ويكيليكس/المستقبل: الخازن في حرب تموز يُطالب بنزع فوري لسلاح “حزب الله”… وكنعان يبرّر لهجته التصعيدية ضد إسرائيل بـ “ضرورات سياسية
كاتب الموضوع
رسالة
إنانا Admin
عدد المساهمات : 3510 تاريخ التسجيل : 03/10/2011
موضوع: ويكيليكس/المستقبل: الخازن في حرب تموز يُطالب بنزع فوري لسلاح “حزب الله”… وكنعان يبرّر لهجته التصعيدية ضد إسرائيل بـ “ضرورات سياسية الأربعاء ديسمبر 07, 2011 10:09 am
كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 18/07/2006 ومنشورة في موقع “ويكيليكس” تحت الرقم 2417، النقاب عن لهجة قاسية تجاه “حزب الله” وأمينه العام السيد حسن نصرالله، ناتجة بحسب وصف السفير الأميركي جيفري فيلتمان عن “أن العديد من أنصار عون يدركون أنه خُدع”، قاصداً بكلامه نائبي تكتل “التغيير والإصلاح”
ابراهيم كنعان وفريد الخازن، اللذين اتهما الحزب بأنه “افتعل عمداً دائرة العنف الحالية”. وانتقد الخازن طبيعة تصرفات الحزب، ووصفها بـ”غير المسؤولة والمزدوجة”، معلناً أنه اقترح “قطعاً كاملاً لعلاقات التيار الوطني الحر بـ”حزب الله”". وشدد على ضرورة أن يكون أي اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” مصحوباً بـ”خارطة طريق” أو أنه سيكون بلا قيمة، مطالباً بنزع فوريّ لأسلحة الحزب الثقيلة (وخصوصاً الصواريخ). وأصرّ على حل مشكلة مزارع شبعا واستعادة المعتقلين في السجون الإسرائيلية، لردع “حزب الله” عن لعب ورقة المقاومة. وقال: “من دون هذه الورقة، فإن قيادة الحزب ستكون مضطرة للتحول إلى تنظيم سياسي عادي أو الإعلان بوضوح عن هويته كعميل سوري – إيراني”.
وأوضح كنعان، خلال لقاء جمعه بمسؤول في السفارة الأميركية في 18 تموز 2006، أن “التيار” دعا جميع الأطراف في بيانه إلى تطبيق “جميع” قرارات مجلس الأمن الدولي، لافتاً إلى أنه تعمّد عدم ذكر القرار 1559 لأن “مثل هذه العبارة كانت لتقوّض بشكل كبير الدعم الشعبي للمبادرة”. وقال “إن اللهجة التصعيدية التي وردت فيه (مثل إسرائيل تدمر بلداً… تحرق الأرض… وتدمر المناطق الحيوية) كانت لضرورة سياسية”، مؤكداً “أن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب ميشال عون “يدرك أن تغييراً جذرياً في المسار أصبح ضرورياً”، لافتاً إلى أنه سيقف على أهبة الاستعداد لتسهيل هذا التغيير”.
وفي لقاء جمع السفير بوزير الطاقة والمياه جبران باسيل، في 17 تموز 2006، سئل عن احتمال قطع العلاقات بين الحزب و”التيار”، فانتفض ودافع بشراسة عن مذكرة التفاهم التي وقّعها “التيار الوطني الحرّ” مع “حزب الله”، وأشار إلى أن عون يرمي باللوم على الرئيس فؤاد السنيورة وقال “لو حذت حكومته آنذاك حذو عون، فما كانت الأزمة الحالية لتتطور”. وفي إطار الحديث عن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، قال باسيل إن عون حُشر كثيراً في الزاوية بسبب “الاعتداء” الإسرائيلي”.
وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم “60Beirut2417 ” تحت عنوان: “لبنان: فريد الخازن: لا فائدة من وقف إطلاق النار قبل إضعاف “حزب الله”"، الآتي:
“في الوقت الذي يستمر فيه مستشار ميشال عون جبران باسيل، بالدفاع عن تصرفات حزب الله (لكن بحماسة أقل) فإن المستشارين النافذين الآخرين لعون النائبين فريد الخازن وإبراهيم كنعان قالا بوضوح للسفير الأميركي إن حزب الله افتعل عمداً دائرة العنف الحالية، وسوف يتعرضون للمحاسبة من قبل اللبنانيين. في وقت بدا كنعان كان أكثر اعتدالاً في إدانة “حزب الله” إلا أن الخازن لم يخجل بتوجيه سهامه إلى الحزب. وقال الخازن إن أي وقف لإطلاق النار سيكون بلا قيمة ما لم يكن مصحوباً بالتزام بنزع أسلحة “حزب الله” الثقيلة والصاروخية، وتوسيع سلطة الجيش اللبناني إلى الخط الأزرق وتبادل الأسرى اللبنانيين والإسرائيليين وعودة السلطة اللبنانية على مزارع شبعا. وقال الخازن بشكل مفاجئ إن وقف إطلاق النار يجب أن لا يُعلن قبل إضعاف حزب الله إلى الدرجة التي تتيح له العودة إلى أسياده الإيرانيين والقول إنه فعل كل ما بإمكانه”. وحث الخازن الولايات المتحدة على منع إسرائيل من مهاجمة الجيش اللبناني والمناطق السنية والمسيحية وحتى الشيعية والتركيز على الجناح العسكري للحزب. وفي حين قال باسيل إن زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون حُشر كثيراً في الزاوية بسبب “الاعتداء” الإسرائيلي، فإن كنعان والخازن قالا إن عون يتطلع إلى طريقة يكون فيها جزءاً من الحل وعلى أمل أن يكون جزءاً من حكومة الوحدة الوطنية”.
باسيل يواصل الدفاع عن علاقة “التيار” بالحزب
وبحسب البرقية “التقى جبران باسيل، صهر ميشال عون ومستشاره، المستشار السياسي للسفارة الأميركية في 17 تموز لمناقشة البيان الذي أصدرته قيادة “التيار” في ذلك اليوم. وعلى الرغم من صعوبة انتزاع بعض النقاط من “التيار الوطني الحر”، قبل أسبوع تحديداً من إعلان “دعم الحكومة اللبنانية… وحق الحكومة ببسط سلطتها على جميع الأراضي اللبنانية” فإن بعض النقاط الأخرى عكست قصر نظر في مراقبة الاعتداءات.
ولدى سؤاله عما إذا كان “التيار” على استعداد لقطع علاقاته العملية بـ”حزب الله”، انتفض باسيل ودافع بشراسة عن مذكرة التفاهم التي وقعت في 6 شباط والتي من وجهة نظر عون في ذلك الوقت، قلّصت من قدرة الحزب على التصرف باستقلالية في لبنان. وعلى الرغم من السخرية الواضحة، بأن الأزمة الحالية نتجت عن اجتياز “حزب الله” للخط الأزرق في 12 تموز، فإن باسيل قال إنه لو حذت حكومة السنيورة حذو عون في شباط الماضي، فإن الأزمة الحالية ما كانت لتتطور. وقال باسيل إن هذا التفكير هو تفكير الجنرال عون”.
ابراهيم كنعان … صوت المنطق
وأشارت البرقية إلى أنه “في اجتماع آخر عُقد في 18 تموز، سعى النائب إبراهيم كنعان، الذي قال إنه وضع مسودة بيان “التيار الوطني الحر” في اليوم السابق، إلى أفضل تفسير للبيان. وقال إن اللهجة التصعيدية التي وردت فيه (مثل إسرائيل تدمر بلداً… تحرق الأرض… وتدمر المناطق الحيوية) كانت لضرورة سياسية، لكنه حث واشنطن على التركيز على لهجة “الاختراق” الداعية إلى “سيادة الحكومة على جميع الأراضي اللبنانية”.
وأكد كنعان أن البيان دعا جميع الأطراف إلى تطبيق “جميع” قرارات مجلس الأمن الدولي. ولدى استيضاحه عن سبب عدم تحديد البيان بوضوح للقرار 1559 قال “إن مثل هذه العبارة كانت لتقوّض بشكل كبير الدعم الشعبي للمبادرة في وقت يشهد البلد توتراً كبيراً”. وأشار، بعد تأكيده أن لديه النفوذ الكافي لإقناع ميشال عون بانتهاج مسار جديد، إلا أن الاستراتيجية السياسية التي تحظى بأكبر فرصة للنجاح ستكون بتعاون ميشال عون، الزعيم الأكبر بين المسيحيين في لبنان، وحكومة السنيورة، على الوصول إلى اتفاق لوقف النار مقبول من جميع الأطراف وفي المرحلة السياسية التي تلي النزاع. وألمح إلى نفوذ باسيل عندما قال إن ميشال عون يستمع إلى بعض المستشارين أكثر من غيرهم، لكنه ادعى أن الجنرال يستمع بانفتاح إلى وجهات نظر جميع الأطراف في “التيار” ويدرك أن تغييراً جذرياً في المسار أصبح ضرورياً، لافتاً إلى أنه يقف على أهبة الاستعداد لتسهيل هذا التغيير”.
