hope star
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ثقافي شامل
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

  معلومات حول الفنيقين و علاقتهم بالأمازيغ خاصة أمازيغ الجزائر حاليا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
إنانا
Admin
Admin
إنانا


عدد المساهمات : 3510
تاريخ التسجيل : 03/10/2011

  معلومات حول الفنيقين و علاقتهم بالأمازيغ خاصة أمازيغ الجزائر حاليا Empty
مُساهمةموضوع: معلومات حول الفنيقين و علاقتهم بالأمازيغ خاصة أمازيغ الجزائر حاليا     معلومات حول الفنيقين و علاقتهم بالأمازيغ خاصة أمازيغ الجزائر حاليا Emptyالخميس أكتوبر 18, 2012 9:18 am



معلومات حول الفنيقين و علاقتهم بالأمازيغ خاصة أمازيغ الجزائر حاليا

__________________________________________________________


تعد
دراسة التواجد الفينيقي البوني في بلاد المغرب القديم عامة، و في الجزائر
بصفة خاصة، من بين الدراسات التي تحمل عدة دلالات و معان جديرة بالاهتمام و
الدراسة، ذلك لأنه بحلول هؤلاء البحارة التجار بسواحل بلاد المغرب القديم
تدخل المنطقة في فترة حاسمة من تاريخها متمثلة في الخروج من فترة ما قبل
التاريخ *إلى بداية العصور التاريخية. و كل ذلك يعود الفضل فيه إلى الكتابة
الأبجدية التي جلبها الفينيقيون معهم من وطنهم الأصلي كما تشير إلى ذلك
المصادر الكتابية.
و من جهة أخرى تعود أيضا أهمية التواجد الفينيقي
البوني في بلادنا إلى أن بداية تاريخ معظم مدننا القديمة الساحلية مرتبط
تمام الارتباط بحركة التوسع التجاري السلمي على ضفاف الحوض الغربي للبحر
المتوسط التي كان روادها الأوائل التجار الفينيقيون الذين حلوا بالمنطقة
منذ نهاية الألف الثاني قبل الميلاد.
كذلك يعزى للفينيقيين في بلاد
المغرب إدخال زراعة أشجار الكروم والزيتون والتين ثم تحسين الزراعة بصفة
خاصة، لاسيما في المناطق القريبة من السواحل.
وأيضا يجب أن نقر بأن
بداية عصر الحديد و ازدهاره في الحوض الغربي للبحر المتوسط كان على يد
التجار الفينيقيين الذين برعوا في تعدين و نقل هذه المادة الثمينة التي
كانت تمثل روح العصر حينذاك.
كل هذه النقاط المشار إليها آنفا مجتمعة
جعلتني أركز اهتمامي على بقايا التواجد الفينيقي البوني في الجزائر الذي
كانت مادته مفرقة بين المتاحف و الدوريات و بعض التقارير الأثرية التي لم
تنشر بعد، لاسيما ما يتعلق منها بالنقوش البونية والعملة والفخار …الخ .
و
قد كان علي قبل الشروع في لم أشتات هذا الموضوع أن أتزود بتقنية البحث
الأثري و دراسة اللغة السامية المتخصصة فكان لي ذلك في كل من جامعتي ( أيكس
بروفانس والسربون) بفرنسا.
ولا أتطرق هنا إلى المشاكل و الصعوبات التي
أخرت عملي نوعا ما عن موعده المحدد، إلا أنني أقر أنني استفدت فائدة تامة
من تجارب البحث في الجامعتين المشار إليهما.
و لئن آلت على نفسي أن أخوض
غمار هذه الدراسة الصعبة و أن استبر أغوارها المجهولة ، فذلك لإيماني
العميق بإعادة النظر في كل شيء ورثناه عن الاستعمار سواء ما يتعلق منه
بالناحية المادية أو الفكرية.
وقد كان الأسلوب الذي اتبعته في إنجاز هذه
الدراسة هو أسلوب المقارنة بين المصادر المادية و الكتابية ثم الاستنارة
بآراء الباحثين المحدثين كلما دعت الضرورة لذلك. وإن كانت هذه الأخيرة
قليلة لأن الموضوع لم يطرق بصفة متكاملة قبل هذه الدراسة، بل كانت جل
الدراسات تخصص لبلاد المغرب القديم ككل، و كثيرا ما تقتصر عن مشكلة الصراع
القرطاجي الروماني في الحوض الغربي للبحر المتوسط. و يعاب على الدراسات
