"أجواء بناءة" تسود جلسة المباحثات الاولى بين ايران والقوى الدولية باسطنبول
المفاوض الايراني سعيد جليلي وصل الى اسطنبول الجمعة
بي بي سي - قال ناطق باسم الاتحاد الاوروبي إن الجلسة الاولى من جولة المباحثات الجديدة بين ايران ودول (5+1) حول برنامج طهران النووي جرت في "جو بناء."
ونقلت وكالة اسوشييتيدبرس عن مصدر دبلوماسي قريب من المحادثات قوله إن المفاوضين يحققون تقدما مشجعا في ردم الهوة التي تفصل بين الطرفين والتي ادت الى انهيار جولات المحادثات السابقة.
الا ان المصدر حذر من الافراط في التفاؤل حول النتائج التي ستسفر عنها الجولة الحالية، ولكنه قال إن الحوار الدائر بين الطرفين يشير الى انهما قد ينجحا في التوصل الى ارضية مشتركة تسمح باستئناف العملية التفاوضية في غضون اسابيع.
وكانت الجولة الجديدة قد انطلقت في وقت سابق من يوم السبت في اسطنبول بتركيا بمشاركة ايران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، إضافة الى ألمانيا، وذلك للمرة الأولى منذ عام، لبحث أنشطة طهران النووية.
ووصف الرئيس الأميركي باراك أوباما تلك المحادثات بالفرصة الأخيرة للتوصل الى تسوية للبرنامج النووي الإيراني بالطرق الدبلوماسية.
وتتهم الولايات المتحدة ايران بالسعي الى صنع أسلحة نووية، وهو ما تنفيه إيران، وسط تكهنات باحتمال ان تهاجم اسرائيل منشأت نووية إيرانية.
وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قد قال يوم الخميس الماضي إن بلاده "متمسكة بحقوقها الثابتة ولن تتراجع قيد انملة حتى امام اقوى الضغوط."
"تجديد الثقة"
ولا يتوقع كثيرون ان تسفر جولة المحادثات الجديدة عن اي تطورات رئيسة، ولكن دول (5+1) تأمل في ان تؤدي على الاقل الى استئناف المفاوضات وخفض حدة التوتر بين الجانبين.
المفاوض الايراني سعيد جليلي وصل الى اسطنبول الجمعة.
وكانت القوى الدولية قد حضت ايران على أخذ المحادثات مأخذ الجد، حيث وصفها الرئيس الامريكي باراك اوباما بأنها تمثل "فرصة اخيرة" للتوصل الى تسوية دبلوماسية.
من جانبها، قالت روسيا إن المحادثات يجب ان تكون "بناءة"، منبهة الطرفين الى خطورة "تضخيم الخلافات" بينهما.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغيه ريبكوف، "نحن بحاجة الى ايجاد طريق وسطي، فالغرض الحقيقي من هذه الجولة هو تجديد الثقة" بين الطرفين.
اما وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون فقالت إن على ايران "البرهنة بوضوح وبالافعال على انها تخلت فعليا عن اي نية لانتاج سلاح نووي."
وتأمل دول (5+1) في إقناع ايران بالكف عن تخصيب اليورانيوم بدرجات عالية، وبفتح منشآتها النووية لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتسري تكهنات بأن العقوبات التي يفرضها الغرب على ايران قد تخفف في حال امتثال طهران لهذه المطالب.
وكانت الجولة الاخيرة من المحادثات النووية قد انهارت في يناير / كانون الثاني 2011 بعد فشل الاطراف في الاتفاق على اي من القضايا الجوهرية.
ولكن المصدر الدبلوماسي الذي كان يتحدث لوكالة اسوشييتيدبرس شريطة عدم ذكر اسمه قال إن الايرانيين يبدون مرونة الى حد ما فيما يخص مسألة التوقف عن تخصيب اليورانيوم، وانهم ناقشوا مع القوى الدولية موضوعي الاستخدام السلمي للطاقة الذرية واتفاقية منع الانتشار النووي.
وقال إن المفاوضين الايرانيين ذكروا اثناء المناقشات الفتوى التي اصدرها المرشد الايراني آية الله علي خامنئي بتحريم انتاج الاسلحة النووية في ايران.
وخلص المصدر الدبلوماسي للقول "استطيع القول إن الجو الذي ساد المحادثات كان بناء جدا مقارنة بالجولات السابقة، ويبدو ان المبادئ الاساسية لاستمرار التفاوض موجودة."