اعلن مسؤولون في التيار الصدري الجمعة ان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بحث في اقليم كردستان مسالة عدم التجديد لولاية ثالثة لنوري المالكي، واكد في الوقت ذاته معارضته اسقاط الحكومة الحالية.
وقال ضياء الاسدي الامين العام لكتلة الاحرار (40 نائبا من بين 325) في تصريح لوكالة فرانس برس ان الصدر بحث اثناء زيارته الى الاقليم الكردي حيث التقى الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الاقليم مسعود بارزاني "عدم التجديد لولاية ثالثة لرئيس الوزراء نوري المالكي".
واضاف وزير الدولة السابق والقيادي في تيار الصدر انه تم بحث هذه المسالة "باعتبار ان رئيس الوزراء هو من دعا الى ذلك وهو من دعا رئاسة الوزراء الى اصدار قانون يصب في هذا الاتجاه".
وتابع ان "سماحة السيد اكد في خلال الزيارة على ان التيار الصدري يقف على مساحة واحدة من جميع الاطراف وهو يدعو الى دعم الحكومة الحالية وعدم اسقاطها شريطة ان يشارك فيها جميع العراقيين".
من جهته اكد مصدر رفيع المستوى في التيار الصدري لفرانس برس انه "لم يكن هناك اتفاق حول مسالة عدم التجديد خلال الزيارة الى كردستان، لان هذه المسالة تحتاج الى سن قانون يشرع في البرلمان العراقي".
وذكر ان "رئيس الوزراء كان قد اعلن في اكثر من مناسبة عن نيته لعدم الترشح لولاية ثالثة داعيا الى تحديد ولاية رئاسة الوزراء بدورتين".
وجاءت زيارة الصدر الى الاقليم الكردي والتي بدات الخميس في وقت يشهد العراق منذ انسحاب القوات الاميركية نهاية العام الماضي، ازمة سياسية على خلفية اتهامات يوجهها خصوم المالكي له بالتفرد بالسلطة.
واتسعت مؤخرا حدة الجدل بين المالكي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، ووصلت العلاقات بينهما للمرة الاولى الى مستوى شديد التوتر.
واتهم بارزاني المالكي الذي يتولى رئاسة الوزراء منذ ايار/مايو 2006، في مناسبات عدة ب"الديكتاتورية" والتفرد بالسلطة، فيما اتهمت بغداد اربيل بتهريب النفط من حقولها في الاقليم الى ايران وافغانستان.
وقد قدم مقتدى الصدر الذي يعد تياره جزءا من تحالف نيابي يضم كتلة المالكي، نفسه اثناء الزيارة كوسيط في الخلاف المستفحل بين المالكي وبارزاني، وهو خلاف ناقشه الصدر مع المسؤولين الاكراد، بحسب الاسدي.
وذكر بيان نشر على موقع الرئاسة العراقية ان الرئيس جلال طالباني استقبل اليوم الصدر في اربيل بحضور بارزاني وقياديين اكراد آخرين بينهم رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني.
واوضح البيان ان طالباني رحب بالصدر "ترحيبا حارا بمناسبة زيارته التاريخية لاقليم كردستان، متمنيا ان تسهم هذه الزيارة (...) في اتجاه ايجاد مخرج للازمة الراهنة التي تواجه البلاد".
وقد نوقشت خلال اللقاء "السبل الكفيلة بتذليل العقبات وحل المشاكل العالقة بين الكتل السياسية".
وبحسب البيان، اكد المجتمعون على "ضرورة وضع برنامج وطني شامل تتغلب فيه المصالح العليا للشعب العراقي على كل الاعتبارات الحزبية والطائفية".