السابقة أنها أغفلت عمدا أو طواعية مدى مشاركة المغاربة القدامى في صنع
الحضارة البونية المغربية في بلادنا.
وأنهيت هذه الدراسة بخاتمة أشرت فيها إلى النتائج التي توصلت إليها وهي على الشكل التالي :
1.
تركيز التأثير الفينيقي – البوني في شرقي الجزائر ( نوميديا الشرقية )
أكثر منه في غربها، بحيث أن هذا التأثير لم يقتصر في شرقي الجزائر على
السواحل فقط بل امتد نحو الداخل فشمل منطقة تبسة كامل الركن الشمالي الشرقي
من بلادنا حتى مدينة تديس غربا و التي يظهر من تمثال أبي الهول البرونزي
الذي عثر عليه في أنقاضها بأن تاريخ التأثير البوني –الفينيقي في هذه
المدينة يتجاوز القرن السادس ق.م
2. يلاحظ بأن معظم بقايا المحطات
البونية التي وجدت في سواحل الغرب الجزائري كانت متأثرة إلى حد بعيد
بمستوطنات شبه جزيرة ايبيريا و جنوب غربي أوربا أكثر منها بقرطاجة مما
جعلنا نعتقد بعد مناقشة هذا الرأي بأن قرطاجة لم تكن إمبراطورية بأتم معنى
الكلمة تتحكم في كامل المستوطنات التي زرعت شرقها و غربها ، بل كانت لها
السيادة الاسمية فقط باعتبارها صور غربي المتوسط. كذلك يلاحظ بأن أقدم
بقايا مادية عثر عليها في بلادنا تعود إلى منتصف القرن السابع قبل الميلاد و
تتمثل في كسر فخارية كمبانية عثر عليها في فخاريات جزيرة رشقون بالغرب
الجزائري.
3. لا زالت بعض المحطات و المستوطنات التجارية البونية في
أطالسنا الأثرية تحمل اسمها السامي القديم . و بنظرة فاحصة على خريطة هذه
الأطالس نتعرف على أسماء هذه المحطات بسهولة تامة ، من ذلك مثلا ايكوزيوم
الرومانية التي هي تحريف للاسم السامي ايكوسيم الذي وجد منقوشا على وجه
إحدى قطع العملة البونية المصنوعة من البرونز و التي عثر عليها سنة 1940
بالقرب من حي البحرية حاليا بالجزائر العاصمة و هي عائدة إلى القرن الثالث
قبل الميلاد .
كذلك فإن معظم المحطات التي يستهل اسمها بكلمة روس مثل
روس غونية “البرج البحري” وروس بيكاري” مرسى حجاج” ، و روسوكورو” دلس” و
روسازو” تجزيرت” و روسيكاد ” سكيكدة ” هي سامية الأصل و تعني في اللغات
السامية القديمة رأس و لا زالت حتى الآن في اللغة العربية تحمل نفس المعنى.
ونفس
الشيء يقال في تسمية” كرتن” التي وجدت منقوشة على عملة برونزية محفوظة حتى
الآن بمتحف سيرتا بقسنطينة، فهي الأخرى سامية الأصل و تعني المدينة .
4.
استنتجت أيضا من خلال هذه الدراسة بأن التأثيرات الحضارية البونية قد
استمرت في الجزائر حتى ما قبل ميلاد المسيح و لم يقض على هذه الحضارة
بانتهاء الكيان السياسي القرطاجي من ذلك مثلا استمرار كتابة النقوش
النوميدية العائدة إلى فترة الملوك النوميديين بأحرف بونية أو بونية جديدة و
بلغة سامية، كذلك فإن استمرار تأثير العبادة و العمارة البونيتين بقي
شاهدا على ذلك.
و في هذا المجال نستشهد بمقولة القديس أوغسطين أنه عندما
سئل عن هويته خلال القرن الخامس أجاب ” لو سألتم أهل البادية في إفريقيا
لأجابوكم بالبونية نحن كنعانيون ”* مما يظهر أن اللغة البونية كانت قد
انسحبت إلى البادية و تقوقعت على نفسها أمام زحف اللغة اللاتينية الرومانية
مثلها في ذلك مثل اللغة العربية أثناء فترة الاستعمار الفرنسي في الجزائر
مع فارق الزمن بينهما.
5. اتضح لنا من معالجة هذا البحث مدى تحيز بعض
المؤرخين الإغريقيين و الرومان لشعوبهم ضد القرطاجيين و المغاربة القدماء و
تحاملهم عليهم في كثير من الأحيان حتى أن البعض منهم يصف الفينيقيين
بالقراصنة و ينعت أوائل المغاربة بالتوحش والتبربر، و لا فرق عنده بين
