كيف تتعامل مع أصدقاءك المتذمرين

 



من الطبيعي أن نعيش لحظات ضعف وسلبية ويخالط هذا شعورنا بالإكتآب وانعدام الحظ والأمل في بعض الأوقات من حياتنا وذلك نتيجة الظروف التي تحيط بنا والمتغيرات التي نواجهها بشكل يومي.
ولكن هناك من أصدقاءنا يقبعون في تلك حالة السلبية لفترات طويلة مما يأثر على أفكارهم وحواراتهم وكلامهم ونظرتهم للحياه , وعند تواصلهم مع الآخرين نجد في كلامهم انهزاميه وتذمر من هذا وذاك ومن الوضع العام فضلا عن كونهم يكونون دائم التشاؤم وهذا الأمر الذي ينقلونه لمن حولهم ومن يتواصل معهم وذلك بتتالي الجمل المتشائمه أو التي جمل التشكـّـي والتذمر.
قد يقرأ العديد منا الكلام السابق ويتبادر لذهنه شخص معين من الأصدقاء او الأقارب أو ربما أكثر من شخص , إذا كان فعلا حولك أُناس من هذا النوع فتمعّن في النقاط التالية :

- انتبه من نقل العدوى

تحب هذه الفئه أن يكون من حولهم يعيشون مثلهم ومن الطبيعي أن يتأثر المرء عندما يتواصل معهم لفترات متقاربه , وليتضح لك كيف يمكن أن تتأثر فلاحظ نفسك عندما تستمع لموعظه دينية رائعه كيف يتحفز الجانب الإيماني لديك , هذا الأمر مشابه لما سيحصل لديك عندما تستمع لكثير من الهموم والشكوى والتشاؤم , سيتحفز لديك الشعور بالسلبيه والتشاؤم والضيق .
من الرائع مشاركه من حولنا افراحهم واحزانهم ولكن احذر من أن تكون مقبره لهموم الآخرين بشكل يحبطك نفسيا.

- استمع جيداً

قد تعتقد بأن مناقشتك وتعليقك على كل جمله سلبيه قد يساعد صديقك المتذمر إلا أنها في الحقيقه تجعل من ردوده أكثر حده حيث سيشعر بأنه لايوجد من يهتم بمشاعره مما يزيد الطين بلـّـه , حينما يفرغ لك أحدهم مافي جوفه أستمع له جيداً.
ولكن لاتسمح له بالإستمرار لأكثر من 5 دقائق , لأن هناك فرق بين أن يشعر المرء بالضيق ويحتاج للتنفيس وبين أن يكون الشخص دائم الإحباط , فللأول فتره فضفضه تنقضي وأما الثاني سيستمر ويستمر ويستمر في بث همومه ومشاكله وبؤسه إلى نهاية حواره.

- الموافقه لن تحل المشكلة

عندما يتحدث إليك هذا الشخص المحبَـط حاول بعدما ان تستمع إليه جيدا أن لا تهز رأسك مؤكدا على كلامه أو أن تقول عبارات توكيديه مثل : ( هذا حال الدنيا , هذه الحياه , ماذا عسانا نفعل ؟ , صدقت فيما قلت ) , لأن هذا لن يحل المشكله ويمنع المتذمر من التذمر بل سيزيد الطين بلـّـه حيث سيرى بأن وضعه فعلا يستحق أن يبقى متذمرا بشهادتك.

- السكوت علامة الرضا

إذا اشتكى لك احدهم عن شخص ما او عن امرا ما وانت التزمت بالصمت بسكوتك سيدل على رضاك لأن الصمت احدى دلالات التقرير , وانتبه من الصمت في حال كان هناك اشخاص آخرين في نفس المجلس الذي يتذمر فيه صديقك المحبـَط لأن صمتك سيدل للآخرين أنك توافقه فيما يقول مما سيسبب لك الإحراج مستقبلا فيما إن كان يتحدث عن شخص ما.

- لاتترك أي مجال للمبالغة ( بتهذيب )

الأشخاص السلبيين دائما مايرون الأمور باللون الأسود ولايرون أي بياض حتى وإن كان موجودا فعلا , لذا حاول أن توضح البياض في الأمور التي يرونها باللون الأسود القاتم , بمعنى أن الشخص المبَط دائما مايستخدم مثلا كلمات معينه مثل : ( دائما أو كل يوم , أو لا أحد ) , وبالمثل يتضح المقال : عندما يرفض والد الشاب شراء له سياره تجد الشاب عند تذمره يقول انا لا أحد يهتم بي ووالدي دائما مايمنع عني كل شيء و … إلخ في مثل تلك الحاله حاول ان تنفي المبالغه بتهذيب كأن تقول مثلا مقدر وضعك لكن اعتقد أن والدك من اشترى لك جوالك الجديد أليس كذلك ؟ ( بنبره التساؤل وليس بنبره التحدي التي يشعر من خلالها أنك تكذبه او تحاربه ) , ولكن بشكل عام عندما يرى الشخص المتحطم أنه يبالغ فإنه يرتدع عن الشكوى المبالغ فيها وبعضهم يمتنع عن الشكوى ويصمت.

- حاول المساعده وحل المشكلة

الشخص المتذمر هو شخص لايرى بصيص الأمل ويعتقد بأن حالة البؤس والشقاء التي يعاني منها حاله أبديه وغيمه سوداء لن تفارق سماءه أبدا , وهذا هو سبب سلبية حواراتهم , لذا ولتوقف هذه الشكوى والتذمر والسلبيه حاول أن تقنعه بتخصيص بعض الوقت لدراسه مايجب أن يُعمل لتجاوز هذه الأزمه أو لحل المشكله وذلك لتحفز مشاعره الإيجابيه وتبعث بعض الأمل في نفسه الأمر الذي سيتنامى فيما إن تم ايجاد حلول وتم دراسه خطواتها.

إن اتبعت جميع النصائح السابقة ولم تستفد شيء مما ذكر مع صديقك الكئيب المتذمر فعليك بأن تقول له وببساطه عندما يخوض في الشكوى والتذمر وبكل لطف ( هل من الممكن أن نغير الموضوع ؟ ).