العراقية زها حديد سيدة العمارة العالمية أول وأصغر فائز بـ«نوبل» المعمارية !!
كاتب الموضوع
رسالة
إنانا Admin
عدد المساهمات : 3510 تاريخ التسجيل : 03/10/2011
موضوع: العراقية زها حديد سيدة العمارة العالمية أول وأصغر فائز بـ«نوبل» المعمارية !! السبت ديسمبر 17, 2011 10:50 am
العراقية زها حديد سيدة العمارة العالمية أول وأصغر فائز بـ«نوبل» المعمارية !!
زها حديد رسامة انسيابية تتحدى التنميط
بين 28 نيسان (ابريل) و31 تشرين الأول (اكتوبر) 2011 انشغلت باريس باستضافة العراقية سيدة العمارة العالمية زها حديد في معرض نظمه «معهد العالم العربي». المناسبة شكلت محطة اضافية متألقة في حضور زها العالمي، وهو حضور أكثر من متميز، وكثيرون يميلون الى الاعتقاد بأن هذا التميز ناتج عن التمازج الخلاق في أعمالها الهندسية بين التشكيل والعمارة. ماذا تقول زها، وماذا يقول العارفون؟
تقول زها التي تعد أول وأصغر فائز بـ«نوبل» المعمارية، ان اللمحات الفنية في أعمالها تعود الى حبها التشكيل منذ طفولتها، وهو حب أخذته عن والدتها التي كانت مولعة بالرسم التشكيلي، أما تفوقها الدراسي فقد أخذته على الأرجح من والدها. ومعروف عن زها تبنيها الفلسفة التفكيكية في العمارة منذ أقام متحف الفن الحديث في نيويورك معرضاً عن العمارة التفكيكية في العام 1988 وعرض تصميماً لها يمثل الاتجاه التفكيكي، لكن زها شرعت فيما بعد في البحث عن لغة جديدة للأشكال الحداثية تتميز به دون غيرها، ونجحت في ذلك نجاحاً مشهوداً. وفي قسم الهندسة المعمارية في جامعة آيندهوفن يشير الطلاب الى مجسمات لاعمال زها مثل مركز الألعاب الأولمبية في لندن وبرج النيل في القاهرة وأبراج دبي وبرج سافيرا في الرباط وبرج برشلونة، والحي التجاري في بكين ومبنى المرفأ في مرسيليا وبرج مونبيليه المتوسطي وكذلك المركز المائي للألعاب الأولمبية في لندن، ويعتبرونها نماذج هندسية وتشكيلية في آن. ومن اهم اعمال زها التي يتآلف فيها التشكيل بالهندسة «جناح الفن المتنقل» (موبيل آرت)، والذي صممته زها حديد في العام 2007 بطلب من مصمم الأزياء كارل لاغرفيلد من شركة «شانيل» للأزياء، وقد عُرضت فيه أعمال عدد من الفنانين المعاصرين، تنقلت بين هونغ كونغ وطوكيو ونيويورك، قبل أن يستقر الجناح أمام معهد العالم العربي في باريس بعدما قامت دار الأزياء بإهدائه إلى المعهد ليكون ساحة فنية جديدة في قلب باريس.
ومعروف أن زها درست المعمار في لندن حيث كانت مركزاً لحركة معمارية مناهضة لحركة الحداثة في العمارة، وكان من أهم أساتذتها في لندن رِم كولهاس وبرنار تشومي، لكنها تأثرت بحسب تصريحات لها في وسائل الإعلام بأعمال أوسكار نيماير، خصوصاً إحساسه بالمساحة والفضاء. وأول مساهمة جدية لها في عالم التصميم المعماري كانت في مطلع الثمانينيات، حين صممت منتجع في هونغ كونغ شكل مثالا للأسلوب المعماري الحداثي الذي يلتقي فيه فن المعمار بالرسم وفق علاقات جغرافية إنشائية وتركيبية. آلاف الصفحات كتبت عن زها حتى اليوم، في العواصم الأوروبية والأميركية كما في الصحافة العربية، وكلها تتلاقى على أنها «معمارية مجددة تمتاز تصاميمها بانسيابية وحداثة تمزج بين التقليدي والمعقد»، لكن قليلين هم الذين يتذكرون أنها عراقية. ومن أجل تذكير من يجب تذكيرهم بأصولها العراقية هي تستعد اليوم لاثراء بلدها بالتحف المعمارية بعدما اختيرت لتصميم المبنى الجديد للبنك المركزي العراقي في منطقة الجادرية، وقد وضعت التصاميم الأولى للبناء الذي يتألف من 37 طابقاً، وسوف يتم انجازه في ثلاث سنوات وبكلفة تصل الى 500 مليون دولار.