هؤلاء الناس و بين قطعان الماشية. أيضا نرى أن هؤلاء المؤرخين لا يتطرقون
لقضايا بلاد المغرب الاقتصادية والسياسية إلا عندما تحتك شعوبهم
بالقرطاجيين أو المغاربة، وغالبا ما يسود أسلوب التحقير أو التقليل من
أهمية هؤلاء الآخرين بغية جلب الانتباه إلى أهمية و شرعية قضايا شعوبهم ولو
كانت تتسم بالصبغة الاستعمارية.
6. كانت نوميديا مكتملة الشروط
الاقتصادية و السياسية عشية بداية الاستعمار الروماني، و يمكن أن يكون ذلك
من بين الأسباب التي زادت في الرغبة العسكرية الرومانية للاستيلاء عليها،
ذلك لأن تنفيذ مخطط استيلائهم على كامل بلاد المغرب القديم بدأت خطوته
الأولى يوم تهديم قرطاجة سنة 146 ق.م. والقضية بالنسبة إليهم بعد ذلك كانت
مسألة وقت و إيجاد المناخ الملائم الذي يتم فيه ما كانوا يطمحون إليه، و هو
جعل البحر المتوسط بحيرة رومانية خالية من كل أوجه التنافس الذي كان قائما
حينذاك.
وقبل نهاية هذا العرض أشير إلى أن هناك بعض الآراء و التوجيهات أوحتها لي هذه الدراسة ألخصها فيما يأتي :
أ-
لابد من التركيز على دراسة الحضارات أو الثقافات الحجرية التي تم العثور
عليها في بلاد المغرب القديم والتطورات التي توالت عليها محليا منذ العصر
الحجري القديم الأسفل (البالوليتي )، و حتى نهاية فترة ما قبل التاريخ ثم
ربط ذلك كله عن طريق الأبحاث الأثرية بالفترة التاريخية في المنطقة بطريقة
تدريجية مع التركيز على فترة فجر التاريخ لأنها تعد في نظري الحلقة الضائعة
في ربط تاريخنا المغربي القديم.
ب- العمل على تغيير المنهج الكلاسيكي
المتبع في التاريخ لبلاد المغرب و المتأثر إلى حد كبير بدراسة حضارات البحر
المتوسط ، لاسيما الإغريقية و الرومانية منها. ومحاولة إيجاد منهج آخر
يأخذ بعين الاعتبار دور الصحراء و المسالك المائية النهرية الأخرى في ربط
حلقات الحضارة المغربية الإفريقية ، وذلك على أساس أن مناخ الصحراء كان
مغايرا لما هو عليه الآن، و أن هذه الأخيرة كانت من بين مناطق العالم التي
يحتمل ظهور الإنسان فيها لأول مرة، وقد هاجرها بعد ذلك نحو الشمال والجنوب
بعد الجفاف الذي بدأ ينتابها ، مند الزمن الجيولوجي الرابع(فترة
البليستوسين) وهذه الطريقة في الدراسة يمكن أن توفر لنا الانطلاق من الداخل
نحو السواحل.
ج- التخلص من توجيه دراسة التاريخ القديم نحو الفترة
الرومانية لأن ذلك يجعل تاريخنا مبتورا فاقد الحلقات، فلابد من ربط ما تلى
الفترة الرومانية بما سبقها و اعتبار مخلفات هذه الفترة جزءا مكملا للكل
الذي هو التاريخ المغربي، كذلك يجب أن نركز خلال هذه الفترة على إبراز
الشخصية المغاربية القديمة و ما مدى رفضها ومقاومتها للاستعمار الروماني .
د-
كما أن الاعتناء بدراسة الآثار و النقوش السابقة للفترة الرومانية في بلاد
المغرب القديم يعد في نظري من بين الوسائل التي تعطينا أضواء جديدة على
دراسة تاريخنا القديم، ذلك لأن الكثير من نصوص النقوش الليبية و الفينيقية
في الجزائر رغم قصرها تحتوي على أسماء أعلام خاصة بالأماكن و الأشخاص
والآلهة ثم تشير إلى التاريخ الذي أنجزت فيه في بعض الأحيان، و هذا يمكن أن
يفيدنا في إعطاء منظور جديد لتاريخنا القديم.

الدكتور محمد الصغير غانم



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hopestar.yoo7.com
 
معلومات حول الفنيقين و علاقتهم بالأمازيغ خاصة أمازيغ الجزائر حاليا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
hope star :: §۞ ۩ ₪» الأقسام العامة «₪ ۩ ۞§ :: » منتدى السياحة وحضارات الشعوب « :: حضارات الشعوب-
انتقل الى: