samir مشرف قسم الاخبار والرياضة
عدد المساهمات : 484 تاريخ التسجيل : 09/11/2011
| موضوع: يخاف من حماة وذكرياتها.. ويعرف أنها توعدته - حماة تستعيد مجزرة 82 وتنعى قتلاها بأغنية قاشوشها الجمعة مارس 23, 2012 7:30 pm | |
| يخاف من حماة وذكرياتها.. ويعرف أنها توعدته حماة تستعيد مجزرة 82 وتنعى قتلاها بأغنية قاشوشها دمشق- جفرا بهاء قبل 30 عاماً أقسمت حماة أنها ستحطم الحناجر الخشبية، وأنها لن تتسول نظرة العطف، وقبل 30 عاماً حفظت الدماء التي استقرت في العاصي نظرة القاتل، واليوم تعود لتقسم مرة أخرى أنها لن تبقى وحدها ترسم لحظة الموت، أعلنها حي الأربعين وحي الحميدية بقتلاه الذين ملؤوا الشوارع، وبمجازر غطت حماة.
لم يكتفِ نظام الأسد الابن بما فعله الأسد الأب في 1982، إذ يبدو أن الذئب يعتاد طعم الدماء، فها هو يعود بعد ثلاثين عاماً ليحيي مجزرة حماة من جديد، معيداً لأذهان أطفال الأمس ورجال اليوم كل ما حصل من قتل وإعدام واغتصاب. حي الأربعين.. باباعمرو جديدة عندما نزفت حماة من جسدها على مدى عام من عمر الثورة، ما عادت تتذكر لونها الأساسي، لم يعرف الكثيرون أي حفرة ضمت أبناءهم، ولا أي ظلام خلفوا أزواجهم وراءه.
حي الأربعين وحي الحميدية يغصان بجثث ضحايا نظام اليوم، تقصفان بالمدفعية.. النظام الأسدي يخاف من حماة، ترتعد فرائصه من ذكرياتها، يعرف أنها توعدته، ولذلك يرسل الطيران الحربي ليحلق فوق كرناز على ارتفاع منخفض ليرهب أبناءها الذين اعتادوا الخوف فألفوه.
خلال يومين قتل 20 شخصاً في حماة، وفي يوم واحد دمر القصف منازل في حي الأربعين في شمال شرق حماة، والحميدية التي شهدت مجازر مروعة قبل 30 عاماً، تحيي المشهد من جديد لتشهد مجازر جديدة اليوم.
في الأمس عرفت الحميدية الأسد الأب، واليوم تتعرف على الأسد الابن، الأب سرق منها أعمار أولادها، والابن اختطف أعمار عائلات كاملة. القاشوش أيقونة حماة العاصي الذي شرب دماء الحمويين قبل 30 عاماً، حمل جسد إبراهيم القاشوش "بلبل الثورة السورية".
في عيني القاشوش بدأت الحياة مع أغنيته "يلا ارحل يا بشار" الأكثر شهرة في الثورة السورية حتى أطلق عليها اسم "أغنية الثورة"، وانهمر الموت من أنفاسه الثقيلة عندما قتله النظام ذبحاً، مستخرجاً حنجرته من مكانها انتقاماً من منشد الثورة، ومن الساخر من شخص بشار الأسد وعائلته.
في يوم 7 يوليو/تموز 2011 سمَّى السوريون جمعتهم باسم "ارحل"، فحشدت حماة حوالي نصف مليون متظاهر في ساحة العاصي، وهتف القاشوش وردد وراءه طالبو الحرية، وبهتافه في تلك الجمعة استقدم قاتلوه ليرموه في العاصي، وكأنه كتب على نهر العاصي أن يحمل الأسى والدموع والصراخ والحنجرة الذهبية. حماة.. قربان الثورة السورية لا نزال نمسح جراحنا كل يوم، ولا يزال ذلك الرجل التسعيني، الذي عايش الموت من 30 عاماً ينظر إليَّ بعينين يملؤهما تحدي الانتصار، ولا تزال حماة تفض بكارة الصمت رافضة الموت، ومن أتى من أرض الطهارة سيعود إليها.. ومن حماة أتينا وقتلنا وشردنا ونزفنا.. وفي حماة سنعيش حريتنا.
| |
|