على أن الزواج بداية لتحقيق غايات سامية وتكوين أسرة وحياة.
الالتزام بالصراحةالالتزام بالصراحة بين الزوجين عامل أساس؛ فالوضوح والصراحة بين الزوجين تشكل الجسر الموصل للثقة، وتشير الدكتورة عطيات إلى ضرورة أن يتغاضى الزوجان عن المشاكل الصغيرة فى الحياة الزوجية والعمل على تجديد الحياة الزوجية باستمرار، وعدم تراكم المشاكل وإنما أولا بأول.
وإذا كانت الحياة بين الزوجين تغلفها وتحيط بها المودة والرحمة والرفق واللين فسوف يحيا الزوجان حياة زوجية هانئة وسعيدة.
وتحذر من التطاول وتبادل الإهانات بين الزوجين؛ لأن التطاول والإهانة إذا ما حدثت بين الزوجين فإنها تدمر العلاقات الزوجية وتنشر التعاسة والحزن الأبدى، فالاحترام المتبادل والمودة مع الحب تساعد على بناء أسرة سعيدة. ولا ننسى أن التقارب النفسي بين الزوجين يساعد على التفاهم ونشوب لغة حوارٍ للمناقشة والحديث قى كل أمور الأسرة.
نجاحفيما تقول باحثة العلاقات الإنسانية شيماء فؤاد: إن الرجل قد ينجح فى حياته ولكنه دائما يرى ويبحث عن هذا النجاح فى عيون مرؤوسيه، لكن قليلا من الرجال من يدرك أن النجاح والإنجاز الحقيقى هو رؤية السعادة فى أعين ووجوه أسرته؛ عائلته وزوجته وأبنائه
فلا يكفي نجاحه وشعوره بذاته فى العمل فقط، والذى قد لا يستمر لوقت طويل بسبب أي ظرف طارئ، خاصة إن كان هذا على حساب حياته العاطفية والأسرية
ولكن إذا حرص الرجل على تحقيق نجاحه على المستوى الأسري والعائلي كزوج وأب وأخ فهذا خير دليل على تحقيق الإنجاز فى جميع مجالات حياته.
وتضيف شيماء، أن هذا لا يجعلنا ننكر أن الوظيفة بالنسبة للرجل هي صمام أمان لحياته، لذلك نجد أن أي مشكلة فى العمل وأي خوف من فقدان الوظيفة ينعكس سلبا على علاقته الزوجية والأسرية، وقد يؤثر أحيانا على استقرار حياته بشكل كبير، وكما يتناقص إحساسه بالأمان باعتباره المعيل له مع كل دينار ينفقه ويقلل من راتبه.
تغييروبحسب فليب حماد اختصاصي علم نفس وارشاد ان أفضل أنواع التغيير الذي يخلق سعادة يأتي من خلال خلق عادات.. المهم هنا هو ألا يتم إقحام أكثر من عادة أو اثنتين على حياة المرء في الوقت ذاته، وإنما يتم ادخال المزيد من العادات كلما أصبح القديم منها جزءا من حياة الإنسان.
وهنا يشير أيضا إلى أهمية اكتساب عادتين من شأنهما بث الهدوء النفسي والسعادة لديى الإنسان.
أولاهما هي عادة التأمل والمقصود بها أن ينتقي الإنسان مكانا هادئا؛ لنصف ساعة يوميا يجلس فيه جلسة مريحة ويركز نظره على نقطة بعيدة في هدوء بعيدا عن صخب الناس، ثم يبدأ في الاستنشاق بعمق والعد من واحد إلى خمسة قبل أن يتم اخراج النفس ببطء.. وأيضا وفي هذه الاثناء عليه ألا يفكر سوى في النفس الداخل بمزيد من الأكسجين إلى كل جزئية من جسده .. ثم استحضار التجارب السعيدة والتفكير فيها أثناء هذه العملية.. والتأمل بهذه الطريقة كفيل بأن يخلص الإنسان من الضغوط والتوتر.
العادة الثانية هي ما يطلق عليه علماء النفس مصطلح العرفان والشكر وذلك قبل أن تخلد إلى النوم..
وهي استحضار بعض الأشياء التي أسعدتك وأشعرتك بالامتلاء النفسي في فترات سابقة والتفكير في شعورك في أثنائها ثم استحضار الأشياء التي حققت الشعور نفسه أثناء النوم مهما بدت بسيطة ومهما بدت امرا مسلما به.. كابتسامة طفل أو رؤية شيء جديد أو سماع كلمة جميلة..
وكلما ركز المرء في الشعور بالعرفان والشكر لوجود هذه الأشياء في حياته ويومه شعر بسعادة أكبر .. وكلما شارك المرء أهدافه وأحلامه الدوائر الانسانية حوله كان أكثر سعادة.. وفي المجالات الثلاثة الأهم في حياة الإنسان؛ وهي التعليم والعمل والعلاقات الإنسانية.