إنانا Admin
عدد المساهمات : 3510 تاريخ التسجيل : 03/10/2011
| موضوع: فيلم "فتح 1453" يفجّر في الأتراك "عثمانيتهم الجديدة" الإثنين مارس 05, 2012 6:54 am | |
|
أجج فيلم تركي ضخم الإنتاج يمجد فتح القسطنطينية على يد العثمانيين، النقاش حول "العثمانية الجديدة" التي يتهم بها النظام الإسلامي المعتدل بقيادة رئيس الوزراء طيب رجب أردوغان. واليوم يتهافت محبو السينما إلى صالات السينما لمشاهدة "فتح 1453 - " الذي يصور فتح مدينة القسطنطينية في العام 1453 ودخول العثمانيين عاصمة الإمبراطورية البيزنطية التي تحولت في ما بعد إلى "إسطنبول".
وتعتبر تلك الحقبة التاريخية مصدر فخر واعتزار لعدد كبير من الأتراك، بدءا بمخرج الفيلم.
واوضح منتج الفيلم ومخرجه فاروق أكصوي أمام الإعلاميين "بصفتي منتجا، أنا فخور جدا بتاريخنا وبماضينا، تماما كما هي حال الجميع في هذا البلد".
أضاف "فتح إسطنبول حدث هام، ليس فقط بالنسبة إلى بلدنا وإنما بالنسبة إلى تاريخ البشرية.. هو حدث ينهي حقبة ليفتح أخرى".
منذ إطلاقه في 16 شباط/فبراير عند تمام الساعة 14,53 (في توقيت رمزي)، شاهد نحو 2,5 مليون تركي الفيلم بحسب البيانات الرسمية لشباك التذاكر التركي. وقد يحطم الرقم القياسي لعدد مشاهدي إنتاج محلي.
ويشرح فيليز أوكال الملحق الإعلامي الخاص بالفيلم لوكالة فرانس برس "ليس الفيلم الأول الذي يصور فتح إسطنبول، بل هو الفيلم الأول الذي ينتج في تركيا ويأتي بهذه الضخامة ومع ميزانية مماثلة" قدرها 17 مليون دولار.
ويكتسب "فتح 1453" دلالة خاصة ومهمة في تركيا اليوم حيث غالبا ما توصف دبلوماسية الرئيس أردوغان ب"العثمانية الجديدة"، خصوصا مع الهدف القاضي بتجديد نفوذ السلطنة على أراضيها السابقة. وهذا تعبير ترفضه حكومة أنقرة.
ويشرح منصور أكغون وهو أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "كولتور" في اسطنبول "مع اقتصادها المزدهر ونفوذها السياسي، تعتبر تركيا نموذجا في الشرق الأدنى".
يضيف "وليس مستغربا أن نلاحظ بأنه كلما ازدادت تركيا قوة كلما ازداد اعتبارها في العالم".
وفي اطار عملية استعادة النفوذ هذه، تلعب السينما دورها وخصوصا المسلسلات التلفزيونية التركية التي تحظى بشعبية كبيرة في البلدان العربية.
ويرى أكيف كيريسي من جامعة بيلكنت في أنقرة أنه "يمكننا من دون شك الحديث عن مساع تهدف إلى ممارسة نفوذ ثقافي في المنطقة".
يضيف "لكن في الوقت نفسه، يكتشف الأتراك من جديد تاريخهم الخاص".
وبحسب ما أفادت وسائل الإعلام، فإن الرئيس التركي شاهد الفيلم وقد نال إعجابه.
وهذا الانتاج الضخم الذي يمتد على 160 دقيقة، يبدأ ب"مشهد ارتجاعي" إلى المدينة المنورة حيث قال النبي محمد "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش".
وقد أتى ذلك الفتح على يدي السلطان محمد الثاني الذي عرف بمحمد الفاتح.
وفي حين أشادت التعليقات بالفيلم وقد اعتبرته "حدثا"، إلا انها لحظت عدم احترامه للحقائق التاريخية.
ويرى يلماظ كورت مدير كلية التاريخ في جامعة أنقرة أن الفيلم "حدث على مستوى كبير من النوعية والتقنية، لكن التضحية بالواقع التاريخي تمت من أجل اعتبارات تجارية".
إلى ذلك، ينتقد مؤرخون المشهد حيث يأمر الإمبراطور البيزنطي بإخراج قواته العسكرية من حصون المدينة لمواجهة العثمانيين.
فيقول كورت لوكالة فرانس برس "إن إخراج الجيش للمواجهة لهو أمر سخيف في مدينة كانت في موقع الدفاع. هي لم تكن تملك القوة لتقوم بذلك...".
لكن فيليز أوكال يرد مدافعا "هو فيلم يعكس خيارات المخرج. هو عمل درامي حيث نجد الحب أيضا".
من جهة أخرى، يوجه نقاد آخرون ضربة قاضية إلى الفيلم فيتهمونه بأنه يستلهم من معايير هوليوود، مع مشاهد من طراز تلك التي نجدها في "غلادييتور" و"متريكس".
لكن المخرج يرد على الانتقادات التي تحركها بحسب ما يقول "عقد نقص". ويقول متهكما "لم نسرق الافكار فقط خمسة أو ستة أفلام.. سرقنا من المئات".
يضيف "لكل فيلم مخرجه. ونحن أيضا. لديها (تلك الأفلام) كتاب سيناريو ولدينا أيضا (كتاب سيناريو). لديها موسيقى خاصة، ونحن أيضا".
| |
|