بنات سعوديات: أريد "شايب يدللني ولا شاب يعللني"
يرون أن الرجل كبير السن أوفر مالاً وعقلاً لحياة زوجية مستقرةالصورة لرسام الكاريكاتير ماهر عاشور
مسار جديد غير مألوف، واتجاه مغاير لتفكير الفتاة في اختيار الزوج المناسب لها بدأ ينتشر بين المراهقات وبنات العشرين في السعودية، وتبدلت أحلامهن من فارس شاب رومانسي إلى رجل يسبقها بالعمر بعشرين سنة أو أكثر تراه الأنسب، والأكثر دلالا، وأوفر عقلا ومالا، تبدأ حياتها معه بدون كدح أو مشقة، لا كما تبدأها مع شاب في أول عمره، ما إن تستقر حياتهما حتى تكون قد بلغت من العمر عتيا، وكما يشاع بينهن "آخذ شايب يدللني ولا شاب يعللني".
ويرى مختصون في علم الاجتماع والأسرة والزواج أن أسباب توجه مثل هؤلاء البنات هو تغير الثوابت والأولويات في الفترة الأخيرة في المجتمع وتأثير الإعلام، ونقص التوجيه من الأسرة.
الهدي والتجربة تشجعهنهناك من ترى في الهدي النبوي في زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من عائشة – رضي الله عنها - دليلا على نجاح مثل هذه الزيجات. وتؤكد هلاّ القحطاني أن السن ليس مهما بل التفاهم والعقلية والرضا بالعيش المشترك هو الأهم، والفارق بين النبي وعائشة أكثر من أربعين عاما وكانت أسعد زوجاته.
وتحكي ريم المشعان - 22 عاما - لـ"العربية.نت" عن تجربتها في مثل هذا الزواج بأنه مستقر وناجح وسعيدة برجل عقله ناضج ويفهمها، ويتحمل مسؤوليات الحياة الاجتماعية والاقتصادية وقالت: "كثير من حالات الطلاق وقعت بين المتقاربين في العمر وأخرى ناجحة بين الفرقاء في العمر".
التنشئة المتطرفةوتؤثر التنشئة الأسرية التي تمر بها الفتاة صاحبة هذا التوجه على بناء صورة ذهنية محددة المعالم لديها جعلت عقلها يقوم على أفكار محركة لسلوكياتها.
وترى المستشارة الاجتماعية مها المسلم أن من معالم تلك التنشئة التي تقوم على نمط متطرف عن مسار التنشئة المعتدلة، إما نمط يتسم بالدلال، فترغب الفتاة في الاقتران بمن يواصل معها مسيرته، وهو ما لن يتحقق في حال اقترنت بشاب في مقتبل العمر يبحث عن تكوين ذاته، أو نمط متسم بالعنف، يجعل منها شخصية اعتمادية لا تستطيع الاستقلال بنفسها، مما يجعل الفتاة تبحث عن الأمان من خلال اقترانها بمن يكبرها سناً لتعتمد عليه.
وفي ذات السياق، تعلل سارة الفايز زواجها بكبير السن أن الرجل السعودي ما أن يكبر وتكبر شريكة حياته حتى يردد جملته الشهيرة "أريد أن أجدد شبابي" وتدخل الزوجة في تعب نفسي، وتتمنى أن تصغر زوجها بعشرين سنة حتى لا يتزوج غيرها.
وتختصر الفايز هذا المشوار بالزواج من كبير السن وتقول "شايب يدللني ولا شاب يعللني".
زواج الورقة والقلمومن جهته يرى المستشار النفسي والأسري د.خالد العيسى في اتصال مع "العربية.نت": إن إدارة هذه العلاقات السامية بالعقل والورقة والقلم أمر في غاية الخطورة وعواقبه دائماً سلبية خصوصاً على الفتاة التي قد تتحول حياتها إلى مجموعة من التنازلات واحدة تلو الأخرى حتى تجد نفسها في قاع عميق لا يمكنها الخروج منه إلا بخيار آخر أكثر خطورة أو على الأقل أقل كرامة.
وترفض كثير من الفتيات هذا التفكير في الاختيار، ويتهمن الفتيات اللاتي يرتبطن بزوج يكبرهن سنا بالطمع في ماله ودلاله وعدم تحملهن لمسؤولية الزواج
وهناك اعتقاد خاطئ لدى الفتاة بأن الرجل الكبير يدفع لها مهرا أكبر ويوفر لها احتياجاتها، ويطلب يدها طمعا بالزواج منها وتعويضا لفارق العمر بينهما.
وتشير مروة حسين - طالبة جامعية - إلى أنه بعد فترة تبدأ البنت بالتفكير الجدي وتكتشف اختلاف الاهتمامات وتبدأ المشاكل وتكفي صورة واحدة للدلالة على فشل هذا الزواج، فالرجل الكبير ماذا لديه غير النوم المبكر والشخير وهو يختلف عنها في الأكل والشرب حتى في الأحاسيس الأخرى هو يحدثها عن الأخبار وهي تتابع مسلسل حب.
علاقة بيع مخترقةومثل هذه العلاقة الهشة يرى د.آل عيسى إمكانية أن اختراقها من محيط كل طرف من الزوجين أمر في غاية السهولة واليسر، لأنه لا توجد منطقة مشتركة بين الطرفين سوى المهام والمسؤوليات فقط.
ويؤكد أن الحياة التي تبنى على المصالح وتدار بالحسابات وتتغير المسميات فيها في عقد الزواج من زوج وزوجة إلى مشتر وبائع وتصبح الحياة الزوجية فيها بالنسبة للزوج هي مدة استهلاك مقابل ما دفعه وبالنسبة للزوجة هي مدة استغلال مقابل ما قدمته هي.. حياة فاشلة من اللحظة الأولى مهما طالت وأكبر خسائرها أطفال أبرياء، بحسب آل عيسى.
بالمقابل، تنصح المستشارة المسلم أن تقوم التنشئة الأسرية على البناء الفكري الصحيح القائم على إيضاح الصورة الحقيقية للحياة وأنها جميلة ولذيذة من خلال العمل الكبير الذي يقوم به الشابان في تكوين حياتهما وتحقيق أهدافهما.