ويقول المهندس المعماري العراقي سمير صاحب ان البناية ستضاهي أفخم البنايات الأوروبية سيما وأنها تقع على نهر دجلة وتستوحي في تصميها التراث الحضاري العراقي. كما يقول الفنان التشكيلي العراقي شبيب المدحتي الذي يمزح في تكويناته بعضا من أعمال زها حديد، أن أعمالها تثير اهتمام التشكيليين لما تتمتع به من انسيابية في الخطوط وتشكيلات هي اقرب إلى الفن منها إلى الهندسة في بعض الأحيان، ويضيف: وجدت في أعمالها مواضيع أسعى الى تسخيرها في تشكيلاتي في الطبيعة والمدينة، سيما وان الحداثة المعمارية التي تميز زها حديد تعد مصدراً غنياً للإلهام بحيث أسهمت في إعادة غرس المفاهيم العملية للمزج بين التشكيل والعمارة. وتعد أعمال زها حديد شواهد معمارية تزخر بالصور التشكيلية - المعمارية التي تتداخل فيها الأشكال البنائية بالخطوط والألوان. وشبيب المدحتي الذي يدرس الماجستير في أكاديمية الفنون الجميلة في بابل، يفكر في أعمال يمزج فيها خيالاته في التشكيل بتخطيطات يستمدها من المشاريع المعمارية لزها التي تتميز بالانسيابية والسيولة، وهي أعمال تتحدى التنميط وتبهر الرائي بخطوطها الجديدة. ويشير شبيب إلى اللمحات التشكيلية التي استنبطها في تصميم زها لمتحف الفن الحديث في جامعة ميتشغان الأميركية والذي أنجزته زها بعد منافسة شرسة من معماريين عالميين. ومتحف ميتشغان يحمل اسم «ايلي وايديت برود»، نسبة الى المساهم الرئيس وزوجته اللذين يعدان المساهم الأول في انشاء هذا المتحف الذي ستعرض فيه أعمال فنية مهمة تملكها الجامعة. والمتحف الذي يفترض افتتاحه في العام 2012 هو ثاني مبني تصممه زها حديد في الولايات المتحدة الأميركية، بعد «مركز روزنتال للفنون المعاصرة» في سينسيناتي، والذي أنجزته في العام 2003.
ويعد هذا المتحف، أقرب الى الرسم منه الى التصميم الهندسي، ذلك ان زها نجحت ببراعة في تخطي جماد الاسمنت والحديد، بحيث لا يحتوي المتحف بحسب النقاد المعماريين على زوايا كثيرة مثل محطة سكة حديد نورد بارك في انسبروك في السويد، أو المبنى الرئيس لـBMW في لايبزك. وتلتقي اللوحة الفنية التي تمثل تشكيلا اجتماعيا، والعمارة التي تعتبر تشكيل وظيفيا، في أعمال زها التي تقدم تكوينات مدنية تشبع الحاجة المادية والروحية للمتلقي على حد سواء، ووفق ذلك فأن المعنيين غالبا ما يختارون زها حديد في تصميم الكيانات الفنية والمؤسسات الثقافية، كما الحال في مركز الفنون في ابو ظبي حيث جعلت منه زها حديد لوحة كبيرة تحتوي في داخلها على تشكيلات فنية رائعة مستمدة من التراث العربي والإسلامي بأسلوب حداثي، جعلت من المركز مركز لاستقطاب النشاطات الفنية والثقافية في المنطقة. أفتح هنا قوسين لأقول ان رحلتي الاخيرة الى امستردام سمحت لي بزيارة قسم الهندسة في جامعة آيندهوفن في الجنوب الهولندي. هناك التقيت طالباً عراقياً هو رحيم حسين يتأمل أعمالاً معمارية مختلفة لزها حديد تجسد التلاقح الخلاق بين منجزات الفن المعماري والخطوط والزوايا والأبعاد والمساحات. وزها التي تزين انجازاتها جدران قسم الهندسة سجلت ولا تزال حضوراً قوياً في أروقة المعمار العالمي في مدن العالم الكبرى بأعمال جريئة باتت مصدر اعتزاز لشعوب العالم كله.
محطة باريس
محطة باريس الأخيرة اشتملت على الكثير من النماذج، وكانت في بعضها نماذج افتراضية لم تنفذ حتى الآن، وقد أعارتها الصحف البريطانية اهتماماً خاصاً لأن زها تحمل الجنسية البريطانية. ومن بين هذه النماذج مجسمات للمشاريع الدولية التي أنجزتها زها حديد مثل برج برشلونة الدائري والحي التجاري في بكين ومبنى المرفأ في مرسيليا وبرج مونبيليه المتوسطي وكذلك المركز المائي للألعاب الأولمبية في لندن الذي يتم بناؤه حالياً استعداداً لافتتاحه في العام 2012. بالاضافة الى تصميمات زها حديد في العالم العربي، مثل مركز الفنون في أبو ظبي وبرج النيل في القاهرة وأبراج دبي وبرج سافيرا في الرباط ومباني البنك المركزي في بغداد. والعارفون يقولون ان سنوات دراستها في لندن هي الفترة التي شكلت وعيها المعماري، إذ كانت المدرسة اللندنية مركزاً لحركة معمارية مناهضة لحركة الحداثة في العمارة. وكان من أهم أساتذتها رِم كولهاس وبرنار تشومي. كما أنها تأثرت تأثراً كبيراً، حسبما أعلنت في حديث صحافي بأعمال أوسكار نيماير، خصوصاً إحساسه بالمساحة والفضاء. وهي تقول إن أعمال نيماير ألهمتها وشجعتها على أن تبدع أسلوبها المميز مقتديةً ببحثه عن الإنسيابية في كل الأشكال. باختصار، زها حديد واحدة من أولئك المبدعين الذين ينالون الجوائز ويبهرون المتخصصين، لكن أعمالهم تبقى سنوات طويلة بعيداً عن الجمهور العريض، ولهذا ربما قوبلت تصاميمها بالإعجاب والرفض في آن، واعتُبرت مشاريعها لفترة طويلة أجرأ من اللازم.