إنانا Admin
عدد المساهمات : 3510 تاريخ التسجيل : 03/10/2011
| موضوع: "طنجيتانوس".. مشاهد أسطورية في عالم الميتادراما اللامتناهي الثلاثاء مارس 27, 2012 6:27 am | |
| "طنجيتانوس".. مشاهد أسطورية في عالم الميتادراما اللامتناهي
غلاف المسرحية محمد الڭلاف
عن دار سليكي إخوان صدر للكاتب المسرحي المغربي ا الزبير بن بوشتى مسرحية "طنجيتانوس " من الحجم المتوسط ، بغلاف أنيق تزين صدره لوحة لمنحوتة هرقل وطنجيس الإلهين. مسرحية " طنجيتانوس " يتداخل فيها الرمزي والأسطوري بالخيالي والغرائبي في ملامسة جميلة للواقع ، ملامسة لأمكنة عبر أزمنة بذاتها.
الزبير بن بوشتى ، عبر " طنجيتانوس " يسبح بالمتلقي في عالم الميتادراما اللامتناهي والمتباهي بلغة ميتافيزيقية راقية ... اتخذ من السريالية منهجا سرديا مشرعا على الدهشة والاندهاش ، في اندماج كلي مع الواقع ، حتى وإن كان من منطق الماضي الآسر عبر الخيال والتخييل والحلم في استحضار الأزمنة والأمكنة ، وحتى الشخصيات الأسطورية ، من خلال سبر أغوار الوعي كما اللاوعي لوعي التاريخي ، بحثا عن الوعي الأسمى ...
" طنجيتانوس " التي انبثقت من رحم الأسطورة لتخلد لاسم ترسخ في الذاكرة المكانية ، التاريخية والإنسانية : إسم مدينة طنجة ... طينجيس أو طينجا زوجة "آنتي " أو أنطيوس ، ابن " بوسايدون " إله البحر ، و" غايا " رمز الأرض ... وتضيف الأسطورة ، أن معركة وقعت بين هرقل وآنتي أو أنطيوس. كان الصراع حادا وقويا ، حتى أن هرقل ضرب بسيفه وبعصبية شديدة الأرض ، ضربة كانت السبب في إحداث الفجوة والمضيق الذي يفصل طنجة عن أوروبا ، وانتصر هرقل على آنتي ، ثم تزوج من زوجته طنجيس انتقاما منه ، فأنجبت له " سوفوكس " الذي أنشأ محمية أو محضية طينجيس كما تقول الأسطورة ... أو كما جاء في تقديم الدكتور : حسن المنيعي ، انطلاقا من " " الإضاءة السادسة " من المسرحية ، وحدد ذلك في الحوار الذي دار بين " طنجيس " متنكرة في لبدة الأسد النيمي و " أنطيوس " زوجها
الأسد النيمي : أنطيوس إلهي الذي أقام مدينة بين منقار يمامة انبجست طينا كما لو كان رسالة من السماء غداة الطوفان رمت اليمامة طينها في الماء
فهتفت الأقوام والبحر والأمواج الطين جاء، الطين جاء، الطين جاء أنطيوس : سارت طينجا الأسد التيمي : من رحم الأسطورة انبثقت طينجا أنطيوس : أسميتها طنجيس تيمنا باسم زوجتي
إله البحر العملاق الذي كان يغتال المسافرين ويبني بجماجمهم معبدا POSEIDONأو كما جاء في محكي " أفلاطون " أن على منطقة نفوذه ، والتي كانت تشمل حدائق الهسبريدين أوTinja ليقدمه هدية لوالده الإله ، هو الذي أطلق إسم " طنجة". الهسبريديس أوالإسبريديس المشهورة بفواكهها الذهبية، والواقعة بمنطقة الليكسوس "جهة العرائش " ، والتي كانت محط اهتمام من طرف البطل الإغريقي " هرقل " إبن أب الآلهة زيوس ، سيد المغاور والأعمدة والذي يرجع إليه الفضل في تأسيس مدينة طنجة نكريما لأمه حسب الأسطورة ... وحسب الأسطورة ، أن :" أطلس " عملاق الأسطورة الإغريقية ، كان محكوما عليه من طرف : " زيوس " كبير الآلهة بأن يحمل فوق كتفيه القبة السماوية ولما مات بقيت الجبال الممتدة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب المغربي تحمل اسمه " جبال الأطلس ".
الأسطورة ذاتها تذكر أن أول من استوطن هذا الجزء من العالم شعب عرف باسم :" شعب أطلنطا "، وهو الشعب الخرافي الذي ينحدر من سلالة آلهة المحيط ،مولع بصيد السمك وارتياد الأمواج ، شعب استطاع أن يؤسس إمبراطورية ممتدة من السينغال حتى الجزر البريطانية، وإليهم ترجع تسمية المحيط الأطلنطي أو المحيط الأطلسي ...
الأسطورة الممسرحة أو المسرحية الأسطورة : " طنجيتانوس " ... ساهمت حسب الدكتور حسن المنيعي دائما ، من خلال تحريكها الذكي من لدن الكاتب ، في بلورة فعل مسرحي تتأطر بين ثناياه مواقف إنسانية خالدة ، هي في الحقيقة نتاج كتابة أدبية رفيعة تحتاج إلى دراسة مستقلة ، نظرا لارتكازها على عدة لغات تتأرجح بين القول اليومي البسيط ، والقول الشعري الرشيق ، والإشراقات الصوفية الباطنية ، والتعبير البلاغي الرفيع ، الذي يميز الكاتب المسرحي الزبير بن بوشتى ، والذي أهل المسرحية لتكون بحثا ودراسة في الأسلاك التعليمية العالية ، ولتدور رحاها على خشبة المسرح " تمسرح " ، لأنها تستوفي شروط الكتابة الأدبية الدراماتولوجية.
عموما ، فالزبير بن بوشتى دائما يبحث بين خبايا التاريخ كما عودنا ، ليطل علينا وليفاجئنا بعمل دراماتولوجي متميز تميز كتاباته الإبداعية ... و " طينجيتانوس " تستحق أكثر من قراءة كمسرحية مكتوبة ، كما تستحق أكثر من مشاهدة إذا ما مسرحت ، لما تحويه من مشاهد أسطورية ولوحات تاريخية وحوارات غنية لغة وإبداعا.
| |
|