موضوع: عنان: تصعيد العنف في سوريا "مرفوض" الإثنين أبريل 09, 2012 4:08 am
عنان: تصعيد العنف في سوريا "مرفوض"
قال المبعوث الدولي والعربي الخاص الى سوريا كوفي عنان الاحد ان التصعيد "المرفوض" لوتيرة العنف في سوريا يعد "انتهاكا للضمانات" التي التزمت بها الحكومة السورية امامه بوقف العنف. ودعا عنان، المبعوث الخاص لسوريا من الامم المتحدة والجامعة العربية، الحكومة السورية ومسلحي المعارضة "بوقف اشكال العنف كافة في البلاد بحلول الساعة السادسة بتوقيت دمشق، يوم الخميس الثاني عشر من هذا الشهر" كما هو منصوص عليه في الخطة.
وقال عنان: "ونحن نقترب من الموعد النهائي وهو الثلاثاء العاشر من ابريل (نيسان) اذكّر الحكومة السورية بالحاجة الى التطبيق الكامل لالتزاماتها، واؤكد على ان التصعيد الحالي للعنف مرفوض". واضاف: "انا على اتصال دائم مع الحكومة السورية، وطلبت من الدول، التي لها نفوذ على الجهات المعنية كافة، استخدام نفوذها الآن لضمان وضع حد لاراقة الدماء، والبدء في الحوار".
دمشق تريد ضمانات مكتوبة من المعارضة قبل سحب قواتها
ومن الفاتيكان دفع البابا بندكتوس السادس عشر الاحد بثقله لمصلحة جهد الامم المتحدة لوقف العنف في سوريا.
عنان اعتبر التصعيد الاخير للعنف في سوريا "مرفوضا" ودعا البابا، في كلمة بالفاتيكان لمناسبة عيد الفصح، الى "الالتزام الفوري" بجهد السلام الدولي.
"الجيش الحر" على صعيد آخر، قال رياض الاسعد، قائد "الجيش السوري الحر"، إن خطة عنان ستبوء بالفشل لأن "النظام السوري لن يلتزم بها." واضاف الاسعد بأن جماعته لم يطلب منها اي ضمانات خطية بانهاء العنف، مما يناقض ما قالته دمشق من ان هكذا ضمانات تعتبر شرطا لسحبها قواتها من المدن السورية. ونقلت وكالة رويترز عن الاسعد قوله عبر الهاتف من تركيا "النظام لن يلتزم بهذه الخطة، ولذا فانها ستبوء بالفشل." وأكد "ان الجيش السوري الحر قد وعد بالالتزام بالخطة اذا فعل النظام ذلك."
"ضمانات مكتوبة"
وكان بيان حكومي سوري قد ذكر الاحد ان الحكومة السورية لن تسحب قواتها من المناطق التي تشهد احتجاجات دون "ضمانات مكتوبة" من المعارضة. واوضح البيان ان "القول بان سوريا ستسحب قواتها من المدن في العاشر من ابريل هو قول غير دقيق، اذ لم يقدم كوفي عنان حتى الآن ضمانات مكتوبة حول قبول المجموعات الارهابية المسلحة وقف اشكال العنف كافة". كما نقلت وكالة الانباء السورية عن الناطق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي الاحد أن سوريا قبلت بخطة كوفي عنان "بعد تأكيده أن مهمته تنطلق من احترام سيادة سوريا". واضاف مقدسي ان عنان تعهد "بالعمل على وقف العنف بكل أشكاله من أي طرف كان، وصولا إلى نزع أسلحة المجموعات المسلحة لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وبدء حوار وطني شامل مع أطياف المعارضة في سوريا". واوضح مقدسي، في تصريح خاص لـ بي بي سي، ان البيان الذي أصدره الاحد حول مهمة "توضيحي الطابع، وان سوريا ما زالت ملتزمة بهذه الخطة والجيش السوري لديه خطة محكمة لتنفيذ الانسحابات من المناطق التي عاد إليها الهدوء والتي دخلها الجيش السوري بناءً على طلب المدنيين". وقال: "لكن لإتمام الانسحابات وأهدافها وفق خطة عنان، يجب على الجانب الآخر والدول التي تدعم المعارضة المسلحة تقديم الضمانات اللازمة، والالتزام بنبذ العنف لكي لا تكون الانسحابات فرصة لعودة الإرهاب إلى تلك المناطق عوضاً من عودة الحياة الطبيعية إليها"، حسب تعبيره.