ولفتت البرقية إلى أنه “في وقت لاحق من بعد ظهر 18 تموز، انتقد فريد الخازن طبيعة تصرفات “حزب الله” غير المسؤولة والمزدوجة” الحالية. وقال إنه اقترح قطعاً كاملاً لعلاقات “التيار” بالحزب. وكما كنعان، اقترح الخازن تشكيل حكومة وحدة وطنية بأسرع وقت ممكن للتعامل مع مرحلة ما بعد النزاع الخطيرة. وقال إنه ما لم تتحدث القوى المؤيدة للإصلاح (التي يعتبر التيار الوطني الحر منها) مع بعضها البعض وتطالب بإحداث تغييرات جذرية فورية، فإن قيادة البلاد مع ميلها إلى التأجيل والتردد، ستفقد أي فرصة أخرى للتغيير.
وشدد على ضرورة أن يكون أي اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” مصحوباً بـ”خارطة طريق” أو أنه سيكون بلا قيمة.. يؤدي من دون شك إلى عدم استقرار واحتمال استئناف الاعتداءات. وقال إن أربعة عناصر ضرورية في هذا الاتفاق: – تبادل فوري للسجناء الإسرائيليين واللبنانيين – انتشار فوري للجيش اللبناني حتى الخط الأزرق – نزع فوري لأسلحة “حزب الله” الثقيلة (وبخاصة الصواريخ) – إعادة مزارع شبعا إلى لبنان. وأصر على أنه ما لم تعد مزارع شبعا واستعادة المعتقلين الاثنين أو الثلاثة في السجون الإسرائيلية، فإن “حزب الله” سيكون قادراً دائماً على لعب ورقة المقاومة. وقال الخازن إنه من دون هذه الورقة، فإن قيادة الحزب ستكون مضطرة للتحول إلى تنظيم سياسي عادي أو الإعلان بوضوح عن هويتها كعميل سوري- إيراني”.
أضافت البرقية: “إن التعليق المفاجئ الذي أطلقه هذا البرلماني المحترم (الخازن) كان رأيه بأن القدرة العسكرية لـ”حزب الله” يجب أن “تقلّص” إلى المستوى الذي يدفعه الى القول لأسياده الإيرانيين بأنه قام بكل ما بإمكانه فعله وعليه الآن القبول بشروط خارطة الطريق. ويعتقد كما زميله كنعان بأن ميشال عون على استعداد للعمل مع خصمه السياسي في العام الماضي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وأشار الخازن إلى أن عون والسنيورة لم تكن لديهما هذه “العداوة الشخصية” التي تميّز العديد من العلاقات السياسية في لبنان. وقال “يتحدثان إلى بعضهما يومياً، طبعاً حول مسائل ليست ذات أهمية، لكن الأساس هناك”.
وخلصت البرقية بتعليق من جانب المسؤول الأميركي جاء فيه: “في حين أن البعض كان يشعر بفتنة كبيرة تجاه حسن نصرالله واليوم باتوا يبدون مشاعر شبيهة بتلك التي للزوج المخدوع، فإن جبران باسيل لا يزال في حالة نفي. ومنطق باسيل بإلقاء اللوم على السنيورة لعدم حذوه حذو ميشال عون في مذكرة تفاهم مع “حزب الله”، منطق لئيم. وحتى لو أن صهر ميشال عون وأقرب مستشاريه لا يرون بأن الحزب افتعل بمفرده الاعتداءات، فإن بعض مستشاري عون يرون ذلك كما بدا من تعليقات الخازن وكنعان. نشك أيضاً بأن العديد من أنصار عون يدركون أن الجنرال قد خدع. لذا، نقدر أن يكون أحد أكبر الخاسرين في النزاع الحالي هو عون بالتأكيد. سيكون مثيراً أن نرى ما إذا كان الخطأ في حساباته في 6 شباط سيجعله يتبخر كقوة سياسية في لبنان أم أنه سيحاول إعادة شحن تياره السياسي من خلال بناء تحالف مع (الرئيس) سعد الحريري، فؤاد السنيورة وبقية جمهور 14 آذار الذي قلل من احترامه لفترة طويلة. (إن مسيحيي 14 آذار بالطبع ليسوا تواقين لفتح هذا الباب لعون). من جهتنا، فإننا نحتفظ بعلاقة مع أقرب مستشاريه لكننا ندع الجنرال لوحده. لا أحد يزوره هذه الأيام وهذا ما يجب أن يوفر له الوقت الكافي للتفكير بالقرارات التي اتخذها ويحتاج إلى اتخاذها”.