الاتراك يلوحون
من جهة أخرى، لوح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان باتخاذ "خطوات" لم يحددها في حال لم تلتزم الحكومة السورية بالموعد النهائي لسحب قواتها من المدن، ووقف النار، في الموعد المحدد، وهو العاشر من هذا الشهر. ونقلت صحيفة "حريت" اليومية التركية الصادرة الاحد عن اردوغان قوله: "سنتابع العملية حتى العاشر من ابريل /نيسان. لكن اذا لم يتوقف العنف في هذا الموعد، فسنطبق خطوات" بعد ذلك. يشار الى ان تركيا تستقبل الآفا من النازحين السوريين الفارين من القتال، وتحدث محللون عن احتمالات عدة متاحة امام انقرة، منها اقامة ملاذ آمن في الاراضي السورية المتاخمة لحدودها.
وكان ناشطون قد ذكروا ان نحو 130 شخصا قتلوا في سوريا السبت، اي قبل ثلاثة ايام من موعد سريان وقف النار وسحب القوات الحكومية. وتقدر السلطات التركية، التي اوقفت اتصالاتها مع حكومة الرئيس السوري بشار الاسد، عدد النازحين السوريين اللاجئين اليها بحدود 24 ألف لاجئ.
عمليات عسكرية على الصعيد الميداني، نفذت القوات السورية الحكومية عمليات عسكرية صباح الاحد في ريف حماة وريف ادلب، حسب ناشطين. وقال عضو المكتب الاعلامي لـ "مجلس قيادة الثورة" في حماة، واسمه ابو غازي الحموي، ان "القوات النظامية اقتحمت في الساعة السابعة والنصف صباحا (الخامسة والنصف بتوقيت غرينتش) قرية لطمين وسط اطلاق نار عشوائي، ودهمت مواقع عدة وأحرقت ثلاثة منازل". ويبلغ عدد سكان قرية لطمين نحو أربعة آلاف نسمة، وتبعد نحو كيلومترين عن بلدة اللطامنة، التي شهدت عملية عسكرية للقوات الحكومية السبت ادت الى مقتل 40 مدنيا و 15 جنديا منشقا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه في ريف ادلب "اقتحمت القوات السورية الريف الشرقي لمدينة جسر الشغور، وسط دوي انفجارات واطلاق رصاص كثيف مع تحليق مروحي في سماء المنطقة"، وان مدنيا قتل في مدينة خان شيخون برصاص قناص.
البند السابع ودان المجلس الوطني السوري المعارض "المجازر الوحشية التي ارتكبها النظام" منذ اعلانه قبول خطة المبعوث الدولي كوفي عنان، ومواصلته نشر قواته في المناطق التي تشهد احتجاجات، داعيا الى "عقد جلسة عاجلة لمجلس الامن لاستصدار قرار يضع سوريا تحت البند السابع الذي يوفر حماية للمدنيين". وقال المجلس في بيان السبت انه منذ اعلان دمشق موافقتها على خطة عنان سقط نحو ألف قتيل، ونزح نحو ستة آلاف لاجئ. يشار الى ان بنود خطة عنان تتضمن وقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة، وسحب القوات العسكرية من المدن، وتوفير المساعدات الانسانية الى المناطق المتضررة، والافراج عن المعتقلين، والسماح بالتظاهر السلمي.